لم تكن ام كلثوم مجرد مطربة تشجى بأغانيها على المسرح و على موجات الأثير، بل كانت حالة وطنية متكاملة قدمت للوطن الكثير، ليس على صعيد حفلات دعم المجهود الحربى فحسب ، بل كانت وسيلة وصل نموذجية ربطت الوطن العربى من اقصاه لأقصاه على لغة واحدة و لهجة واحدة و كانت احد مصادر القوة الناعمة لمصر فى محيطها العربى
و لقد كتا نحن الجيل المحظوظ اللى تفتح وعيه على صوت أم كلثوم ..
فكان لا يحلو لنا المذاكرة الا و الست تغنى
و كان من المسلم به ان تجد لدى كل شاب راديو ترانزستور صغير نتلمس من خلاله الوصول الى الست حيث تغنى
و كنا نعرف مواعيد اغانيها على مدار اليوم على مختلف الاذاعات سواء اذاعة ام كلثوم نفسها حيث كانت تبدأ فى الخامسة حتى السادسة،و تنهى من التاسعة للعاشرة مساء
كما كنا نقضى بقية اليوم نطاردها على اذاعة كذا فى منتصف اليوم و على اذاعة كذا فى السهرة ، حتى يخيل لمن يفاجئنا ان الراديو لا يوجد به شىء سوى صوت أم كلثوم و طبيعى انك عندما لا تجد الست فستجد عبد الوهاب و حليم و نجاة و فايزة احمد
و كان صديقنا صبحى الصياد - ايام الدراسة الجامعية - بارعاً فى العبث بالراديو الترانزستور الصغير عبر مفك صغير لكى يصبح الراديو قادرا على التقاط اى اذاعة فى اى حتة تذيع اغانى لأم كلثوم
ثم انتقلنا الى عصر الكاسيت و الشرائط التى كانت ساحة للتبادل و الاستعارات التى لا ترد، بل و السرقة التى كان البعض يسميها اقتباس
حتى ان البعض كان يمتلك مكتبات لشرائط الست جمعها كلها عن طريق الاقتباس من الاصدقاء
رحم الله الست ام كلثوم فى ذكرى رحيلها عن دنيانا الفانية