رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

أحمد سلام يكتب: الجنرال في ذكراه

هناك محاذير في الصحافة والإعلام عموماً عند التطرق لأمور بعينها لذا يستحيل النشر .
لكن تناول المواقف المشرفة  والبطولات والرموز يغاير تلك المحاذير ومن ثم لا اختلاف عند التناول.
حديثي تناول للوفاء يتعلق بقامة مصرية غيبها الممات وتركت مايستلزم الإشادة والإنصاف .
ذاك حق المرحوم  اللواء عمر سليمان لدينا في ذكراه الثانية عشر وقد لقي ربه 19 يوليو 2012.
كان  يطلق عليه الجنرال  .تاريخه العسكري كان بوابة أن يكون الأثير إلي رئيس الجمهورية علي رأس جهاز المخابرات العامة.
غيبه الممات في الولايات المتحدة الأمريكية عقب  غيابه المثير عن السلطة وقد سافر إليها للعلاج وقد لبي نداء ربه هناك لتخسر مصر رجلا من رجالها العظام ..
الجنرال في ذكراه . الصمت هنا بمثابة إجحاف برجل كان من المفترض أن يكون نائبا لرئيس الجمهورية علي الأقل قبل عشر سنوات من توقيت تعيينه الاجباري في آخر أيام الرئيس مبارك في الحكم .
وقتها كانت الثورة علي أشدها ضد نظام حكم الرئيس مبارك وكانت آخر أوراقه تعيين اللواء عمر سليمان مدير جهاز المخابرات العامة نائبا لرئيس الجمهورية  والفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني رئيسا للوزراء.
تداول السلطة بالديمقراطية عز  مناله طوال عهد مبارك وكانت مشاهد التوريث جلية ولكن الشعب أجهز علي تصعيد الإبن جمال الذي كان بمثابة الحاكم الفعلي لمصر من خلال منصب صنع له خصيصاً مسماه لجنة السياسات .
ظل اللواء عمر سليمان في منصب مدير جهاز المخابرات مستشارا للأمن القومي لنحو ثمانية عشر عاما بعيداً عن الأضواء قريبا من الرئيس مبارك الذي عهد إليه بملفات هامة مثل الملف الفلسطيني ثقة في رجل بارع اكتسب حنكة وفطنة جعلته في مصاف الكبار.
كانت فطنته وتجربته البوابة الشرعية ليكون الرجل الثاني لرئيس رفض تعيين نائب له طوال ثلاثين عاما فقط في آخر عشرة أيام وقتها كان يمكن أن يترك مبارك الحكم لنائبه عمر سليمان .
ولكن النهاية صيغت بأن يتلو عمر سليمان أقصر واشهر بيان في تاريخ مصر الحديث معلنا تخلي الرئيس مبارك عن منصبه وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد.
الحديث عن اللواء عمر سليمان إنما للتأكيد على أن بمصر رجال ظلموا كثيرا وكان من الممكن الإستفادة منهم في موضع أفضل .
"الكاريزما" كانت  مبعث ثقل هذا الرجل .
في ذكراه ال12 الجنرال عمر سليمان تجربة مشرفة لرجل عسكري خدم مصر باخلاص تاركا حسن الأثر .
عند هذا الحد ينتهي المقال الذي اكتبه للوفاء تذكيرا لمن لم يعاصروا  توهج شخصية فذة  فارقت وكان الشموخ  يلازمه وذاك حسن الختام .