رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. ثقافة و فنون

أحمد سلام يكتب: مئوية "سيد درويش"

مضي علي رحيله مائة عام بحسابات تداول الأيام وقد ظل الغائب الحاضر علي طول الدوام  من خلال فنه الخالد الذي وثق عبقرية مصرية حملت لقب فنان الشعب .
هو الأقرب إلي وجدان المصريين جيلا فجيلا لأنه خاطب القلوب من خلال أغانيه الوطنية والشعبية  والعاطفية .
أحاديث موته وأسبابه لن تنال من تجربته لأنه في المقام الأول إنسان  يحسم الأمر الدعاء له بالرحمة والمغفرة 
أكتب عن فنان الشعب سيد درويش في ذكري الرحيل وقد لقي ربه 10 سبتمبر سنة 1923 تاركا أعمالا خالدة تؤرخ لفنان عظيم ,وكم يؤسف دوام القول بأنه مات جراء تعاطيه المخدرات  إبتغاء هدم ذلك الصرح العظيم ومن بلا خطيئة فليرمه بحجر .
 في مجال التذكير به لابد من التطرق لدور الفن الهادف في خدمة قضايا الوطن وهو ماتفتقده مصر الآن حيث إقتصرت الأغاني الوطنية علي التمجيد بالحكام علي طريقة الأغنية الشهيرة "إخترناه "في زمن الرئيس الأسبق حسني مبارك .!
يسجل التاريخ للشيخ سيد درويش أنه كان أحد ركائز شحز عزم المصريين في زمن ثورة 1919 وهنا لابد من التذكير بالنشيد الشهير "قوم يامصري ...مصر دايماً بتناديك..قوم لنصري ...نصري دين واجب عليك..
 أغنيه العاطفية أيضا موضع إيثار ومن ينسي رائعته" أنا هويت وإنتهيت ".
شعبيات سيد درويش خالدة في قلوب المصريين وقد كانت لسان حال زمانها وبمرور الزمن صارت حديث المصريين علي طول الزمان  ومنها رائعة طِلعت يامحلي نورها شمس الشموسة !.
تفرد بأنه لحن أعظم الأوبريتات في تاريخ الفن المصري ومنها أوبريت "العشرة الطيبة" وأوبريت شهرزاد  والقائمة طويلة . فضلا عن الموشحات وأشهرها موشح "ياشادي الألحان ".
رحل  الفنان سيد درويش في 10 سبتمبر سنة 1923في مقتبل العُمر" 31 عاما " بعد حياة قصيرة وتجربة ثرية تنوعت مابين الأغاني العاطفية والمسرحيات والأناشيد الوطنية وظل فنه باقيا في ذاكرة المصريين جيلا فجيلا..
في ذكري رحيل فنان الشعب " الشيخ" سيد درويش لابد من التذكير بهذا العملاق الذي مازلنا نردد نشيده الأغر" بلادي ..بلادي ...لك حبي وفؤادي.."وقد لحنه في اوائل القرن الماضي ليضحي نشيدا خالدا يعبر عن حب مصر علي طول الزمان وقد إتخذته مصر نشيدا وطنياً منذ عام 1979 وحتي الآن ..
مصر إذا لاتنسي" الشيخ" سيد درويش فنانا صادقاً مع نفسه تخطي حاجز الزمن ليضحي الغائب الحاضر عند كل الملمات ويبقي تراثه خالدا "مُذكرا" بفنان تفرد بحمل لقب فنان الشعب وذاك لقب منحته مصر ليظل مقترنا بسيد درويش علي طول الدوام, وسيظل مقعده شاغراً كشأن عمالقة  في مجالات عديدة رحلوا تاركين حُسن الأثر.سيرتهم تستعصي علي النسيان .
مئوية سيد درويش تثير الكثير من الشجون جراء ديمومة الأثر لشاب غيبه الممات قبل مائة عام وظل الغائب الحاضر في كل حدث أو حديث لثراء ماترك في تاريخ الفن 
دائماً الأماكن الشاغرة وجع قومي.
يغني من يغني ...يلحن من يلحن  .مشهد دائم 
يظل  سيد درويش" فنان الشعب" علي طول الدوام .