رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. منوعات

أمريكا تبشر بثورة في علاج الفشل القلبي

 

في طفرة علمية غير مسبوقة، نجح باحثون أمريكيون من جامعتي ستانفورد وتكساس في أرلينجتون، بدعم من المعاهد الوطنية للصحة، في تطوير رقعتين قلبيتين صناعيتين نابضتين تجسدان مستقبلا واعدا لعلاج الفشل القلبي عبر التجديد الذاتي بدلا من الجراحة أو الزراعة.

الرقعة الأولى، التي طورها فريق ستانفورد، عبارة عن غشاء بيولوجي إلكتروني مرن يعرف بـ"الرقعة القلبية الحية"، ينبض تماما كنسيج القلب الطبيعي.

تتكون من طبقات من الجرافين الموصل، والهيدروجيل، وخلايا قلبية حية، وتندمج مباشرة مع عضلة القلب، حيث ترصد الإشارات الكهربائية وتعززها في الوقت الحقيقي، لتُصبح جزءًا فعليًا من القلب.

وقد أظهرت التجارب الحيوانية نتائج مذهلة، إذ بدأت الأنسجة التالفة في إصلاح نفسها، وتكوّنت أوعية دموية وألياف عضلية جديدة، واستعاد القلب قدرته على الضخ شبه الطبيعي خلال أسابيع، مع قدرة الرقعة على التكيّف مع تغيّر معدل ضربات القلب.

أما الرقعة الثانية، التي طورها فريق جامعة تكساس، فتعتمد على بوليمرات حيوية وخلايا عضلية مشتقة من الخلايا الجذعية، وتتميّز بانقباضها الإيقاعي الذي يُعزز اندماجها مع الأنسجة الحية.

وفي تجربة سريرية رائدة، تم زرع عشر رقع تحتوي على 400 مليون خلية في قلب امرأة تبلغ من العمر 46 عامًا كانت تعاني من فشل قلبي حاد، مما ساعد على استقرار حالتها لثلاثة أشهر حتى خضعت لعملية زراعة قلب، دون تسجيل أي مضاعفات.

وتعتمد هذه التقنيات على دعائم مرنة تحاكي نسيج القلب، وتتمتع بقدرة على التوصيل الكهربائي لضمان التزامن مع نبضات القلب، إلى جانب توافقها الحيوي الذي يقلل من احتمالات الرفض المناعي.

وقد أظهرت التجارب على الحيوانات والبشر تحسنا ملحوظا في أداء القلب، وانخفاضا في التندب، وزيادة في تدفق الدم.

ويرى الخبراء أن هذه الرقع القلبية النابضة تشكل نقلة نوعية في الطب الحيوي، خاصة في ظل النقص العالمي في قلوب المتبرعين، حيث يمكن أن تقلل الاعتماد على الزراعة، وتخفض التكاليف العلاجية، وتطيل عمر المرضى.

ومع تأكيد نتائج التجارب البشرية، قد تتحول فكرة القلب الصناعي الذي ينبض فعليا من خيال علمي إلى واقع ينقذ الأرواح حول العالم.