وتمر الأيام تلو الأيام ويمضي عام ليحل عام آخر، ويقف المرء ليتأمل وقع الأيام الماضية والأحداث المتلاحقة، لحظات مابين الألم والفرح مابين السعادة والشقاء مابين الرضا والزجر، شريط من الذكريات يمر أمام عينيك وكانها مجرد ساعات، يجري العمر وتتدافع السنوات، أشياء تسعدك وأخري تحزنك، تغلق صفحه مع إناس لم تجني منهم خيراً، وتفتح أخري مع إناس آخرون تشعر بأن سعادتك بوجودهم معك.. هم وقود حياتك وشريان قلبك الذي يضخ فيك نبض الحياة.. ماأجمل ان تعيش مع من أجل هدف وغاية وتتخير أشخاص يدفعونك نحو تحقيقها، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اغتنم خمساً قبل خمس:شبابك قبل هرمك، وحياتك موتك، وفراغك قبل شغلك، وصحتك قبل مرضك، وغناك قبل فقرك) قال الحسن البصري:يابن آدم إنما انت ايام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك.. إنا لنفرح بالأيام نقطعها.. وكل يوم مضى يُدنى من الأجل.... فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً... فإنما الربح والخسران في العمل.. أحياناً نحتاج إلى أن نغمض أعيننا عما يؤذي مشاعرنا ويعطينا طاقة سلبية قد تدمر حياتنا، فالحياة تعلمك أن لاتقف عند أحد اصنع الخير حيثما كنت ولا تعامل الناس بقدر أفعالهم وطنوا أنفسكم قال صلى الله عليه وسلم (لاتكونوا إمعة، تقولون:إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا) فالناس َمتغيرون والوقوف عند أحد قد يضيع منك وقتك وجهدكو يستهلك مشاعرك و جدانك، فمن أرادك حتماً سيبحث عنك، ويقدر افكارك ويهتم بوجودك، فاجعل من اهتمامك قيمة لاتعطيها سوي لمن يستحقها.. واجعل من لحظات عمرك باباً لسعادتك، وتأكد أن فرج الله قريب وأنه سيعطيك حتى ترضى، وسيغير حياتك كما تتمنى، شريطة الإخلاص مع الله، والرضا بما قسمه الله والعمل الصالح والتصالح مع النفس وزرع الإيجابية في كل شئون حياتك.. نتعثر كثيراً على طريق الحياة وهذا ليس مبرراً لليأس والقنوط بل دافعاً لمزيد من العمل والإصرار على الهدف، نشعر احياناَ بعد جهد وتعب أننا ندور في حلقة مفرغة، وتحدثناأنفسنا بأننا لم نجني شيئاً وأن الساعات تمر بلا طائل وأن غيرنا من يحصد كل الأشياء وهذا من الفكر الخاطئ، فالله سبحانه وتعالى قد خلق كل شيئ بقدر، ووصي رسول الله صلى الله عليه ابن عباس قائلاً:(ياغلام إني اعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة واجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشيئ قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) فربما يكون الخير في مكمن الشر، فاأقدار الله رحمه وصوناً للعبد من المهالك، والأرزاق من قدر الله وفق مشيئته ولا أحد يعرف حكمة الله في تدبير شئون حياتنا "فالحكمة ضالة المؤمن أني وجدها اخذها" ونعمة الرضا من أجمل النعم التي تريح النفس وتخلق السعاده.. فاللهم مع غروب شمس عام وبزوغ شمس عام آخر أجبر خواطرنا وأصلح شئون حياتنا، وحقق لنا مانتمني، وكتب لنا الخير حيثما كان.. إنك على كل شيئ قدير..