لنتمسك بأن نكون فى معية الله تعالى حيث الأمن الحقيقى والأمان الصادق
كل عام وأنتم بخير .. بالأمس كان نهاية عام مضى واليوم بداية عام جديد ولعلها فرصه نفتح فيها صفحة جديدة مع الحياه ، تمتلىء بالأمل ، ويعمها التفاؤل مهما كانت المعاناه ، واليقين أن القادم أفضل بإذن الله تعالى ، وأنه سبحانه وتعالى عنده كل الخير ، ولنعمق المحبه ، ونرسخ الإحترام ، ونسعى بين الناس بالخير ، ونجبر الخاطر ، ونحتضن المساكين ، ونتوقف عن جلد الذات ، وقهر النفس ، ونتمسك بالقيم والمبادئ والأخلاقيات منطلقا في الحياه ، ونتكاتف جميعا في خدمة أسيادنا من المرضى ومواجهة الأمراض الفتاكه التى باتت تحصد الأرواح ، بكل الأعمار ، وباتت تنهش فى الأجساد حتى أصبح مواجهتها فوق قدرة كل الأطباء الذين يبذلون جهدا خارقا ، وحتى الدوله متمثله فى وزارتى الصحه والتعليم العالى الذين تؤدى مستشفياتهما الجامعيه في القلب منها مستشفيات جامعة طنطا خدمة طبيه على أعلى مستوى ، كما يبذل الأطباء ماعليهم لعلاج المرضى ، لكن كيف ذلك وتلك الأمراض لم تكن فى أسلافنا الذين مضوا .
هكذا الحياه .. التي فيها عايشت معكم عاما مضى عانينا فيه كثيرا معيشيا ، وإقتصاديا ، وإجتماعيا ، حيث تشابكت الحياه ، وإستحوذت مجرياتها على إهتمام الجميع بحثا عن لقمة عيش شريفه ، بعد أن تعقدت السبل إليها فلاتجاره رابحه نظرا لهذا الغلاء الذى فاق كل وصف ، ولامصنع يعمل به أصحاب الحاجات وهم كثر بعد أن إهتز الجنيه أمام الدولار ، وتأثر الإستيراد بتعويم الجنيه ، مما ترتب عليه صعوبه شديده فى المعيشه بعد أن بات معظم الناس ينتمون للطبقه المتوسطه التى يمكن أن نقول أنها باتت طبقه معدمه ، وأصبح المواطن فى تيه تأثرا بمحاولة توفير قوت يومه والطعام لصغاره ، وفرصة عمل لأبنائه الذين قهر نفوسهم مايعانونه من بطاله بعد سنوات تعليم إنتهت بمؤهل جامعى .
تعالوا نطوى صفحة الماضى بكل مافيها من آلام ، ومحن ، وصعاب ، ولنحول الإحباط إلى تفاؤل ، ونستلهم العبر مما فات ، ولاضير أن نتوقف كثيرا أمام مامر بنا ، شريطة أن يكون منطلق ذلك القفز للمستقبل وليس البكاء على الأطلال ، وفى رحابكم أختلى مع نفسى ، أحتضن ذاتى ، وأتناغم مع قلمى وأتركه يعبر عما فى قلبى ، ومايجيش فى صدرى ، وما يتعايشه وجدانى ، طارحا لحظات صدق أعيش معها وبها ، أنطلق منها لتهذيب النفس ، وضبط إيقاع الكيان ، لعلنى أستطيع إحداث مراجعه صادقه لما مررت به فيما مضى ، أملا أن تستقر النفس ، التى تأثرت كثيرا بفقدان أحبه وإنحصار الخير ، وتلاشى العطاء ، وقلة الإيمان حتى فرغت المساجد من المصلين ، وصمت الدعاه الذين صدروا لنا أنهم بتوع ربنا ، وكثيرا ماصدعوا أدمغتنا بالمواعظ ، ومع ذلك فقدوا القدرة على الجبر بخاطرنا مما نعانيه ، أو يطيبوا نفوسنا التى أتعبها معاناة البحث عن حياه كريمه .
تعالوا نعيد البسمه التي تلاشت ، والفرحه التي غادرتنا ، تأثرا بمن رحل من الأحباب إلى مستقر رحمة رب العالمين سبحانه ، ومن غاب منهم وشغلته هموم الحياه ، ومانتعايشه مع المرضى وأهاليهم صباح مساء وكل الوقت ، هؤلاء الذين كثيرا ماأشاركهم بالمستشفيات البكاء تأثرا بأحوال ذويهم المرضيه ، أطفال فى عمر الزهور يتألمون من المرض وكأنهم يرجون رحمة رب العالمين ، وشباب ، وشابات كتب الله عليهم أن يصابوا بالسرطان هذا المرض اللعين الذى يقتل البراءه داخل الإنسان ، وتلك القلوب التى لم تعد تتحمل ظلم العباد ففقدت القدره على التحمل فكانت عمليات القلب المفتوح ، والقسطره لتركيب دعامات لكل الأعمار ، ويالها من قسوه عندما يقبع المريض وأهله خلف جدران المستشفيات ، يتمنون لحظة سعاده ، أو بشرى تحمل لهم أمل فى الشفاء .
خلاصة القول .. اليوم بداية عام جديد لعله فرصة نعيد فيه حساباتنا مع أنفسنا وننتبه أننا فى دار فناء ، يتعين علينا أن نعمل ، ونجتهد ، ونعمر الكون فى إطار مشروع ، وخشيه من رب العالمين سبحانه ، وأن نتمسك بأن تكون كل أحوالنا فى معية الله تعالى ، ووفق إرادته ومشيئته ، وفرض المحبه سلوكا ، والإحترام منهجا ، والإنتباه أننا جميعا راحلون ، أقول ذلك تعبيرا عما فى النفس ، إجتهادا لأننى لست داعيه ، أو واعظا إنما أنا مواطن يحمل بين ضلوعه قلبا يئن من الوجع تأثرا بمعاناة الناس ، ويحب الخير لهم ويتمنى أن يعيشوا فى رحاب الله تعالى حيث الأمن الحقيقى ، والأمان الصادق .