لم أقرأ للكاتب وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة ولكن تعرفت عليهم من خلال الدراما والأفلام السينمائية وتلمست أسلوب كل منهم وطريقة عرضه للنص الدرامي ،
أسامه أنور عكاشة كان ملك الدراما يجعل من أسلوبه خلفية تاريخية لواقع مصري فات يرتبط بأحداث درامية يرسم الشخصيات من خياله ولكن الأحداث وواقع بيئة العمل تنقلك الي هذا الزمان وتدخل في أحداثه حتي تصبح من نسيج العمل وحين تعاود المشاهده لنفس العمل فتتداخل معك ذكريات المشاهده الاولي وذكريات صنعها النص الدرامي فيصبح بمثابه اللقاء الثاني يأتي محمل بأوقات مرت
لقد طاف الجبرتي ورصد خواطر وعادات الناس في بر مصر وسطر كتاباته وكأنك تعايشهم وتتعرف عليهم وترسم الصور كما كتبها بكلماته واختزلتها بداخلك وتكون الذات المصريه فعادت تهفو شيئا
فالعالم كان قريه كونيه ولكن بمفهوم عصره ووقته
يارتني اقدر الف شريط الحياه ويرجع للخلف واعيش للمره الثانيه نفس المشاهد نفس الأماكن وكأنه درب من المستحيل ان اجد نفس الرفاق ولربما تبقي الامكنه علي حالها فهل يعود الزمان بنفس الرائحه
الحلم كان بسيط وبنفس طعم الايام وبلغه عصره
فلم تكن الرباعيات هي مدي التأمل ولا منتهي المعرفه ورائحه المكان تصاحبك مع نسمات الصباح المبكر لتحلق معها في براح الخيال
فالدخول في عالم الحواديت والخرافات كان جزء من واقع قد لأيكون حاضر ولكن المؤكد لم يكن عالم افتراضي نصنعه لنعيش فيه ويفرض نفسه علي حاضرنا
لم تكن دلاله الأماكن والموالد والمسارح تجسيد لعادات وقيم مصريه قد يكون ابتدعها ولكنها أصبحت جزء من الكيان والذات المصريه توارثها ورواها الراوي وجسد أحداثها وحيد حامد من المولد الي المنسي الي معاناه المواطن وطموحه تطلعاته لنعرف طيور الظلام كونت الفن الشعبي لحكايات وموسيقي تعبر عن طابع الحياه لينتقل من مرحله تلو الاخري حتي تواري وغابت معه عروسه البحور وبساط الحرافيش
لقد اصبحنا نعيش واقع حياه ممزق بين وجدان ومشاعر تجذبنا الي الوراء وعين تتطلع للمستقبل تتلمس فيه ما يشدها من الحاضر وقد تغفل ان حاضرنا هو خطوات المستقبل وان أله الزمن لم تعد درباً من الخيال فالعلم اصبح متاح تحقيقه بل لم اعد أتصور القادم ولكني استحضر ذكريات الأجداد وكأني عاصرته او عبرت بوابات التاريخ
الكاتب :
مدير إدارة الموهوبين والتعلم الذكي بالتربية والتعليم بالغربية