أول أمس شعور غريب تملكنى بعد منتصف الليل جعلنى أبكى على غير إراده منى ، وماطيب الخاطر إلا لإدراكى أن هذا البكاء يطمئننى أنه مازال بداخلى إنسان ، وأن قلبى مازال ينبض تأثرا بآلام الناس وأوجاعهم ، الدموع أخذت تتساقط لعجزى عن نجدة جارى العزيز المريض ، وتأثرا بما أصاب أسرته من هلع ، ورعب على عائلهم ، بكيت لإدراكى أنهم فقدوا القدره حتى على التفكير تأثرا بما تعرضوا له ، ولولا جارا حكيما معهم لإنهار الجميع ومعهم مريضهم الحبيب ، ولتعالت الصرخات التي تخرج من الأعماق ويكاد أن يخرج معها الأحشاء ، لاأطرح ذلك إنطلاقا من تجاوز صدر من الأطباء بمستشفيات جامعة طنطا لأنهم وبحق من أول رمزهم عميد العمداء الدكتور أحمد غنيم عميد طب طنطا حتى أحدث معيد بالكليه نماذج هي فخر لكل منظومة الطب الجامعى بهذا الوطن الغالى ، يضاف إلى ذلك جميع من بمستشفى الفرنساوى تحت قيادة الخلوق المحترم الدكتور محمد سمير ، لماذا مستشفى الفرنساوى لأن ماأطرحه له علاقة بها .
ماعايشته قد يدفع كثر لتوجيه اللوم لأطباء بأحد الأقسام التابعه لمستشفيات جامعة طنطا ، دون إدراك منهم أن السبب فيما سأطرحه نظام إدارى بالتأمين الصحى فى حاجه للتصويب والتعديل يتعلق بتلك الحالات التي تخضع للتأمين الصحى تستقبلها مستشفيات جامعة طنطا فى حاجه للتصويب والتعديل والضبط ، حتى أنا كدت أوجه للأطباء بقسم القلب اللوم رغم معرفتى اليقينيه بموطن الخلل الذى ينطلق من منظومة التعامل بين التأمين الصحى ومستشفيات جامعة طنطا ، تعاظم ذلك إلى الدرجه التي معها لاأعرف لماذ إنتابنى هاجس أننى وغيرى من أبناء هذا الوطن الغالى أصبحنا بلاقيمه ، لذا لايحق لنا أن نبكى ، أو نصرخ ، أو حتى نستنجد ونستغيث بمن تبقى لديهم نخوة من أصحاب القرار ، إلى الدرجه التي معها وجدت نفسى أقول بصدق ياكل المسئولين أنتم أسيادنا وأقسم لكم أننى أطرح هموم الناس كواحدا منهم وليس إنطلاقا من أى منطلق ٱخر فقد كفرت بالسياسه ، والحياه البرلمانيه برمتها ، والأحزاب جميعها ، لأننى لاأجد نفسى وبلامزايده إلا المواطن والإنسان البسيط القابع في أعماق ريف مصر حيث بلدتى بسيون ، رافضا التعايش مع ضجيج القاهره ، يعيش هموم الناس ، ويحتضن قلمه الذى يتناغم مع قلبه العليل ، مدركا أنه سيسقط من يده قريبا حين يحين الأجل ، وأعادر تلك الحياه الفانيه ، وليس له أى طموح في الحياه ، اللهم إلا أن يرضى عنى ربى بخدمة الناس ، شاكرا فضله سبحانه وتعالى أن أنعم على شخصى بنعمة البحث عن الحقيقه مابقى لى من عمر قدره سبحانه في هذه الحياه ، وجعلنى عز وجل أستشعر بنعمة أن أكون ضمير الناس ، والمدافع عن حقوقهم إنطلاقا من قلمى هذا الذى أفخر بأننى حامله ، تلميذا يسير على درب أساتذتى الأجلاء العظماء شردى ، وبدوى ، والطرابيلى ، وعبدالخالق .
بمنتهى الإحترام والتمسك بالحقيقه ، ستون دقيقه في جوف الليل إنتابنى فيهم حاله من الهلع الشديد ، وتملكنى الرعب مما هو قادم من الأيام ، وذلك تأثرا بأن جارى العزيز المدرس بالأزهر تعرض لأزمه قلبيه حاده فتم نقله من مستشفى بلدتى بسيون إلى قسم القلب بمستشفيات جامعة طنطا ، وهناك كانت المأساه حيث رفضت الطبيبه التفاعل مع حالته قبل أن تقوم أسرته بتدبير مبلغ عشرة آلاف جنيه نظرا لأنه في حاجه لعمل قسطره حرجه بالقلب ، وذلك كضمان حتى يتم إحضار خطاب تحويل من التأمين الصحى ، طبقا لما هو معمول به إداريا ، أو يأخذوا مريضهم وينصرفوا ، أدرك أن الطبيبه لو فعلت غير ذلك قد تتعرض للمسائله ، لكننى كنت أتمنى أن يوضع إسمها في لوحة الشرف أن سحقت الإجراءات العقيمه وأنقذت روح إنسان ، وساعتها كنت سأطالب ليس رئيس الجامعه الدكتور محمود ذكى ، ولاعميد العمداء الدكتور أحمد غنيم بتكريمها بل كنت سأطالب وزير التعليم العالى الدكتور أيمن عاشور بتكريمها ووضعها في لوحة الشرف لأن الإنسانيه لديها أعلى وأسمى من الإجراءات الإداريه العقيمه ، بفضل الله وحده ذهب كل أفراد الأسره كل في طريق يسابقون الزمن خاصة وأن بلدتى بسيون تبعد عن طنطا التي بها المستشفى 25 كيلو ، ولم يكن أمامهم إلا أن يسارعوا جميعا لتدبير المبلغ قبل المهله المحدده البالغ زمنها ستون دقيقه ، ونجحت المهمه بفضل الله وكرمه ، ثم وجهتهم الطبيبه إلى مستشفى الفرنساوى وفيها دفعوا العشرة آلاف جنيه وتم إدخاله غرفة العمليات قبل الفجر وأجرى له القسطره بالقلب .
قد أتفهم أن دفع المبلغ قد يكون وسيلة لضمان حقوق المستشفى طبقا لما حددته اللوائح القانونيه ونظمته القرارات الإداريه ، وسيتم إرجاع هذا المبلغ فور إحضار خطاب التأمين الصحى طبقا لما هو معمول به بالنظام الإدارى ، لكننى لاأتفهم على الاطلاق ألا يتم إنقاذ حياة مريض يصارع الموت على الفور وبعد ذلك يتحدث من يشاء أطباء كانوا أو إداريين أو محاسبين عن ضمان الحقوق لدى أي طرف وذلك إنطلاقا من إنسانيه مفترض أنهم منبعها ونلمسها في أحوالهم ، ولاأنكر على الطبيبه بقسم القلب التي فعلت ذلك حرصها على الحقوق الماليه للمستفى لدى الغير ، بل أتصور أن ذلك من الطبيعى أن يتم العمل به فى الظروف المرضيه العاديه ، وليس في هذا الظرف العاجل الذى يصارع فيه المريض الموت ، لذا يتعين فورا تداركا لذلك وألا يتكرر هذا الأمر الجلل والذى له علاقه بحياة إنسان أن يقوم التأمين الصحى بتغيير نظام عمل مكتب خدمة العملاء التابع لهم والموجود بمستشفى الطوارئ ، بحيث يعمل على مدى الأربع والعشرين ساعه حتى أيام العطلات ، وليس من الثامنه صباحا حتى الثامنه مساءا والسلام كما هو حادث الآن ، بحيث يمنح خطاب لجميع الحالات الطارئه للمتمتعين بالتأمين الصحى والتي تؤدى خدمتها بالمستشفيات الجامعيه من جميع التخصصات حتى دخول العنايه ، وبذلك نكون قضينا على الإضطرار في أن يدفع المريض أي مبالغ ماليه حتى إحضار خطاب التأمين الصحى ، ولايقع أي طبيب أو إدارى بالمستشفيات تحت طائلة المسائله القانونيه أو الإداريه ، يضاف إلى ذلك أيضا في تقديرى ووفقا لأهل التخصص والشأن ضرورة إنشاء مكتب تابع للتأمين الصحى بالمستشفيات تكون مهمته التصديق على أداء الخدمة الطبيه للمرضى المتمتعين بالتأمين الصحى المحجوزين بتلك المستشفيات سواء لعمل تحاليل أو أشعات أو فحوصات أو تغيير الإجراء الطبي للمريض أثناء تواجده داخل المستشفى ، وهذا سيجعل المريض لايعانى بذهابه إلى اللجان الطبيه المتخصصه بالتأمين الصحى بسيارة مجهزه للعرض على الإستشارى بعد الساعه الثانيه ظهرا .
طرحت المشكله إنطلاقا من معايشه عن قرب ، وإنتهيت بحلول لاأجدها صعبة التحقيق ، أملا أن تساهم في إنهاء الأزمه وتعرض حياة المرضى للخطر ، يبقى أن ثقتى كبيره فى قيادات مستشفيات جامعة طنطا وهم من خيرة الأطباء والإداريين ، الذين لديهم إنسانيه أدركتها من خلال التعامل معهم ، وكذلك يقر بها الجميع ، بل وتثبتها الأيام ، وعلى نفس القدر تكون الثقه في قيادات التأمين الصحى في أنهم سيتحركون فورا ويضعون ماطرحته محل دراسه ، وتطبيقه إذا كان هذا الحل الذى إجتهدت بطرحه يقضى على المشكله ، وسأكون سعيدا لو أضافوا له ماأجهله المهم البدء في التطبيق العملى لحصار الأزمه وتداعياتها ، وأنهم سيقفوا طويلا أمام مضامين ماعايشته من مشاعر زلزلت كيانى ، على أية حال عرضت بأمانه ماعايشته في جوف الليل مع أسرة جارى المريض المدرس بالأزهر ، ويقينى أن الله تعالى سيجعل ذلك سببا في تدراك ذلك مع كل المرضى .