شهدت أسواق المعادن الثمينة ارتفاعات ملحوظة، خلال الأسبوع المنقضي، مع تسجيل الفضة مستويات قياسية عالمية جديدة، فيما واصل الذهب مكاسبه مدفوعا بالطلب الاستثماري القوي وتوقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في 2026.
وعلى مدار الأسبوع، سجلت الفضة مكاسب قوية بلغت 8.4%، بينما بلغ السعر مستوى قياسيا جديدا عند 67.45 دولارا للأوقية خلال التداولات، فيما صعدت بنسبة أكثر من 29% خلال الشهر الماضي.
وبلغت مكاسب الفضة منذ بداية العام 132%، متفوقة بشكل كبير على مكاسب الذهب التي بلغت 65% خلال نفس الفترة.
أما الذهب، فقد سجل ارتفاعات أسبوعية متواصلة، حيث بلغ السعر الفوري 4,347.07 دولارا للأوقية، فيما أغلقت عقود الذهب الأمريكية الآجلة مرتفعة بنسبة 0.5% عند 4,387.3 دولارًا للأوقية، محققا مكاسب أسبوعية قدرها 1.1%، وصعودا شهريا بنسبة 6.68%.
وأكد مايكل ماتوسك، رئيس التداول في شركة US Global Investors، أن الفضة قد تفوقت على الذهب خلال الشهرين الماضيين، فيما أشار محللون آخرون إلى استمرار تدفقات الأموال إلى صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) الخاصة بالفضة، مع طلب ثابت من القطاعات الصناعية والمستثمرين.
وأكد الخبراء أن الطلب المستمر من البنوك المركزية، الذي يشمل تنويع الاحتياطيات بعيدا عن الأصول المقومة بالدولار، يشكل دعما قويا لسعر الذهب في 2026.
ووفقا لتقديرات جي بي مورجان، فإن الحفاظ على استقرار الأسعار يتطلب طلبا فصليا من البنوك المركزية والمستثمرين بنحو 350 طنا، بينما يتوقع البنك متوسط طلب يصل إلى 585 طنا لكل ربع سنوي.
ويشير جريجوري شيرر، رئيس استراتيجية المعادن الأساسية والنفيسة في جي بي مورجان، إلى أن هذا الطلب يوفر قاعدة صلبة لاستمرار الدورة الصاعدة للذهب في بيئة أكثر استقرارا.
ومن منظور المستثمرين، ارتفعت حيازات الذهب كنسبة من إجمالي الأصول المدارة إلى 2.8% مقارنة بمستويات 1.5% قبل عام 2022، وهو ما يعكس تحول الذهب من أداة تحوط قصيرة الأجل إلى محور استثماري طويل المدى.
وتوقع مورجان ستانلي وصول الذهب إلى 4,500 دولار للأوقية منتصف 2026، فيما يرى جي بي مورجان متوسط أسعار يتجاوز 4,600 دولار في الربع الثاني وأكثر من 5,000 دولار في الربع الرابع من 2026، بينما تتوقع "ميتالز فوكس" بلوغ مستوى 5,000 دولار بنهاية العام.
ويظل الذهب أداة تحوط رئيسية ضد المخاطر المالية، حيث لاحظ بنك التسويات الدولية أن تزامن ارتفاع أسعار الذهب مع أسواق الأسهم العالمية هو ظاهرة نادرة لم تسجل منذ أكثر من 50 عاما.