تعد مدينة طنطا بمحافظة الغربية، أحد أقدم مدن الدلتا، ولها مكانة خاصة عند الجميع خاصة مع موقعا الجغرافي بين القاهرة والاسكندرية، مايجعلها قبلة للعديد من الناس للاستراحة فيها خلال طريق السفر وخاصة في العصور الماضية عندما كان السفر أكثر إرهاقًا ووقتًا.
وارتبط اسم طنطا باسم العارف بالله السيد البدوي، والذي يعد مسجده والمنطقة المحيطة مزارًا للجميع من داخل وخارج مصر، ومن ضمن الآثار والأماكن التراثية التاريخية بمنطقة السيد البدوي هذا المقهي القديم الذي يواجه المقام الاحمدي لتكن القهوة علي مر العصور مقصدًا لمحبي وزوار السيد البدوي حتي ان اسمها منذ الانشاء قد إستمد من صاحب المقام المواجه لتحمل اسم القهوة الاحمدية.
وتعد القهوة الأحمدية، من التراث الموجود بمدينة طنطا لأنها تقع فى صحن مسجد العارف بالله السيد أحمد البدوى وتم انشائها عام 1902 اى اكثر من 120 عام ويتردد عليها كل فئات المجتمع بداية من الوفود الأجنبية حتى المواطن البسيط القادم من صعيد وقري مصر.
وأكد أحمد الطايفة المحامى، أحد ورثة القهوة، في الجيل الرابع حيث بدأ فيها جد والده ثم جده ثم والده حتي وصلت له، أكد أن القهوة الأحمدية تاريخ انشائها اكبر من تاريخ إنشاء دول مجاورة فى المنطقة مشيرًا انه منذ انشائها كان المسجد ما يزال ذا قبة واحدة قبل ان يشمله التطوير الحادث الذي في الوقت الراهن والذي طور شكل المسجد والمنطقة بأكملها.
وأضاف الوريث الشرعي لأقدم مقهي بطنطا، فى تصريحات خاصة لـ "الرأي العام"، أنه فى عهد الرئيس السادات كانت محافظة الغربية بصدد توسعة صحن المسجد وقرر القائمين علي التطوير بإزالة القهوة وكافة المحلات الموجودة وقام أصحاب المحلات، وجده صاحب القهوة بالذهاب إلى الرئيس محمد أنور السادات داخل منزلة فى قرية ميت ابو الكوم التابعة لمحافظة المنوفية لتقديم شكوى وبالفعل صدر قرار بالبقاء على القهوة وكافة المحلات.
وكشف، أن المقهي كانت ملتقي المشايخ والقراء وكانوا يطلقون عليها قهوة القراء والشيوخ حيث كانت المكان الرسمي لجلوس كبار وصغار قارئو القرآن الكريم خاصة من ابناء المحافظة والمحافظات المجاورة ومنهم مشاهير كالشيخ مصطفي اسماعيل والشيخ عطية عطية بلوزة والشيخ محمد رمضان والعارف بالله محمد يوسف رمضان القطب الغوثى الكبير والشيخ أحمد حجاب والكثيرين من أهل القرآن وأهل الصوفة، كل المشايخ من ربوع مصر تجلس هنا للإتفاق علي إحياء المأتم والليالي الكبيرة ويتم الاتفاق على القهوة ومقابلة المريدين أو الزبائن.
كما كان يجلس بالمقهي الشيخ الشعراوي والذي كان يحرص علي ان يجلس فى ركن ما داخل القهوة والذي يُطل مباشرة على صحن المسجد والقبة القديمة ويتأمل المسجد والمقام، مشيرًا ان من أغرب المواقف ان الشيخ محمد رمضان، كان عند دخوله إلى المقهي يقوم بتكسير عدد من المقاعد وبعض المخالفات التي لا تُرضيه وذلك فى لحظات تجلى له ولا يتدخل أحد لمنعه وعند فرلغه يجلس في ركن من القهوة، وعند إنتهائه مباشرة يحدث إقبال غير عادي من الزبائن علي دخول المقهي إعداد كبيرة حتي يُصبح لا لما مجال لقدم داخل وخارج القهوة ولا يكون هناك مقعد واحد خالي لا يشغله علية زبون.
والقهوة تحتفظ بعدد من الصور داخل القهوة أبرزها للشيخ الشعراوى والمقام من الداخل والعارف بالله محمد يوسف رمضان القطب الغوثى الكبير والشيخ أحمد حجاب المولود عام 1893.
وأضاف الحاج محمود عبد السلام، من مريدى البدوى، أن الرئيس السادات كان يحب الصلاة داخل المسجد البدوى وخصوصا وقت الفجر ثم يخرج يجلس على القهوة يتناول قهوتة ثم يتحرك سريعا قبل توافد المواطنين، وكشف ان أيام مولد السيد البدوى لا يكون هناك كرسى واحد فارغ فالقهوة تعمل أيام المولد على مدار اليوم نظرا لتردد الملايين على المولد، وأضاف أن القهوة هى من أشهر المقاهى واقدمها على مستوى المحافظة والمحافظات المجاورة.