أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، أهمية الدور الذي تقوم به اللجنة الوطنية المصرية في العمل على مشاركة المنظمات الثلاثة (يونسكو - ألكسو - إيسيسكو) في تنفيذ برامج ومشروعات تتماشى مع تحقيق (رؤية مصر 2030)، فضلًا عن أهمية اللجان النوعية المُتخصصة التابع للجنة الوطنية، خاصة "لجنة الهدف الرابع" التي تُعد إحدى هذه اللجان والتي تُعتبر بمثابة مهمة قومية تتضافر جهود أعضائها لإظهار ما يُحرزه التعليم المصري من تقدم لمواكبة التطورات الدولية، بالإضافة إلى أهمية هذه اللجنة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن لجنة الهدف الرابع هي المعنية برصد وتقييم غايات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة مصر 2030، والذي يتمثل في ضمان التعليم الجيد المُنصف، والشامل للجميع، وكذا تعزيز فرص التعلم مدى الحياة.
وفي هذا الإطار، شارك الدكتور شريف صالح رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات والمُشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة في المُلتقى العربي الأول لتعليم الكبار والتعلم مدى الحياة" والذي يُعقد تحت رعاية د. محمد ولد أعمر المدير العام لمنظمة الألكسو وبالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومعهد البحوث والدراسات العربية، وذلك خلال يومي 3 – 4 يوليو الجاري، بحضور الدكتور محمد مصطفى كمال مدير معهد البحوث والدراسات العربية، والدكتور فراج العجمي مدير إدارة التربية والتعليم والبحث العلمي بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية،والدكتور رامي إسكندر مدير إدارة التربية بالألكسو، ولفيف من ممثلي المؤسسات الوطنية في الدول العربية المعنية بقطاع محو الأمية، وتعليم الكبار في الدول العربية، والمنظمات الإقليمية الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني.
وفي مُستهل كلمته، صالح الدور الذي تقوم به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتوحيد جميع الطاقات البشرية، والجهود العلمية، والعملية، والموارد المالية للحاق بالركب العالمي تربويًا وثقافيًا وعلميًا، فضلًا عن مواجهة التحديات التي تواجه الدول الأعضاء بالمنظمة، موضحًا أن لجنة الهدف الرابع هي إحدى اللجان التابعة للجنة الوطنية، وتضم بعضويتها ممثلين عن الهيئة العامة لتعليم الكبار والتي تُعد المؤسسة الأكبر من نوعها على مستوى المنطقة العربية بفروعها الفعالة بجميع محافظات الجمهورية، للوقوف على كل ما هو جديد على المستوى الوطني، وإظهار تلك الجهود بالمسوح الدورية الخاصة بالتعليم غير النظامي لمعهد اليونسكو للإحصاء، مُشيرًا إلى أن اللجنة الوطنية بالتعاون مع مركز اليونسكو الإقليمي لتعليم الكبار بمدينة سرس الليان والشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار نفذت مشروع حول "تأهيل مُيسرِات تعليم الكبار على استخدام منهجية المرأة والحياة تعليم الكبار مدخلا للتمكين والمواطنة"، وكذا شاركت اللجنة خلال الآونة الأخيرة في اجتماع للجان الوطنية بحضور أكثر من 33 دولة إفريقية؛ بهدف إنشاء المؤسسة الإفريقية للتعلم مدى الحياة والذي تم خلاله عرض جهود اللجنة الوطنية في بناء قدرات بشرية بالمدن المصرية حول كيفية الانضمام لشبكة اليونسكو لمدن التعلم.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد مصطفى كمال أن الأمية تُعد إحدى أهم العقبات التي تواجه مسيرة التنمية البشرية التي ترتكز عليها التنمية الشاملة بأبعادها كافة، الاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية، والسياسية، والتربوية والتعليمية، لافتًا إلى أنه يجب على المُجتمعات التي تنشد التنمية والتحديث وأن تعمل على مواجهة الأمية بسُبل وسياسات مُتعددة حيث تمثل قضية قومية، خاصة وأن العنصر البشرى يُعتبر من أهم العناصر الفاعلة في التنمية البشرية، مُشيرًا إلى أن هذا المُلتقى يأتي في إطار حرص معهد البحوث والدراسات العربية، بالتعاون مع إدارة التربية بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمراكز والمؤسسات الوطنية في الدول العربية المعنية بقطاع محو الأمية، وتعليم الكبار في الدول العربية، ومع المنظمات الإقليمية الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ذات الاهتمام المُشترك لدعم مسيرة تعليم الكبار بالوطن العربي، مؤكدًا أن الملتقى يستهدف متابعة الجديد في مجالات تعليم الكبار والتشاور بين المُختصين من العاملين والباحثين والأكاديميين حول قضايا، ومُشكلات تعليم الكبار، وصياغة التصورات والمُقترحات اللازمة لتطويره وتعزيز دوره وترسيخ مفهوم التعليم المُستمر (مدى الحياة)، وذلك عبر توفير الوثائق والتقارير الفنية اللازمة، والعمل على مُساعدة الدول العربية على إنجاز الوثائق الفنيّة التي تحتاجها في إطار تنفيذ بنود العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار.
ومن جهته، أكد الدكتور فراج العجمي أَن العالم العربي يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية عديدة باتت تتطلب إِعادة النظر في سُبل التنمية القائمة، مُشيرًا إِلى أن التعلم يُعد أحد أهم هذه السُبل خاصة في العصر الحالي الذي يتميز بالتقدم التكنولوجي، مُوضحًا أن التعلم مدى الحياة يعُد اختيار استراتيجيًّا لكافة المجتمعات التي تريد أن تنهض نحو التقدم والتنمية المُستدامة، فضلاً عن كونه من العوامل الأساسية التي تمكن الفرد من اكتساب القيم، والكفاءات والمهارات لتشكيل مستقبل يفتح آفاقًا جديدة للارتقاء الاجتماعي.
ومن جانبه، أشار الدكتور رامي إسكندر إلى أن منظمة الألكسو عقدت العديد من المؤتمرات والندوات العلمية بحضور الجهات المعنية؛ بهدف متابعة التوجهات الجديدة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي في المجال تعليم الكبار، فضلاً عن مناقشة أهم القضايا والمشكلات التي تواجه هذا القطاع، وبحث سُبل تطويره وتعزيز دوره باعتباره أداة التعليم المُستمر مدى الحياة، موضحًا أن الألكسو كما تعمل في إطار برامجها التي تخصّ بناء القدرات العربية على تدريب الأطر التربوية العاملة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار وتعزيزها.
وتمثلت محاور المُلتقى العربي الأول لتعليم الكبار والتعلم مدى الحياة في عرض إنجازات جامعة الدول العربية في العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، فضلًا عن جهود الألكسو وتوجهاتها المستقبلية في مجال تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، وكذا جهود الدول العربية ومنظمة الألكسو في تنفيذ العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار 2025 – 2024، إضافة إلى استعراض الإستراتيجيات الوطنية في مجال تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، وكذا عرض الرؤى والإستراتيجيات المُقترحة لتنفيذ إطار مراكش الدولي لتعليم الكبار.