يستمر مريدو السيد البدوي وأتباعه من مختلف محافظات الدلتا والصعيد، في التوافد على مدينة طنطا بمحافظة الغربية، للمشاركة في الاحتفالات بمولد القطب الصوفي الكبير، وقد شهدت الساحات الخارجية وباحة المسجد ازدحامًا كبيرًا، حيث يتواجد الزوار في أجواء احتفالية مميزة، ولكل زائر طقوسه الخاصة، فمنهم من يتجول داخل الأسواق الملاصقة لسور المسجد، ومنهم من يفترش الأرض للاسترخاء، وآخرون يتجولون برفقة أسرهم للاستمتاع بالأجواء الروحية الفريدة.
آراء الزوار حول المناسبة
يقول الشيخ محمد الحسن، أحد محبي آل البيت والعارفين بالله، إن مولد السيد البدوي يُعتبر فرصة للتلاقي بين قلوب المحبين، حيث يظهر العشاق والاتباع، ويحرص الزوار على اصطحاب مستلزماتهم من طعام وملابس طوال فترة تواجدهم في طنطا لحضور الاحتفالات، كما يحرص أهل الخير على توزيع كل أنواع الطعام والحلوى طوال أيام المولد، وإن كانت المأدبة الرئيسية يوم الليلة الختامية.
من جهة أخرى، أعرب حسن شرف، أحد التجار من أصحاب المحلات القريبة من المسجد، عن أن المولد يُعد فرصة كبيرة لتنشيط حركة البيع في محيط المسجد، يُعتبر هذا الأسبوع فرصة ذهبية لأصحاب المحلات والباعة الجائلين من طنطا وخارجها، خصوصًا لأصحاب المهن الغريبة والمهددة بالانقراض، مثل راسمي الحنة وقارئي الودع وقائدي حلقات الذكر.
تاريخ طويل من الاحتفالات
الشيخ أشرف قنيدة، شيخ الطريقة القادرية الشاذلية بالغربية، تحدث عن تجربته الطويلة في الاحتفال بمولد السيد البدوي، حيث يحرص على حضور هذه المناسبة منذ أكثر من 45 عامًا، ويقول: "كنت أحضر بصحبة والدي وجدي رحمهما الله، واستمررت في الحضور لأنني أترقب المولد طوال السنة، "ويضيف أن بعض المريدين يقيمون في المسجد قبل انطلاق الاحتفالات، ولا يغادرون طنطا إلا بعد انتهاء المولد، بينما يتردد البعض يوميًا، لكن الجميع يتواجد في الليلة الختامية.
روحانية الحلقات
تابع الشيخ قنيدة قائلًا: "إن التجليات والنفحات الروحانية المنبعثة من حلقات الذكر لا مثيل لها، وتشعر بها بشكل مضاعف في مقام سيدي أحمد البدوي، " ولفت إلى أن مولد السيد البدوي يشهد حضور عدد كبير من الأشخاص من جميع محافظات مصر وخارجها، مشيدًا بتنظيم الحدث والاحتفالات التي تنجح فيه محافظة الغربية كل عام، وشكر قنيدة أهالي الغربية وقيادتها الشعبية والتنفيذية على حسن التعامل وكرم الاستقبال.
الاحتفالات مستمرة حتى الغد
وانطلقت الاحتفالات بمولد السيد البدوي يوم السبت الماضي، ومن المتوقع أن تستمر حتى غد الخميس، ويُنتظر أن يُحيي شيخ المداحين ياسين التهامي ونجله محمود الليلة الختامية، تشهد أجواء الاحتفالات توافد الآلاف من المريدين ومحبي "شيخ العرب"، مما يُثير حالة من الفرحة والبهجة بين محبي آل البيت، ويتجمع الزوار حول الضريح، حيث يقرأ الكثير منهم القرآن الكريم ويقومون بالتسبيح والاستغفار، ويؤدون الصلوات على النبي، مما يُعزز من روحانية المناسبة.