قال نائب رئيس الوزراء الصربي، ألكسندر فولين، أمس الأحد، في مقابلة مع "سبوتنيك"، إنه من دون الإمدادات الروسية، لن يكون لدى أوروبا ما يكفي من الغاز من مصادر أخرى.
وأوضح فولين أن "كل الحديث عن تنويع الطاقة في أوروبا ممكن بشرط أن يأتي الغاز من روسيا ودول أخرى"، مشيرا إلى أنه "إذا توقفت الإمدادات من روسيا، فلن تكون هناك كميات كافية من المصادر الأخرى".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال خبير النفط العالمي، د. ممدوح سلامة إن "أوروبا ستدفع كلفة هائلة من اقتصادها إذا حاولت المضي قدما بدون الغاز الروسي، إذ بُني الاقتصاد الأوروبي منذ سبعينيات القرن الماضي على الغاز الروسي الوفير منخفض التكلفة الذي يأتي عبر الأنابيب، وذلك قبل أن ترضخ لأمريكا في فرض عقوبات ضد روسيا".
وأكد الخبير أن "اقتصاد الاتحاد الأوروبي في الحضيض الآن مع توقعات بنسبة نمو لاتتجاوز نصف بالمئة، وهي الأقل في تاريخ الاتحاد، وتعني أن اقتصاد أوروبا إلى اضمحلال، وأنها تدفع ثمنا بالغا لعدم استيراد الغاز الروسي، في الوقت الذي تدفع فيه ثلاثة أضعاف الثمن لاستيراد الغاز الأمريكي المسال".
وأوضح سلامة أن "الاتحاد الأوروبي مازال يستورد نحو 15% من احتياجاته من الغاز من روسيا عبر خط الأنابيب الذي يمر في أوكرانيا، وخط "ترك ستريم" في تركيا"، مشيرا إلى أن "الاتحاد الأوروبي سيعود فورا إلى استيراد الغاز الروسي، في اللحظة التي يتم فيها التوصل إلى حل لازمة أوكرانيا، لأن في هذا إحياء لاقتصاده شبه المدمر".
وأكد أن "الكثير من الشركات الأوروبية انتقلت مؤخرا إلى أمريكا سعيا وراء الطاقة الرخيصة، مما أثّر على اقتصاد أوروبا واقتصاد ألمانيا بشكل خاص، في الوقت ذاته تمكن الاقتصاد الروسي من التقدم رغم العقوبات ليحتل المرتبة الرابعة عالميا، بعد الصين وأمريكا والهند، ومتقدما عن ألمانيا".
وأوضح خبير الشؤون الجيوسياسة والاقتصادية، د. بييار عازار، أن "الاتحاد الأوربي يعلم تماما أنه لن يمكنه الاستعاضة عن الغاز الروسي الطبيعي، الذي يتميّز بإمكانية ضخّه إلى أوروبا عبر أنابيب بكلفة مقبولة جدا"، مشيرا إلى أن "قدرة روسيا على تصدير الغاز تفوق بكثير قدرة القوى الأربع الكبرى المصدرة للغاز في العالم".
وأكد الخبير أن "القوة الهائلة التي تمتلكها روسيا ستؤدي حتما إلى إعادة صياغة معادلة الأمن الأوروبي، وكل هذه المحاولات من قبل الاتحاد الأوروبي لإظهار أن لديه مصادر أخرى للغاز، ما هي إلا مساع لتقليص قوة روسيا في مفاوضات الأمن الأوروبي، لكن هذا لن يتحقق".
وأوضح عازار أن "الاشكاليات الحالية ومحاولات الغرب للتحكم في إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا بدأت قبل عقدين، إلا أن القيادة الروسية نجحت بذكاء شديد في التعامل مع كل هذا الأمور ميدانيا في الشيشان وجورجيا وأوكرانيا، وعبر شبكة علاقات دولية مع أذربيجان وتركيا وأرمينيا ودول أخرى، فضلا عن وجود تنسيق قوي بين روسيا والسعودية، أسهم في ضبط إيقاع كل محاولات خلخلة عملية إمدادات الطاقة حول العالم".