قائمة أسماء غريبة على الأسماع، طلت علينا خلال العامين الأخيرين، لمن يسمون أنفسهم مطربين وبالتحديد مطربو المهرجانات، فآخر ما وصلنا إليه من أسماء مطرين للغناء الشعبى كانت أسماء حسن الأسمر وشعبان عبدالرحيم وعبدالباسط حمودة، وهى أسماء عادية واعتيادية وشعبية، تلت أسماء رصينة مثل عدوية وقبله رشدى وقنديل وعمالقة من الأسماء ذات الأصوات الشجيّة الجميلة المتسقة مع مجتمعها والمعبرة عنه فى زمانها، ولكن في الزمن الحالي ووفق العديد من المتابعين وجدت أسماء كـ بيكا وشاكوش وكزبرة وحنجرة وفيلو وموزة وطيخة وعنبة وريشا وسمارة وشواحة والعصابة وفيفتى والكعب العالى وشطة ووزة وشكَل وحاحا، أسماء في حد ذاتها لا تنبأ أبدًا عن مطربين ولا أصحاب أي ذوق غير أنها أسماء مبتذلة لا علاقة لها بالذوق علي الإطلاق بل وجدتني في قمة الإحراج وأنا أكتبها كيف يكون هناك مطربين سيتركون أثر بهذه الأسماء وطالما هذه هي أسمائهم فكيف ستكون كلمات أغانيهم.
ولكن يبدو أن أغانى المهرجانات ككائن التوك توك يلزمها أسماء غريبة، بيكا وشاكوش وكزبرة وحنجرة، شىء لزوم الشىء، أسماء غريبة على كلمات غريبة على أداء غريب، غريب أمرهم، تحس أنهم جاؤوها من كوكب آخر مستقلين توك توك لأحد هؤلاء من فاقدي كل القواعد سواء الأخلاقية أو المرورية او العامة، كانت أمي عليها رحمة الله، وكانت تعمل مديرة مدرسة إبتدائية، عندما تجد تلميذًا قادمًا إليها في المدرسة واسمه صعب تسأل والديه (هي الأسماء خلصت؟) متعجبة من الأسماء الصعبة لتلميذ يبدأ أولي خطواته في التعليم، وهنا أوجه لهؤلاء نفس السؤال هل نضبت الأسماء؟، وأعلم أنه سيرد أحد المُشجعين إنها أسماء شهرة، فيصبح السؤال: أين نشأت وترعرعت هذه الأسماء؟ وكيف سُمح لها بهذا الإنتشار وبكل أسف الشباب والأطفال يحفظونها عن ظهر قلب، لنا الله.
وبكل أسف كما أخبرت حضراتكم من قبل أن قرار نقيب المهن الموسيقية السابق والذي لاقي ترحابًا بين بعض الفئات كان قرارًا وقتيًأ زال بزوال الأسباب، فكما من حقي أن أرفض تدني الذوق العامة والألفاظ التي يستخدمها هؤلاء من حقهم أن يغنون خاصة أن بعضهم بكل أسف يحظى بقبول شبابى، وبعضهم أيضًا اجتاز اختبارات القبول في نقابة الموسيقيين، ومعه تصريح بالغناء،وإن أخطأ فعلي النقابة عقابه رقابيًّا ونقابيًّا وشرطيًّا، وبعضهم فشل في اجتياز الاختبارات، وسيجتهد ويستكمل أدواته ويتقدم مجددًا، لعله يجتاز المانع الأخير ويدخل السباق وسط التكاتك الموجودة أقصد وسط زملائه من مطريو المهرجانات، فكل ما يملكه هاني شاكر هو إجبارهم علي الحصول علي التصريح بالغناء من النقابة، ومَن يُرِد الغناء فعليه بالتصريح، والنقابة تعطى تصاريح، فالمنع رقابيًّا وشرطيًّا، شرطة المصنفات تطلب تصريحًا بالغناء قبل اعتلاء المسرح، أما السوشيل ميديا فحدِّث ولا حرج لن يحتاج لتصريح وسيقول ما يريد وسيصل للشباب والأطفال وما زادهم بيان النقيب السابق هاني شاكر إلا شهرة ومحاولات لتقنين الأوضاع ليكتسب لقب مطرب، كما إكتسب التوتوك لقب مركبة.
فكما تسيد وتتسيد نظرية التوك توك مروريًّا في الشارع تسيد نظرية أغانى المهرجانات في الذوق العام لصغارنا هذه الايام، فالتوكتوك يستبيح الشوارع، ولا يرعى لإشارات، ويمشى في الممنوع، وفى المخالف وبالعكس ويرتكب كل الموبقات المرورية وأحيانًا الاخلاقية، ولا يخضع لقانون المرور سواء في الميادين والشوارع الرئيسيةأو في الحوارى الجانبية، لكنه في الأخير وسيلة مواصلات ناجزة ورخيصة، ووفرت فرص عمل لبعض الشباب والكبار وحمتهم من الإتجاه لأشياء خارجة، والأهم أنها تلبى حاجات ناس كثيرة لا تقوى على أسعار السيارات الخاصة أو الأجرة الأكثر راحة وإنتظام وإلتزام، كما هو الفارق بين مطربي المهرجانات وحفلات كبار النجوم.
تعاملت النقابة مع مطربي المهرجانات بالمنع كما تعاملت الأجهزة مع التوك توك، فهل إختفي التوك توك؟، لا ولم ولن يختفي لذلك نطالب دائمًا بالتقنين السريع أو توفير البديل قبل المنع لأن قرار المنع لن يأتي بالجديد فالمخالف مخالف ومستعد لدفع الغرامات حين الإمساك به هذا مبدأ يسري علي الجميع من مثل هذه الاشياء، لذلك فالتشريع والتقنين هو الصحيح طلما وجد وتواجد في الحياة اليومية وأصبح له جمهور ومنتفعين، موضوع المنع مُبالَغ فيه تمامًا، وعلي النقابة والنقيب فتح الباب أمام الجميع للتقدم واجتياز الاختبارات، والرقابة الصارمة علي الكلمات والأسلوب وربما الأسماء وربط تصاريح الغناء بالحفاظ علي الذوق والآداب العامة، ربما تستطيع النقابة بهذا إيقاف هذا النزيف من تخريب الذوق المصري العام، عندي ثقة أن أغلب هؤلاء يتمنون ويمنون النفس بالمرور من الباب الكبير للفن نقابة المهن الموسيقية، وأنه حلم الغالبية العظمي منهم، فلنجعل أهم شروطها أن نحافظ علي الذوق المصري العام في كل شيء ونراقب هذا عن كثب ونفرض عقوبات صارمة علي المخالفين، لعلنا نسطتيع أن نُوقف التدني الحادث في هذا النوع من الغناء علينا علاجه قبل فوات الأوان، كما هو الحال يجب علينا إيجاد حل لطاعون العصر التوك توك بطريقة مشابهة، فالترخيص والسماح والرقابة والعقاب أفضل من المنع وهو مستحيل نبحث عنه ولن ندركه بالمنع فـ المهرجانات والتوتوك وجهان لعملة هابطة