رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

حسام فوزي جبر يكتب .. انقذوهم من فاجعة الإنتحار

اللهم أهدي شباب المسلمين، اللهم وردهم إليك رداً جميلاً، اللهم وردهم إلى الدين ردًا جميلًا، اللهم وأصلح حالهم وأجعلهم حماة هذا الوطن، وأجعلهم من عبادك الصالحين، اللهم من أراد شباب المسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميره، اللهم أعنا علي أولادنا ولا تجعل مصيبتنا فيهم وردهم إليك ردًا جميلًا، اللهم أعنا علي تربيتهم كما تحب وترضي...

لن يستطيع الفرد أبدًا أن يحب أحدًا أكثر من أولاده فهم فقط من يتمني أن يكونون أفضل منه ويفرح ويسعد بل ويعيش علي ذلك، ونحن جميعًا نعيش دائمًا علي أمل أن الشباب هم أساس هذه الأمة فهم رجال المستقبل هم أمل في الله مفعم بالحيوية والنشاط والطموح، وكان للشباب دور كبير في عز ورفعة الأمة الإسلامية وغيرها من الأمم، فكانوا مثال للشباب التقي المؤمن شباب الجهاد شباب اتبع الرسول، شباب لا يخافون في الله لومه لائم يصرخون في وجه الكفر والفساد شباب لا يرضون بأن تدنس حرمات الإسلام، شباب ضحوا بحياتهم في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولكن هل شباب هذا العصر، يمثلون شباب العصور الأولي هل هم أحفاد أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، شباب ربما يحملون أسماء رسل أو أسماء صحابة أو حتي أسماء ملائكة ولكن أين دينهم من أسمائهم؟ أين دينهم في أخلاقهم وفي معاملاتهم؟ أين ثقافتهم وإهتماماتهم شباب منهم نهاره ليل وليله نهار، شباب إنهارت أخلاقه وكنا نحن السبب نعم نحن قبلهم فقد تركناهم لغيرنا ليربوهم لنا عن طريق وسائل عدة كوسائل الخراب الإجتماعي ودراما السبوبة تركناهم يرثون داخلهم مبادئ ليست لنا بل وشجعناهم علي ممارسة أفعال همجية مماثلة لما تلقوه وسفقنا لهم، وشاركناهم في أعمال هابطة تافهة أوصلتهم لأن يكونوا شباب بلا هدف كل ما يحلمون به هو النجاح خلف شاشة موبايل أو جهاز لوحي محققًا مجموعة من المشاهدات المُربحة ماديًا المُهلكة أخلاقيًا الهادمة إجتماعيًا، بل أفعال أوصلتهم لجرائم الإنتحار والخطف والهرب، جرائم تحرق قلوب الأهالي وتُحزن المجتمع، وتجعلنا نُصاب باليأس والإحباط.

حالة من الاحتقان يعاني منها المجتمع المصري، بعد أن أصبح العالم الافتراضي هو العالم الواقعي الذي نعيشه الآن، حالة تبرز فشل منظومة التواصل الاجتماعي في تحقيقها أي من الأهداف التي أنشئت من أجلها، بل وأصبح التواصل الإجتماعي بعيد كل البعد بهذه الوسائل التي أججت الفتن وعززت الجرائم، أبعدتنا هذة الحياة الجافة خلف الشاشات عن دفء الأسرة التي من المفترض أن تكون درع الأمان والحماية لمجتمع سليم يحيا حياة سوية، والتي هي أساس وسبيل أي نهضة تربية وتعليم، نري بوضوح حملات ممنهجة على مواقع الخراب الاجتماعي والميديا بشكل عام، تدعو إلى أخذ الحق بالعافية سواء بشكل مباشر أن غير مباشر، خاصة مع تصاعد الأحداث اليومية الصعبة والخلافات اليومية وازدياد عدد -المشعللاتية- تري الشاب يلجئ أما للضعف الكامل بالإنتحار موجهًا عقابه للمجتمع جميعه أو اللجوء للادمان او لفعل جريمة كخطف أو إغتصاب أو أي جريمة أخلاقية تسبب ألم بالغ لكل أفراد المجتمع يري فيه الشاب إنتقامه من الجميع حتي نفسه.

والمنتحر ضحية لعوامل كثيرة متشابكة ومتفاعلة، تدفعه لذروة اليأس حتى يقدم على قرار الانتحار ومن هذه العوامل ضعف النفس، والمرض، وغياب الثقافة، والإدمان، وهي عوامل قد تتشابك معا لتصيب المرء بحالة من اليأس تجعله يقدم على الانتحار، وبكل أسف تعددت حالات الإنتحار خلال العام الجاري وهي الحوادث المُفجعة التي تسبب ألمًا جائرًا للجميع -خاص حال ثوثيقها بصور أو مقطع فيديو، حوادث تكوي قلوب اللاباء والأمهات عمومًا وتُدمي قلوب أبوي الحالة، وتُصيب المجتمع بحالة من اليأس، وتخرج وقتها الأسئلة العديدة: ليه عمل كده؟، ليه يعمل فى نفسه كده؟، مفيش حاجة تستاهل يموت نفسه؟، وتساؤلات عديدة أخرى، ولكن في النهاية، نترحم ونسكت ونمضي ونترك أهل الحالة مع عذابين أحدهما لفقد الضنا الغالي والأخر للإحساس بالتقصير تجاه قطعة منا أدي إهمالها إلي فقدها، نعم أسرة المنتحر هم أكثر الناس تقصيرًا مهما بلغت الأسباب ومهما كانت درجة إنشغالهم، فلم ينتحر أعز ما يملكون إلا لأنه فقد أهم شعور في الحياة شعور الأمان والإنتماء والحب، فأي شخص يُقبل على الانتحار يكون لافتقاده هذه الثلاثة أمور، ومعهم إحساس بالقهر، من الممكن أن يكون السبب قهر الأهل أو المدرسة أو الكلية، أو ضغط الأقران والأصحاب والأصدقاء، أو الأخوات، ويبقي علي الأهل سرعة الإكتشاف والعلاج.

نعم الأهل هم السبب الرئيسي والمهم، لأنهم لم يقاموا البيئة التي وفرت الإحساس بالقهر، ولم يسعوا لتوفير بيئة مناسبة للانتماء والأمان والحب، لمنع أي أفكار انتحارية مُحتملة، فالأهل هم مرآة أبناءهم، وعليهم معرفة حالة الأبناء العامة، وملاحظة ظهور سلوكيات مختلفة عليهم، وهل يوجد أي سلوك متغير، مثل الانطواء، أو احساسهم بعدم الفرحة، أو فقدان الشهية، ووالعديد من السلوكيات التي قد تكون دليلأً علي الدخول في حالة من السلبية، فلابد من مراقبة هذه العلامات، فهناك علامات تُعد ناقوس إنذار، ولذلك علي الهل الاهتمام في جميع المراحل العمرية، فمن سن 5 سنوات، الطفل يستطيع التعبير عن حياته وهل هو محب لها ومُقبل عليها أو لا، والأم والأب والدوائر الأقرب دورهم مهم جدُا لأنهم مطالبين أن يكونوا مرآتهم، ومن جديد أؤكد ولا أُبالغ عندما أُعيدها مرارًا وتكرارأً أن العين أصبحت بعيدة عن التواصل مع المجودين حولك، وأصبح التركيز على الهاتف المحمول والأجهزة اللوحية، فلا يوجد اهتمام ولا تواصل بصري، وبالتالي الأهل لم يكونوا على دراية ولم يقوموا بقراءة مشاكل أبنائهم من خلال لغة الجسد، وإنشغلوا بالعالم الغير واقعي، وكأنهم أحبوا أجهزتهم المحمولة أكثر من أبنائهم، على الأم والأب سؤال أبنائهم عن أحوالهم بإستمرار، من بداية إدراكهم وإلى سن ما لا نهاية، فهذا يفتح باب الأمل للأبناء، قل لإبنك أو بنتك أنا احبك أكثر من نفسي، نجاحك أفضل من نجاحي، أري فيك مستقبلي المُبهر، أنت الجزء الإيجابي في حياتي، انت مكافئة الله لي في الدنيا، أنا في ظهرك وأدعمك، أشعروهم بالحب وبالاهتمام، كونوا انتم الداعمين لهم إنقذوا أبنائكم وإنقذوا أنفسكم من من فاجعة الإنتحار.

Hossam Gabr