إنتشرت في الفترة القليلة الماضية العودة للعب بالطائرات الورقية وغطت سماء القاهرة والمحافظات طائرات ورقية بأشكال تمثل العصر الحديث الذي نعيشه وظهر الابداع المصري والتنوع في أشكال هذة الطائرات وطرق تصميمها وان كانت لعبة قديمة كادت ان تندثر وربما لولا الحظر الذي فرضته الدولة لمواجهة جائحة “كورونا” لما ظهرت من جديد هذة اللعبة التي تعيد الكثيرين منا إلي زمن نراه اكثر هدوءًا وجمالًا وارتباطًا بين افراد العائلة الواحدة كبارًا وصغارًا وبين اهالي المناطق والشوارع والحارات في ظاهرة الحنين إلي الماضي "نستولوجيا".
ظاهرة اعادتنا دون ان نشعر إلي زمن ربما كنا نتمني ان نعيشه ومن عاشه منا كان يتمني ان لا ينتهي، زمن البساطة والطاقة والصحة والخير، زمن الكانون والفرن الفلاحي والسمن البلدي والفطير المشلتت والخبز المصنوع في المنزل بأنواعه والطيور والبيض من اسطح المنازل ولعب الحارة وأصدقاء المنطقة وزملاء المدرسة وقدسيتها، زمن سيد درويش وام كلثوم وعبدالوهاب وعبد المطلب وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وعبد المنعم ابراهيم وشادية واسماعيل ياسين وفريد الاطرش وعبد الحليم حافظ وسراج منير وحسين رياض، زمن الامان والجدعنة والاخوة الاصدقاء زمن كان الجار للجار فيه عونًا وسندًا وظهرًا، كانت الالعاب البدائية هي السائدة ألعب تتسمم بالحركة والابداع والمجهود العضلي والبدني والعقلي الذي يجعل الطفل والشاب ينمو بصحة جيدة يهوي الرياضة والجري بل ويجيد القفز والوثب واشياء أخري.
كانت الالعاب تصنيع اليد كالالعاب الشعبية بغطيان الكازوزة واللين والسبع طوبات وتريك تراك واللمسة والملك ورياضات عديدة تمارس في كل الأماكن يُجهز ملعب الكرة في الشارع ويتجمع الجميع ليشاهد مباريات ولا اروع كان لدينا في كل مكان ابطال في رفع الاثقال وكمال الاجسام وتنس الطاولة والعدو الوثب الطويل والعالي واغلب الالعاب الفردية والجماعية زمن كان فيه الخير كما نقول بالعامية المصرية "خير للركب ".
لك انت تتخيل عزيز القارئ ان الالعاب الحديثة والالكترونية التي غزت العالم العربي أصابت اولادنا وشبابنا بتشوهات العمود الفقري وامراض نقصد المناعة والانميا وسوء التغذية والسمنة بل والاكتئاب والامراض النفسية التي تؤدي والعياذ بالله للإنتحار أمراض ان يكن ليصاب لها ابدًا من عاش هذة الايام العتيقة التي كانت الحركة والتفكير واستعمال العقل فيها امر واجب فيجعل الطفل عائدًا إلي منزله وقد افرغ كل طاقته كل ما يشغل باله هو كيف ينام ليعيش غدًا يومًا أكثر أحداثًا من اليوم، مرت في ذاكرتي كل هذة الذكريات بمجرد ان رأيت هذة الطائرات الورقية وقد زينت سماء مصرنا الغالية نعم أصابني نوع من "نستولوجيا".
بالفعل طفت علي السطح بل وتجسدت كلمة "نستولوجيا" وإخترقت مسامعنا من عدة مفكرين ومثقفين ومن العامة فما بين سماعها والتفكير فيها والتمعن في معناها وهل هي ظاهرة ام انها حالة مرضية ام حالة إيجابية وللتبسيط دعونا نعتبرها "استعادة الأيام الخوالي" مع بعض الحسرات والتنهدات على تلك الأيام، وتتزايد هذة الظاهرة والحنين أكثر إلي الماضي البعيد القريب كلما بدي الحاضر يزداد حلكة وسوادًا وتراجعًا وانعدام لفرص تحقيق الذات.
ورغم نظرة البعض الغير متفائلة إلا أن بعض الباحثين، يرون "النستولوجيا الجماعية"، محاولة هروب جماعية من الحاضر، تحت وطأة التراجع المذهل والاحتباسات التي تزداد ضغطًا على خناق الأمل والرغبة في مجاراة العصر الحديث بإيقاعه السريع، خاصة أولئك الذين لم يعيشوا ذاك الماضي الجميل وإنما استلهموه صورًا وملامحًا عن طريق حكايات، لتظهر "النستولوجيا الجماعية"، كنوع من استدعاء ذلك الماضي والتلذذ بمصاحبة صورة أو حتي بقايا صورة تجسدت في داخل كل واحد منا عن طريق حكايات ربما الاجداد فهي ذاكرة جماعية لجيل لم يعش هذا الماضي، ولكنه يتخيله حلمًا رائعًا رسمه من تلك الصور التي تعبر عن حياة راقية ومزدهرة وبيئة نظيفة وثقافة حيوية في العديد من بلدنا وطننا العرب التي فقدت مقوماتها التي كانت تجعلها في مصاف الدول المتصدرة للمشهد كما سمعنا وقرأنا جميعًا عن مصر في مطلع القرن التاسع عشر وحتي ثورة ٥٢ في العصر الحديث.
وهناك نوعًا آخر من "النستولوجيا" يسمي "النستولوجيا الفردية"، تظل مصاحبة لكل فرد منا مثل فيديو مسجل او خاطرة مميزة تستدعيه الذاكرة بين الحين والآخر جزء من مميز سجل حياة الإنسان موقف او عدة مواقف يفتخر الانسان به ويظل يمني نفسه ان يعود إليه ويقف في نفس الموقف من جديد فالرياضي يتذكر لحظة حصده لميدالية او لوزه في مباراة والمثقف يتذكر كيف كان مرجعًا لأقرانه والمتفوق يتذكر كيف كان حاله وهو يُكرم من القيادات ويسلخ ويعيش ويتعايش مع هذة المواقف ربما بعد عدة عقود لينفي عن نفسه ولو للحظات العجز أو الشيخوخة أو فقد لياقته الصحية والنفسية التي كانت ويمني النفس بإسمرارها، فمن الطبيعي في ظروف الفقد أن يعلو ويزداد الحنين لتلك الأيام الخوالي.
وللامانة وبعد بحث عن اصل كلمة "نوستولوجيا" وجدت ان الكلمة ظهرت مطلع القرن الثامن عشر في أوروبا أخذ استخدام الكلمة يتوسع وأصبح يعبر عن التعلق المرضي بأي مكان او أزمنة أو أشخاص تكون كلها مراحل قد انتهت بل ذهب بعض أطباء هذا العصر بوصف هذا الشعور بأنه "مرض ناجم عن التعلق المفرط بموطن او زمان او شخص بعيد"، ولم يعتبروه وقتها كما أُعتبر في الزمن الحديث "مجرد شعور رومانسي متجرد تجاه الماضي"، بل صنفوه كمرض نفسي وبحلول نهاية القرن أصبح مصطلحًا يعبر عن التعلق المرضي بأي مكان وأي أزمنة بعيدة أو أشخاص، ومع حلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر، توقف تشخيص هذه الحالة الطبية كمرض وانتهت حياة هذة الكلمة وهذا المصطلح في المجال الطبي وتحررت الكلمة من الدلالات الطبية، لتجد لها حياة أخرى في ساحات مختلفة، وأصبحت ترمز إلى التعلق بالماضي بشكل عام، أو كما تُتَرجم فعليًا الآن "الحنين إلى الماضي".
وبنظرة موضوعية وعقب عودة بعض الالعاب القديمة للظهور وربط علماء علم النفس والمجتمعات عودة هذة الالعاب بـ"نستولوجيا"، فما أحلي العودة الماضي النظيف الخالي من كل الملوثات حتي في الالفاظ والالعاب والمأكولات والمشروبات وكل نواحي الحياة لماذا لا نستغل هذة الحالة من الـ"نستولوجيا" في العودة لأيام نتذكرها واحيانًا ننسجها من وحي الخيال ونتحسر عليها وها نحن قد عدنا لمجرد ان توفر الوقت لدينا للعودة فطالما هذة الاشياء تفيدنا كأفراد وتفيد مجتمعاتنا فمرحبًا بـ"نستولوجيا" جماعية نستعيد فيها عبق الماضي في ثوبٍ حديث نعيش في زمن الأجداد الرائع بمقومات العصر الحديث نُطوع التكنولوجيا لخدمة وتطوير منتجات الماضي لتُناسب الحاضر.
دعونا نعود لما قبل الحياة السريعة والفاست فودز والملوثات الصناعية والالفاظ المبتذلة والاغاني الهابطة نعود لعصور النقاء والصفاء والحفاظ علي معايير الاسر والمجتمعات ونبذ التطرف والفرقة وحب الذات نعود إلي الالعاب الحقيقية وليس من خلف شاشات اكسبتنا السمنة والتخمة والكسل والعجز في مقتبل العمر نعود إلي تعلم الاتيكيت وأصول التعامل مع الافراد ولانترك ابنائنا لحفنة من المرتزقة اطلقوا علي انفسهم لقب فنان وممثل ومطرب نعود لزمن كنا نتمني ان نكون احد من عاشوا ونشأوا وتربوا فيه حاملين لواءات الشرف والفضيلة والايثار وحب الخير والسعي له وتقديم المنفعة العامة علي الخاصة لتكن "نستولوجيا" الخير لمصرنا ووطننا العربي لنعود إلي ما كنا عليه ولنعود لنكون ضمن الدول المتصدرة للمشهد في العالم.
عزيز القارئ انظر إلي وطننا العربي وقد عاد للماضي بإمكانيات الحاضر في كل شئ فالبيت هو مصدر كل وأي شئ في النواحي الغذائية فيعود المنزل المصري ليكون منتحًا للخبز والجبن والطيور وحتي اللحوم ويعود الفلاح لأرضه بنفس الاهتمام والعمل ويعود كل واحد منا إلي عمله المنوط به يبدأ العمل عقب صلاة الفجر وينتهي اليوم عقب صلاة العشاء حياة يومية مُرتبة الجميع يعلم ما له وما عليه شوارع نظيفة خالية من الضوضاء والملوثات مدرسين بدرجة علماء يُبدعون في تعليم ابنائنا باستخدام وسائل العصر الحديث أطباء يعملون لوجه الله ثم الوطن يسخرون علمهم لخدمة البشرية مهندسون تجاريون كل فئات المجمتع تعمل داخل نفس المنظومة أصالة وأخلاق وتعاملات الماضي لمعطيات وتكنولوجيا وتطوير الحاضر
نستولوجيا ... بعد التحديث
حسام فوزي جبر يكتب ... حالة "نستولوجيا"
إنتشرت في الفترة القليلة الماضية العودة للعب بالطائرات الورقية وغطت سماء القاهرة والمحافظات طائرات ورقية بأشكال تمثل العصر الحديث الذي نعيشه وظهر الابداع المصري والتنوع في أشكال هذة الطائرات وطرق تصميمها وان كانت لعبة قديمة كادت ان تندثر وربما لولا الحظر الذي فرضته الدولة لمواجهة جائحة “كورونا” لما ظهرت من جديد هذة اللعبة التي تعيد الكثيرين منا إلي زمن نراه اكثر هدوءًا وجمالًا وارتباطًا بين افراد العائلة الواحدة كبارًا وصغارًا وبين اهالي المناطق والشوارع والحارات في ظاهرة الحنين إلي الماضي "نستولوجيا".
ظاهرة اعادتنا دون ان نشعر إلي زمن ربما كنا نتمني ان نعيشه ومن عاشه منا كان يتمني ان لا ينتهي، زمن البساطة والطاقة والصحة والخير، زمن الكانون والفرن الفلاحي والسمن البلدي والفطير المشلتت والخبز المصنوع في المنزل بأنواعه والطيور والبيض من اسطح المنازل ولعب الحارة وأصدقاء المنطقة وزملاء المدرسة وقدسيتها، زمن سيد درويش وام كلثوم وعبدالوهاب وعبد المطلب وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وعبد المنعم ابراهيم وشادية واسماعيل ياسين وفريد الاطرش وعبد الحليم حافظ وسراج منير وحسين رياض، زمن الامان والجدعنة والاخوة الاصدقاء زمن كان الجار للجار فيه عونًا وسندًا وظهرًا، كانت الالعاب البدائية هي السائدة ألعب تتسمم بالحركة والابداع والمجهود العضلي والبدني والعقلي الذي يجعل الطفل والشاب ينمو بصحة جيدة يهوي الرياضة والجري بل ويجيد القفز والوثب واشياء أخري.
كانت الالعاب تصنيع اليد كالالعاب الشعبية بغطيان الكازوزة واللين والسبع طوبات وتريك تراك واللمسة والملك ورياضات عديدة تمارس في كل الأماكن يُجهز ملعب الكرة في الشارع ويتجمع الجميع ليشاهد مباريات ولا اروع كان لدينا في كل مكان ابطال في رفع الاثقال وكمال الاجسام وتنس الطاولة والعدو الوثب الطويل والعالي واغلب الالعاب الفردية والجماعية زمن كان فيه الخير كما نقول بالعامية المصرية "خير للركب ".
لك انت تتخيل عزيز القارئ ان الالعاب الحديثة والالكترونية التي غزت العالم العربي أصابت اولادنا وشبابنا بتشوهات العمود الفقري وامراض نقصد المناعة والانميا وسوء التغذية والسمنة بل والاكتئاب والامراض النفسية التي تؤدي والعياذ بالله للإنتحار أمراض ان يكن ليصاب لها ابدًا من عاش هذة الايام العتيقة التي كانت الحركة والتفكير واستعمال العقل فيها امر واجب فيجعل الطفل عائدًا إلي منزله وقد افرغ كل طاقته كل ما يشغل باله هو كيف ينام ليعيش غدًا يومًا أكثر أحداثًا من اليوم، مرت في ذاكرتي كل هذة الذكريات بمجرد ان رأيت هذة الطائرات الورقية وقد زينت سماء مصرنا الغالية نعم أصابني نوع من "نستولوجيا".
بالفعل طفت علي السطح بل وتجسدت كلمة "نستولوجيا" وإخترقت مسامعنا من عدة مفكرين ومثقفين ومن العامة فما بين سماعها والتفكير فيها والتمعن في معناها وهل هي ظاهرة ام انها حالة مرضية ام حالة إيجابية وللتبسيط دعونا نعتبرها "استعادة الأيام الخوالي" مع بعض الحسرات والتنهدات على تلك الأيام، وتتزايد هذة الظاهرة والحنين أكثر إلي الماضي البعيد القريب كلما بدي الحاضر يزداد حلكة وسوادًا وتراجعًا وانعدام لفرص تحقيق الذات.
ورغم نظرة البعض الغير متفائلة إلا أن بعض الباحثين، يرون "النستولوجيا الجماعية"، محاولة هروب جماعية من الحاضر، تحت وطأة التراجع المذهل والاحتباسات التي تزداد ضغطًا على خناق الأمل والرغبة في مجاراة العصر الحديث بإيقاعه السريع، خاصة أولئك الذين لم يعيشوا ذاك الماضي الجميل وإنما استلهموه صورًا وملامحًا عن طريق حكايات، لتظهر "النستولوجيا الجماعية"، كنوع من استدعاء ذلك الماضي والتلذذ بمصاحبة صورة أو حتي بقايا صورة تجسدت في داخل كل واحد منا عن طريق حكايات ربما الاجداد فهي ذاكرة جماعية لجيل لم يعش هذا الماضي، ولكنه يتخيله حلمًا رائعًا رسمه من تلك الصور التي تعبر عن حياة راقية ومزدهرة وبيئة نظيفة وثقافة حيوية في العديد من بلدنا وطننا العرب التي فقدت مقوماتها التي كانت تجعلها في مصاف الدول المتصدرة للمشهد كما سمعنا وقرأنا جميعًا عن مصر في مطلع القرن التاسع عشر وحتي ثورة ٥٢ في العصر الحديث.
وهناك نوعًا آخر من "النستولوجيا" يسمي "النستولوجيا الفردية"، تظل مصاحبة لكل فرد منا مثل فيديو مسجل او خاطرة مميزة تستدعيه الذاكرة بين الحين والآخر جزء من مميز سجل حياة الإنسان موقف او عدة مواقف يفتخر الانسان به ويظل يمني نفسه ان يعود إليه ويقف في نفس الموقف من جديد فالرياضي يتذكر لحظة حصده لميدالية او لوزه في مباراة والمثقف يتذكر كيف كان مرجعًا لأقرانه والمتفوق يتذكر كيف كان حاله وهو يُكرم من القيادات ويسلخ ويعيش ويتعايش مع هذة المواقف ربما بعد عدة عقود لينفي عن نفسه ولو للحظات العجز أو الشيخوخة أو فقد لياقته الصحية والنفسية التي كانت ويمني النفس بإسمرارها، فمن الطبيعي في ظروف الفقد أن يعلو ويزداد الحنين لتلك الأيام الخوالي.
وللامانة وبعد بحث عن اصل كلمة "نوستولوجيا" وجدت ان الكلمة ظهرت مطلع القرن الثامن عشر في أوروبا أخذ استخدام الكلمة يتوسع وأصبح يعبر عن التعلق المرضي بأي مكان او أزمنة أو أشخاص تكون كلها مراحل قد انتهت بل ذهب بعض أطباء هذا العصر بوصف هذا الشعور بأنه "مرض ناجم عن التعلق المفرط بموطن او زمان او شخص بعيد"، ولم يعتبروه وقتها كما أُعتبر في الزمن الحديث "مجرد شعور رومانسي متجرد تجاه الماضي"، بل صنفوه كمرض نفسي وبحلول نهاية القرن أصبح مصطلحًا يعبر عن التعلق المرضي بأي مكان وأي أزمنة بعيدة أو أشخاص، ومع حلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر، توقف تشخيص هذه الحالة الطبية كمرض وانتهت حياة هذة الكلمة وهذا المصطلح في المجال الطبي وتحررت الكلمة من الدلالات الطبية، لتجد لها حياة أخرى في ساحات مختلفة، وأصبحت ترمز إلى التعلق بالماضي بشكل عام، أو كما تُتَرجم فعليًا الآن "الحنين إلى الماضي".
وبنظرة موضوعية وعقب عودة بعض الالعاب القديمة للظهور وربط علماء علم النفس والمجتمعات عودة هذة الالعاب بـ"نستولوجيا"، فما أحلي العودة الماضي النظيف الخالي من كل الملوثات حتي في الالفاظ والالعاب والمأكولات والمشروبات وكل نواحي الحياة لماذا لا نستغل هذة الحالة من الـ"نستولوجيا" في العودة لأيام نتذكرها واحيانًا ننسجها من وحي الخيال ونتحسر عليها وها نحن قد عدنا لمجرد ان توفر الوقت لدينا للعودة فطالما هذة الاشياء تفيدنا كأفراد وتفيد مجتمعاتنا فمرحبًا بـ"نستولوجيا" جماعية نستعيد فيها عبق الماضي في ثوبٍ حديث نعيش في زمن الأجداد الرائع بمقومات العصر الحديث نُطوع التكنولوجيا لخدمة وتطوير منتجات الماضي لتُناسب الحاضر.
دعونا نعود لما قبل الحياة السريعة والفاست فودز والملوثات الصناعية والالفاظ المبتذلة والاغاني الهابطة نعود لعصور النقاء والصفاء والحفاظ علي معايير الاسر والمجتمعات ونبذ التطرف والفرقة وحب الذات نعود إلي الالعاب الحقيقية وليس من خلف شاشات اكسبتنا السمنة والتخمة والكسل والعجز في مقتبل العمر نعود إلي تعلم الاتيكيت وأصول التعامل مع الافراد ولانترك ابنائنا لحفنة من المرتزقة اطلقوا علي انفسهم لقب فنان وممثل ومطرب نعود لزمن كنا نتمني ان نكون احد من عاشوا ونشأوا وتربوا فيه حاملين لواءات الشرف والفضيلة والايثار وحب الخير والسعي له وتقديم المنفعة العامة علي الخاصة لتكن "نستولوجيا" الخير لمصرنا ووطننا العربي لنعود إلي ما كنا عليه ولنعود لنكون ضمن الدول المتصدرة للمشهد في العالم.
عزيز القارئ انظر إلي وطننا العربي وقد عاد للماضي بإمكانيات الحاضر في كل شئ فالبيت هو مصدر كل وأي شئ في النواحي الغذائية فيعود المنزل المصري ليكون منتحًا للخبز والجبن والطيور وحتي اللحوم ويعود الفلاح لأرضه بنفس الاهتمام والعمل ويعود كل واحد منا إلي عمله المنوط به يبدأ العمل عقب صلاة الفجر وينتهي اليوم عقب صلاة العشاء حياة يومية مُرتبة الجميع يعلم ما له وما عليه شوارع نظيفة خالية من الضوضاء والملوثات مدرسين بدرجة علماء يُبدعون في تعليم ابنائنا باستخدام وسائل العصر الحديث أطباء يعملون لوجه الله ثم الوطن يسخرون علمهم لخدمة البشرية مهندسون تجاريون كل فئات المجمتع تعمل داخل نفس المنظومة أصالة وأخلاق وتعاملات الماضي لمعطيات وتكنولوجيا وتطوير الحاضر
نستولوجيا ... بعد التحديث