رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

حسام فوزي جبر يكتب ..قصة المستريح والمغفل

اتفق المصريين في الآونة الأخيرة على إطلاق لقب "المستريح" على اللص أو النصاب أو الافاق الذي يوهم الناس بقدرته استغلال منصب او جاه او قدرات شخصية ويقنع البسطاء انه يستطيع توظيف أموالهم في مجالات محترمة، ضامنًا لهم عدم ضياعها ومحققًا لهم أرباح خيالية تتعدى الـ100% ففي ظل عودة العالم المتقدم إقتصاديًا لفائدة الـ0% تجد هؤلاء يتحدثون عن استثمار بفوائد خيالية والطبيعي انك عندما تسمع هذة المبالغة ان تهرب بأموالك فورًا ولكن كالعادة والمثل المصري الشهير "النصاب يحتاج طماع" ففي كل مرة من مرات ظهور مستريح تجد نفس الفئات من الطامعين هم الضحايا وكأنهم لا عقول لهم ولكن بالطبع لهم عقول ولكن الطمع سيط عليها.

فالبدايات دائما تكون سعيدة وحالمة إذ يروض النصاب المستريح ضحيته فى البداية ويكون حريصًا على أن يدفع نسب الأرباح المتفق عليها لعدة شهور متتالية لينال ثقة الضحية ويستقطب أقاربه ودائرة معارفه ويدفع مبلغًا أكبر طمعا فى نسب أرباح أعلى فهل يُعقل أن تدفع ١٠٠ ألف جنيه فتحصل مكسب كل شهر 15 الف جنيه اي تجارة هذة وأي مكسب فتحصل علي ١٨٠ الف في سنة من أصل مبلغ ١٠٠ ألف متوهمًا انه سيستمر يدفع لمدة عام مثلًا وان مبلغك سيظل كما وبالطبع ستقوم بالدعاية المجانية له وستجمع له ضحايا من دائرة علاقاتك القريبة وربما البعيدة وستقوم بالتوسل والتوسط لدي النصاب "المستريح" كي يقبل تشغل أموالهم مثلك فيكرر ما فعله معك ويستمر الوضع حتي يختار هذا النصاب الوقت المناسب للهروب ووقتها يراجع الطماع نفسه فيجد انه خسر أصل أمواله لانه جري وراء طمعه ونسي دينه وعقله بعد ما وجد نفسه أمام نصاب يتهرب ويتوقف عن السداد وبعدها إما أن يترك البلاد فجأة أو يقع فى أيادى رجال الأمن

وفي آخر عشر سنوات او أكثر شاهدنا انتشار ظاهرة المستريحين في مختلف محافظات مصر وعلي كافة المستويات الإجتماعية والعلمية ففي كل مجتمع هناك نصاب يستهدف طماع يقوده الجشع والبحث عن الربح أيا كان مصدره وما يهمه هو تحقيق الثراء السريع وهنا يُعامل الطماعين بنقيض مقصودهم فالمقولة الشهيرة "مال الطماع للصوص" هذا المستريح يدرك جيدًا هذه الحقيقة وهي رغبة الثراء عند البعض بغض النظر عن المصدر ولهذا لولا هؤلاء الجشعين ما كان هناك مكان للمستريحين الذين يبحثون عن محبي المال قليلي الدين ففي كل مرة من هذة الحوادث يتخيل البعض أن لكل مستريح منهم ظروفًا وملابسات مختلفة وأن كل مستريح جديد لا علاقة له بالنصاب الذى سبقه خاصه أن أغلب من يدعون للفكرة يظهرون بشىء من الثراء لإغراء الناس وكسب ثقتهم وبكل اسف لا يوجد بلد في العالم يحلم مواطنوه بالثراء بلا بذل مجهود إلا نحن فمثل هذه الحوادث وعلى الرغم من كثرتها فى مصر فإنه لا يوجد مثل هذه الحوادث بأى بلد فى العالم بهذا الشكل المتكرر والسيناريو المتهالك ولكن النصاب دائمًا ما تكون فريسته أصحاب الأطماع والمتكاسلين والمغفلين وما اكثرهم

كما أن هناك عجز في القنوات الرسمية والشرعية في إستيعاب مدخرات المصريين من خلال مجموعة متنوعة من البدائل الاستثمارية المُربحة والمأمونة وجهل البعض بالقطاع المصرفي وآلية التعامل معه بل والاكثر من ذلك ان آخر الدراسات اثبتت ان 65% من المدخرين المصريين لا يتعاملون مع القطاع المصرفي في مصر بعضهم بدافع الحلال والحرام ولو افترضنا انهم النصف فهناك أكثر من 30% آخرين وهناك البعض ولايريد وضع امواله فى القنوات الرسمية حتى لايتعرض لاى رقابة او سؤال -موضوع الشمول المالى- وهم كفيلين أن يلهبوا شهية أي مستريح خاصة ان كان بينهم أؤلئك الطماعين ورغم اني احمل الطماعين المسؤولية الاكبر إلا أن البيئة الاستثمارية وحتى الثقافية وقبلهم الدينية تحتاج لإعادة تأهيل وتعديل.

ولابد من الرقابة والمحاسبة والعقاب الرادع لمثل هؤلاء النصابين وتتبعهم حال هروبهم وبالطبع كان في عون الأجهزة الرقابية والشرطية تواجه تجار المخدرات السلاح الآثار والمتطرفين وغشاشي السلع ومستغلي الظروف والقائمة طويلة ولكن مواجهة هؤلاء واجب وطني فهم لصوص يستحلون اموال الشعب فلابد من تفعيل دور الأجهزة المعنية والمنوط بها هذا الجانب أيضا لأن تصل لمثل هذة الشركات قبل إكتمال عملية النصب فهذة الشركات الوهمية التي يتستر خلفها هؤلاء النصابين تتسبب في هدم بيوت وتشريد أسر وإزهاق أرواح.

ودعوني اهمس في أذن أؤلئك الباحثين عن مسترحين ليكونون لقمة سائغة لهم دون اي عناء منهم بل ويكونون مصدر الدعاية لهم وربما يصبحون أطرافًا في القضية التي يقيموها أقرانهم من المنصوب عليهم لانهم من ارشدوهم لطريق هذا النصاب وهم بالاصل ضحايا مثلهم لكنهم ضحايا كانوا الاكثر تضررًا كما كانوا الاكثر طمعًا الحل باختصار في تحري الحلال ومن مصادره المشروعة وإلا فلا تلومن إلا نفسك وتذكر دائمًا انك حين تسمح لنفسك بأن تدفع لمستريح فأنت تخسر مدخراتك لا محال ولكن انت توافق علي ان تحصل علي أموال ليست من حقك فهو ربا بَيِن فنقودك الحلال التي جاهدت لتحصدها تعطيها هدية لنصاب مغلفة برداء الحرام والربا وفي الوقت ذاته مطلوب جهود حقيقية وفاعلة وجاذبة من الجهاز المصرفي لاستيعاب تلك المدخرات وكذلك إستيعاب المدخرات التي تقاطع البنوك هروبًا من شبهة الربا مع التوعية المستمرة بوسائلنا الإعلامية بخطورة هؤلاء النصابين وتسليط الضوء علي مثل هذة القضايا وفضح طرقهم للجميع مع مزيد من التحري والمتابعة من أجهزة الرقابة حماية للوطن وللمواطنين من أنفسهم وتنقية للوطن من هؤلاء الشياطين الذي لُقبوا بالمستريحين لعلنا نصل لنهاية قصة المستريح والمغفل