كثيرًا ما نقابل أصحابنا الفتايين وأشباه المتعلمين في شتي نواحي الحياة حتي في الجوانب المتخصصة والدقيقة وفِي أمور الحياة العامة حتي في احلك الظروف والاوضاع لا يستطيعون منع نفسهم من الفتي حتي يظهر بمظهر من يعرف في كل واي شئ نعم هناك أناس قد منّ الله عليهم بمعرفة أشياء في عدة مجالات وهي موهبة واجتهاد يشكرون عليه ولكن ما نقصده هنا هو الذي يفتي بلا اي علم ولا اي فكر
فمثلًا من منا لم يقابل من يسأله علي عنوان فيقول له خليك ماشي علي طول ثم ثم ثم ليعود في نفس المكان او ليضل الطريق بعد ان كان قد اقترب ومن منا لم يصادف من نصحه بتناول دواء وكان سبب في زيادة إعيائه ومن منا لم يحصل علي معلومة من مثل هؤلاء وعمل بها ليصل لنتيجة عكس مايريد لانه صدق ما يسمي بالفتي وما اريد ان أقوله فقط ان قول لا أعلم لا تنقص منك شيئًا ف الطبيعي انك تعلم في أشياء ولا تعلم في أشياء أخري هذا هو حال الجميع فلا يوجد بشر يعلم كل الأشياء ويتحدث فيها بل ويتقنها .
ولذلك فعندما تسأل احد أصدقائك اي سؤال وجه له السؤال ثم أضف إليه عارف ولاهتفتي ؟
وكل ما سبق ليس المقصود به إلا أولئك الذين احترفوا الفتي لدرجة انهم صدقوا أنفسهم فهم من يعالجون المرضي ويصلحون السيارات ويعطون استشارات قانونية وفتاوى دينية ويصفون الطرق ويحللون مباريات الكرة وينتقدون السياسيين ويتدخلون في كل واي شيئ ويصنعون من أنفسهم مرشدًا وناصحًا وعالمًا وقاضيًا ومفتيًا بكل واي شئ ونصيحتي لحضراتكم ان تتخلصوا من اي صديق او قريب لكم لو توفرت فيه صفات الفتي ما لم يتراجع عن فتيه اما أولئك الفتايين ممن يعشون بيننا اريد ان اقول لكم اننا بسبب فتينا هذا في مل واي شئ اصبح الجميع ينظر للمصرين علي انهم بتوع كلام وبس وان اسهل ما لديهم الكلام ولا يطيقون العمل إلا ما رحم ربي
وحفاظًا علي ما تبقي لدينا من احترام لانفسنا واحترام لسمعة وطننا الغالي ورغبة في خلق جيل يبعد عن الفتي (ماتيجوا نبطل فتي)