مع بدء العد التنازلي لبداية العام الدراسي الجديد في مصر يجد أولياء أمور الطلبة في مراحل التعليم قبل الجامعي المختلفة أنفسهم محاصرين بين نارين نار الكتب الخارجية ونار الدروس الخصوصية في ظل ضعف مستوى الكتب المدرسية واكتظاظ الفصول في المدارس الحكومية وظهر الصريخ والنواح علي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بسبب الإرتفاع الصاروخي الغير مبرر في أسعار الكتب المدرسية الخارجية وخاصة بعدما تجاوز سعر الكتاب الخارجي للمادة الدراسية الواحدة المائتي جنيه وهو ما يبرره أصحاب دور النشر والمنتفعين لارتفاع أسعار الأوراق اللازمة للطباعة لتسود حالة من الغضب الشديد بين أولياء الأمور حيث أن الوضع الاقتصادي للأسر المصرية يجعلها لا تستطيع تحمل هذا العبء الجديد خاصة مع إحتمالية وجود أكثر من طالب في مراحل دراسية مختلفة في المنزل الواحد ناهيك عن الدروس الخصوصية ومذكرات المدرسين أنفسهم.
فأسعار الكتب الخارجية وهي تلك التي تصدرها دور نشر خاصة ويستعين بها معظم الطلبة دون التعليم الجامعي -إن لم يكن جميعهم- ارتفعت بنسبة كبيرة قبل بداية العام الدراسي الجديد ووصلت نسبة الزيادة في بعض الكتب إلى 40%، لتتراوح ما بين 200 و500 جنيه للكتاب الواحد، ما شكل عبئا جديدًا يضاف إلى أعباء الأسر المصرية التي تعاني أزمة اقتصادية طاحنة ولا تتحمل أي أعباء في ظل ما تعنييه هذه الأسر خاصة مع عجز وزارة التربية والتعليم أمام مافيا الدروس الخصوصية التي بدأت قبل بداية العام الدراسي بشهرين وتفرض علي ولي الأمر شراء كتب بعينها بأسعار مرتفعة جدا وليس أمام سوى الاستجابة حرصًا على مصلحة أولاده ناهيك عن إن بعض أصحاب دور النشر ومؤلفي الكتب يتفقون مع مدرسين للدروس الخصوصية على توجيه الطلاب لشراء الكتب الصادرة عن دور النشر التابعة لهم مقابل نسبة من سعر الكتاب.
ويُضطر أولياء الأمور لشراء الكتب الخارجية فالكتاب المدرس للمناهج الجديدة لا يوجد فيها شرح وتعتمد إعتماد كلي على مدرس الفصل بالرغم من وجود عجز في عدد المعلمين والعزوف عن الذهاب للمدراس من الأساس كما ان شراء الكتب الخارجية يكون بسبب طلب مدرس الدرس الخصوصي حيث يجد فيه مزيد من الشرح والأسئلة وهنا السؤال لماذا لا تكون الكتب المدرسة مثل الكتب الخارجية في الشرح وتوفير مزيد من الأسئلة والامتحانات؟، وهل الوزارة التي تري مع مطلع كل عام نفس الأزمة سعيدة بهذه المعاناة التي تُصدرها لأولياء الأمور فإرتفاع أسعار الكتب الخارجية يمثل عبء جديد علي ميزانية الأسرة التي لم تعد تتحمل أي أعباء اضافية في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم بأكمله وليس مصر فقط، ويعتبر الكتاب الخارجي بالنسبة لأولياء الأمور، مثل معلم الدرس الخصوصي فهي تبسط المعلومة وتضع كم كبير من الأسئلة وفي أحيان كثيرة يكون هناك مع الكتاب وسائل تكنولوجية لشرح الدروس بالصوت والصورة وهو ما تتجاهله الوزارة كل عام ولا أعرف إلي متي فمن شوقي لحجازي ياقلبي لا تحزن وأولياء الأمور هم الضحايا.
الكتب الخارجية والدروس الخصوصية وجهين لعملة قبيحة واحدة يؤكدون فشل منظومة التعليم والإتجاه لكليهما لأسباب عديدة منها الزيادة الكبيرة في كثافات الفصول وإهمال المدرسين الشرح في المدارس لدفع الطلاب للدروس الخصوصية يساعدهم علي ذلك عشقنا نحن المصريين لأولادنا وإستعدادنا للتضحية بكل شئ من أجلهم حتي وقعنا جميعًا كاولياء أمور ضحية لكل متاجر بالتعليم ما بين الكتب الخارجيو وأولئك الذين ينعتون نفسهم بالمعلمين والمدرسين وهذه المهنة الشريفة منهم براء فهم تجار يتاجرون بأحلام أولادنا ورغيتنا في رؤيتهم احسن منا فيتفننون في إستنزاف جيوبنا وبيوتنا ولا نملك إلا أن نرضخ بكل أسف، وها أنا اليوم اكتب من جديد وأصرخ من جديد لعلها تكون المنٌقذة التعليم في مصر أصبح تجارة رائجة لأصحاب دور النشر ومدرسو السبوبة وخسائر فادحة للأسر المصرية الكادحة.
آن الأوان أن تتحمل وزارة التربية والتعليم مسؤوليتها كاملة وتقف بكل حيادية وموضوعية على أسباب إعتماد الطلاب على الكتب الخارجية وهجر الكتاب المدرسي فالدولة تنفق سنويا مبالغ كبيرة من أجل توفير الكتب المدرسية للطلاب دون اي إستفادة منها ونجدها إلي مصيرها المحتوم كل عام علي عربات الترمس بعد ما تُباع بالكيلو لذلك فتوفير طباعتها أفضل علي أن تطرح الوزارة عبر موقعها الرسمي الكتب الدراسية مع تحويلها إلى نسخة إلكترونية Pdf لتخفيف العبء على أولياء الأمور وتجعلها متاحة للجميع أو طباعة كتاب يحتوي الكثير من الأسئلة على كل درس وأيضًا مراجعات نهائية عند قرب الامتحانات لمساعدة الطلاب على الاستغناء عن الكتب الخارجية كما يجب وضع آليات لتسليم الكتب المدرسية قبل بداية العام الدراسي حتى يتمكن الطلاب من متابعة دروسهم من بداية العام الدراسي فالتأخير في استلام بعض الكتب إسلوب حياة منذ قديم الأزل ما يفرض دافع جديد لأولياء الأمور إلى شراء الكتب الخارجية.
عزيزي القارئ هل تعلم أن عدد الطلاب الملتحقين بالمدارس بلغ 25.5 مليون طالب وطالبة تقريبا فيما تجاوز عدد أعضاء هيئة التدريس 958 ألف معلم ومعلمة ووصل عدد المدارس إلى نحو 60 ألف مدرسة، بإجمالى 552 ألف فصل دراسي تقريبا حسب بيان وزارة التربية والتعليم الرسمي الأخير في 2022 كل هؤلاء الطلاب وأولياء أمورهم يعانون ومازالت الوزارة تشاهد في صمت وتخرج بتصريحات متاخرة ليس لها محل من الإعراب وأعود وأكرر الضحية الأولي هو ولي الأمر والخاسر هو المجتمع فتلك الرد الأخلاقية التي طالما نادينا بمقاومتها والأنحدار الثقافي والعلمي الذي طالما أبرزنا زيادته ونموه بين أبنائنا وتلك الهوة التي صُنعت بين الأسرة والأبناء جاء لضعف محتوي التعليم وغياب دور وزار التربية والتعليم وقصره علي وزارة تمنح شهادة مؤهلة للعمل أو للجامعة.
علي الجهات المعنية وفورًا التدخل لمنع تداول الكتب الخارجية التي يبالغ مُصدريها في سعرها فارتفاع أسعار الكتب الخارجية مبالغ فيه وغير مبرر فعندما نعلم أن الأسعار العالمية للورق إنخفضت بنسبة 30% وغالبية الكتب الخارجية يتم إنتاجها من الورق المُصنع محليا وقتها سنتأكد أننا أمام مافيا مُنظمة تحتاج تدخل الدولة بكل قوة لإيقاف مهزلة الكتب الخارجية رحمة بالمواطن المصري.