رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

حسام فوزي جبر يكتب … أوفوا العهود

أتعجب عندما أجد أناس مازالوا لا يفون بعهودهم بل ويقولون ما لا يفعلون، ويأكلون حقوق الناس ويعتبرن ما يقومون به فهلوة او شطارة وينكرون ما وعدوا به رغم انهم بهذه الطرق الملتوية قد يحرزوا بطولات في ظلم انفسهم قبل ظلم الناس واضعين الدنيا نصب أعينهم متناسين الآخرة والحساب وتوعد الله لمن لا يفون بعهودهم، ولو رجعوا قليلًا لما وعد الله -وهو خير الموفون بعهده سبحانه- لمن لا يغفي بوعده لسارعوا لتنفيذ وعودهم فورًا او إمتنعوا عن الوعد من البداية مخافة من عقابه سبحانه وتعالي في الآخرة وخزيهم في الدنيا عننا يُصفون بمن ضيعوا العهد ولمن لا عهد ولا وعد لهم فأي خسارة يحصدونها في دنياهم وآخرتهم.

والوفاء بالعهد من الصفات التي إذا التزم بها الإنسان صار المجتمع آمنًا في كل شيء فالإيمان بالله وعدم الشرك به، هو العهد الذي اتخذه الله من العباد وهم في بطون أمهاتهم، وهذا هو أفضل العهود التي يجب الوفاء بها، كما أن الوفاء من شيم الكرام، هي مقولة تبين قيمة الوفاء بالعهد، كما أن الإنسان الكريم هو من يستطيع الوفاء بالعهد، والإنسان الذي يوفي بعهد هو إنسان صالح محبوب بين الناس، مؤتمن على الأموال والأعراض والأنفس كما إن الوفاء هو وصية الرسول الكريم، حين أمر الرسول بالوفاء بالعهد، بل جعل من يخلف وعده من المنافقين، بقوله ”آيَةُ المنافق ثلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كذب، وإذا وعد أخلف، وَإذا اؤتمن خَانَ”، وهذا دليل على قيمة العهد والوفاء به، بل وهناك حديث شريف للنبي الكريم أجده مرعبًا إذا ما خالف ونكر الإنسان وعده، حين قال "لا دين لمن لا عهد له"، وهو الإلتزام بالاتفاقيات والوعود التي تمت بين فردين أو مجموعة من الناس، للقيام بأعمال في المستقبل القريب او البعيد وربما يكون إتفاق شفهي أو كتابي وهو قطع بعض الوعود على النفس بالقيام بشيء ما، كان تم الإتفاق عليه، ولا يمكن العودة فيه أبدًا إلا حال العجز عن الوفاء لاسباب خارجة عن الارادة ووقتها الإعتذار واجب أما عدم الوفاء رغم القدرة فهو تنصل وإنكار للعهد والعياذ بالله، ووردت آيات عديدة في كتاب الله تحثُّ على الوفاء بالعهد والوعد، منها قوله سبحانه: "وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً".

وللوفاء بالعهد صور وأشكال كثيرة يستطيع الإنسان أن يوفي بعهد خلالها وابرزها واهمها واسماها الوفاء بين الإنسان وربه، وهو الالتزام بالعهد مع الله عز وجل، وذلك من خلال الإخلاص لله وحده، وعدم الإشراك به سبحانه والالتزام بما عاهد الله عليه من طاعته والإيمان به، وأن يفرد العبودية لله وحده، والعمل على تنفيذ كل أوامر الله في الكتب السماوية او على لسان انبيائه ورسله وكذلك الوفاء بالميثاق من صور الوفاء بالعهد هو الوفاء والالتزام بالمواثيق والعهود بين الناس، وذلك علي ألا يكون بهذا الميثاق مخالفة لله ورسله، وأغلظ هذه المواثيق التي يتوجب على الإنسان أن يلتزم به الإنسان هو ميثاق الزواج، والشروط التي تم الاتفاق عليها. حيث يعرف بأنه الميثاق الغليظ، يقول الله تعالى” وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا”، فالوعد والعهد الذي قطعه الإنسان عن نفسه تجاه أحد الأشخاص، يجب عليه أن يوفي به طاعة لله ورحمة بنفسه من خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة، ولعل اصعب اختبار للإنسان هو الوفاء بالنذر -والنذر هو قيام الإنسان بالتعهد بينه وبين نفسه عن القيام بشيء ما إذا ما تحقق له ما يريد ويكون من خلال الذبح أو إنفاق بعض المال على الفقراء أو الصيام- وهذا العهد لا يعرفه إلا الله والإنسان نفسه، لذلك فلن يجد الانسان من يذكره سوي ضميره وعليه الوفاء فلا رقيب إلا الله، وقد حذر تبارك وتعالي من ام يؤدي النذر حين قال "وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار"، نعم وصف الله منكري النذر بالظالمين والعياذ بالله، ولذلك أداء النذر هو أصعب إختبار يعقده الإنسان لنفسه.

عزيزي القارئ الكريم الوفاء بالعهد شرفٌ يحمله الإنسان على عاتقه وهو قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى، بها تُدعم الثقة بين الأفراد، وتؤكد أواصر التعاون في المجتمع، وهو أصل الصدق وعنوان الاستقامة، الوفاء بالعهد خصلة من خصال الأوفياء الصالحين، ومنقبة من مناقب الدعاة المخلصين، وهو أدب رباني حميد، وخلق نبوي كريم، وسلوك ديني نبيل، وشعبة من شعب الإيمان وخصاله الحميدة، ومن أهم خصال المتقين والراغبين في فضل رب العالمين، فمن أبرم عقدًا وجب أن يحترمه، ومن أعطى عهدًا وجب أن يلتزمه، لأنه أساس كرامة الإنسان في دنياه، وسعادته في آخرته، فالوفاء صفة أساسية في بناء المجتمع، وقاعدة تقوم عليها حياة الفرد وبناء المجتمع فإذا فُقد الوفاء فُقدت الاستقامة والثقة وضعفت الأواصر وتهاوت العلاقات، فـ أفوا العهود