توصل باحثون إلى أن علاج موجود بالفعل ورخيص الثمن، يمكنه أن يكون فعالا ضد أورام الدماغ القاتلة، إذ أن الأورام الأرومية الدبقية هي أورام دماغية عدوانية وسريعة النمو، وتؤثر على حوالي 3200 بريطاني سنويا وليس لها علاج حاليا.
وبحسب ما نشر في صحيفة ذا صن البريطانية، الدواء المضاد للاكتئاب الموصوف بشكل شائع، ثبت أنه فعال في تجاوز حاجز الدم في الدماغ للوصول إلى الأورام، ويمكن تمديد متوسط العمر المتوقع للمرضى من خلال العمليات أو الإشعاع أو العلاج الكيميائي، ولكن الناس يميلون إلى العيش فقط بعد 12 إلى 18 شهرا من تشخيص إصابتهم بالسرطان.
وقالت جمعية أورام الدماغ الخيرية، إن ربع مرضى الورم الأرومي الدبقي فقط يعيشون بعد أكثر من عام من تشخيصهم، ومن الصعب العثور على أدوية يمكنها مكافحة أورام الدماغ بشكل فعال، إذ أن العديد من أدوية السرطان غالبا ما لا تستطيع عبور حاجز الدم في الدماغ، وهذه طبقة مقفلة بإحكام من الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية في الدماغ، والتي تقوم بتصفية الجراثيم والمواد الضارة التي يمكن أن تسبب ضررا للعضو.
وأشار الباحثون إلى أنه نتيجة لذلك لا تستطيع العديد من الأدوية تجاوز هذه الطبقة الواقية للوصول إلى الدماغ والقضاء على الأورام، ومع ذلك يمكن لمضادات الاكتئاب التسلل من خلال الحاجز للوصول إلى الدماغ.
وركز الباحثون من معهد ETH Zurich في ألمانيا، على مضاد للاكتئاب غير مكلف موجود بالفعل في السوق، يسمى vortioxetine، وفي المملكة المتحدة، يعرف باسم Brintellix أو Lundbeck، إذ يوصى به للبالغين في نوبة اكتئاب كبيرة لم يتم تخفيفها بواسطة اثنين آخرين من مضادات الاكتئاب.
واستخدم العلماء منصة فحص خاصة تم تطويرها في الجامعة، تختبر كيف تؤثر المواد الفعالة على الخلايا الحية من أنسجة السرطان البشرية، بمساعدة تقنيات التصوير وتحليل الكمبيوتر، وركزت دراستهم على المواد العصبية التي تعبر حاجز الدم في الدماغ، مثل مضادات الاكتئاب وأدوية باركنسون ومضادات الذهان.
واختبر فريق البحث ما يصل إلى 130 دواء مختلفا على أنسجة الورم من 40 مريضا بالسرطان خضعوا مؤخرا لعملية جراحية في مستشفى زيورخ الجامعي، وكانت بعض مضادات الاكتئاب التي تم اختبارها، وليس كلها، فعالة بشكل غير متوقع ضد الخلايا السرطانية، وأثبت vortioxetine أنه الأكثر فعالية.
وأجرى الباحثون في مستشفى جامعة زيورخ اختبار فورتيوكستين على الفئران المصابة بالورم الأرومي الدبقي، وأظهر الدواء أيضا فعالية جيدة، وخاصة بالاقتران مع العلاجات القياسية الحالية للورم الأرومي الدبقي، والتي تشمل الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاع.
وقال البروفيسور بيرند سنيدر، الذي قاد الدراسة، بدأنا بهذا الورم الرهيب ووجدنا أدوية موجودة تحاربه، واستكشفنا كيف ولماذا تعمل، وقريبا سنتمكن من اختبارها على المرضى.