يعتبر الشباب عنصر حيوي وفعال في المجتمع له القدرة على التأثير في مختلف جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويواجه الشباب العديد من القضايا المختلفة والتي لا يستطيع فهمها وإيجاد الحلول لها سوى الشباب، لذا تعتبر مشاركة الشباب في الحياة السياسية مهمة جدًا لمساعدتهم وتمكينهم من تحسين ظروفهم المعيشية وتعزيز حضورهم السياسي، لاسيما وان مشاركتهم تساهم فى الحفاظ على قوة المجتمع وتنوع الحياة السياسية ودفعها نحو مستقبل حيوى ومتفاعل
وتعتبر شريحة الشباب من كبرى الشرائح في المجتمعات المختلفة وأهمهما ، خاصة وأنهم يمثلون ٦٠٪ من المقيدين فى جداول الانتخابات والبالغ عددهم ٦٥مليون ناخب وناخبة ، ويعتبر عزوف الشباب عن المشاركة السياسية أو انفصالهم عن الحياة السياسية سبباً مباشراً في تقويض تمثيل الأنظمة السياسية ، وقد يتيح الفرصة للعبث بالتجربة الديمقراطية
كما ان المشاركة يؤدى الى بناء مجتمعات قوية ومستقرة وسليمة ، الأمر الذى يتطلب مشاركة الشباب في العمليات السياسية المختلفة لان مشاركتهم تعنى ايضا مساهمتهم في صياغة السياسات الحالية والمستقبلية للبلاد وتطويرها بما يتناسب مع الاحتياجات المستقبلية
، وهنا لابد من صياغة حملة قومية بمناسبة الانتخابات الرئاسية الحالية تحقق ذلك من خلال توعية الشباب بحقوقهم وإعطائهم المعرفة والقدرة اللازمتين للمشاركة في الحياة السياسية
وهنا ايضا لابد من إن نشير الى ان عدم تمكن الشباب من المشاركة الحقيقة في الحياة السياسية الرسمية قد يولد شعوراً لدى الشباب بالعجز والإحباط حيث يفقد الشباب ثقتهم بالسياسيين الموجودين ويتنامى الاعتقاد بأن أصواتهم لن تسمع ولن تؤخذ على محمل الجد مما يتسبب باستبعاد الشباب بشكل متزايد من المشاركة في عملية صنع القرار والمناقشات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
فإن مشاركة الشباب في الحياة السياسية يؤدي بطريقة ما إلى مشاركتهم في العديد من الأعمال الاجتماعية كالمشاركة في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والأعمال الخيرية المختلفة مما يعزز من شعورهم بالمواطنة الحقيقية وقدرتهم على تحمل المسؤولية
كما تساعد مشاركة الشباب الحقيقية في الحياة السياسية في تطوير علاقة الشباب بالمسؤولين الحكوميين والسياسيين القدامى الأمر الذي يساهم في تنمية مهارتهم وخبراتهم السياسية مما يساعدهم في قيادة التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، ويعزز هذا الأمر من فرص التنمية والنهوض بالبلد الأمر الذي يعمل على إكسابهم شعورًا أكبر بالانتماء
فضلا عن مشاركة الشباب بالحياة السياسية يساعد على إحياء العديد من القيم الديمقراطية الهامة جداً حيث تعمل هذه القيم على تقويض اي ممارسات القمعية وتجنيب البلاد مخاطر عديدة في حين أن عدم مشاركة الشباب يزيد من شعور الشباب بالإحباط وزعزعة استقرار الديمقراطية