يعد الرسم من الفنون التي تجذب عشاق الفن الراقي وهي أحد انواع الفنون الإبداعية، والتي تحول الشيء العادي والمألوف كالزجاج الشفاف والحوائط والأشياء المصمتة لتبدو كتحف فنية جذابة تستهوي عشاق الفن الأصيل، ويعد فن الرسم من أصعب أنواع الفنون، كونه يحتاج إلى اختيار خامات جيدة مع انتقاء الألوان لتكوين تابلوه فني يجذب عشاق الفن.
الفنان أحمد يونس ابن الغربية، يتمتع بموهبة فنية استثنائية في الرسم بمختلف تقنياته، يجيد الرسم بالرصاص والفحم والبلاستيك والزيت، وقد أصبح واحدًا من أبرز الفنانين المحترفين في محافظة الغربية، يتمتع بشغف كبير لرسم الأشياء الجميلة من حوله، ويفضل الرسم من خياله أحيانًا بدلاً من الرسم من الصور، يعتبر الرسم وسيلة له للتعبير عن طاقته الإبداعية وللتخلص من الطاقة السلبية التي قد تكون داخله.
ويونس، الذي يعمل كموظف في إدارة الشباب والرياضة في المحافظة، بدأ رحلته الفنية منذ نعومة أظافره، كان يتفوق في الرسم على أقرانه في المدرسة، وكان يتابع بشغف الرسامين ومحبي الرسم، حتي أصبح الرسم هو شغفه واهتمامه الأسمى، وقرر أن يطور موهبته من خلال العمل في إحدى المراسم الشهيرة في مدينة زفتى حيث يتم رسم ورق البردي، حصل على عدة دورات تدريبية ليتقن الرسم بكل تقنياته.
وعلى مر السنين، كان يونس يشارك في العديد من المسابقات الفنية والأنشطة الطلابية، وقد حصد العديد من الجوائز والتكريمات خلال مراحل تعليمه، يعتبر دعم شقيقه وأصدقائه له كان من العوامل المحفزة له للمشاركة والتفوق في هذه المسابقات.
وأظهر يونس، جمالية الرسم وقدرته على تحويل الأشياء العادية إلى أعمال فنية فريدة من نوعها، إن تفوقه في اختيار الخامات واستخدام الألوان يساهم في خلق لوحات فنية تلفت الانتباه وتثير الإعجاب ونال بها العديد من الجوائز المحلية، وأعتبر الجميع أعماله كأعمال فنية جميلة وجذابة تستحق الاهتمام والتقدير من عشاق الفن.
قبل ما يقرب من 5 سنوات إكتشف ابن الغربية، أن له تأثير كبير على الشباب الطموح في المنطقة، وقد يلهم الكثيرين لاكتشاف مواهبهم الفنية الخاصة، ووجد انه قد يكون لديه القدرة على تعليم الآخرين ومشاركة معرفته ومهاراته في ورش العمل والدورات التدريبية، من خلال الإلهام والتعليم، وبناء جيل من الفنانين المبدعين وتعزيز المشهد الثقافي المحلي.
وبالفعل دشن يونس، أكاديمية لتعليم الأطفال والشباب مهارات الرسم الأساسية وشارك بأطفال هذه الأكاديمية في عدة مسابقات حاملًا لواء الدفاع عن مركز شباب زفتي تارة وعن اكاديميته الخاصة تارة أخري، حتي أصبح لديه عدد كبير من الفنانين الصغار الذي يتمني أن تنالهم يد الرعاية من الدولة، خاصة يعد حصولهم علي عدة جوائز علي مستوى المحافظة والجمهورية.
ويقول أحمد الرسام، كما يلقبه أهل مدينة زفتي، بمحافظة الغربية، من المهم أن نشجع المواهب الفنية المحلية وندعمهم في رحلتهم الفنية، فالفن يمكنه أن يكون وسيلة قوية للتعبير عن الثقافة والهوية والمشاعر، وقد يساهم في تحسين الحياة الثقافية للمجتمعات، يجب علينا أن ندعم الفنانين المحليين خاصة أصحاب الأعمار الصغيرة والمبتدئيين ونقدّر إبداعاتهم، وذلك من خلال حضور المعارض الفنية وشراء أعمالهم وتشجيع الجمهور على الاستمتاع بالفن المحلي.
ويضيف، يجب علينا أن نقدر الفن والثقافة وندعم الفنانين الموهوبين خاصة الصغار المنتشرين في مجتمعاتنا، فالفن يمثل جزءًا هامًا من الثقافة البشرية ويعزز التفاهم والتواصل بين الناس، قد تكون للفن قوة كبيرة في تحويل العالم وجعله مكانًا أفضل، ودعي يونس الدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية، لحضور معرض أطفال مدينة زفتي الفني، الذي سيُقام نهاية الشهر الجاريى بنادي المعلمين بزفتي، دعمًا للأطفال الموهوبيين.