رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محـمود الشاذلـى يكتب : بسيون التاريخ والحضارة " 9 "

دعوة وجهتها من تحت قبة البرلمان  إلى الدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان  أمام رئيس الوزراء ، وأمام كل النواب لزيارة بلدتى بسيون وإفتتاح المشروع ، تململ الوزير ، وحاول التنصل لكننى تمسكت بتحديد موعد ، لأن هذا يعنى أنه سيتم إرسال اللجان المختصه ، ودراسة المعوقات ، وتلافيها ، يعنى تتحرك المياه الراكده ، وقلت للوزير محاولا إستفزازه إعطينى موعد تحترم فيه عقلى ، ولايكون بعد مائة عام لأنه معنى ذلك لن تكون موجود ولن أكون موجود ولن يكون أي أحد في تلك القاعه موجود ، لأننا جميعا سنكون في رحاب الله . 

تمسكت بأن يسبق الدعوه تكليف لجان فنيه متخصصه لتفقد المشروع ببندر بلدتى بسيون وقريتى كفرجعفر والقضابه ،  والوقوف على مالحق به من أضرار نظرا لتهالك بعض المواسير التي تم وضعها منذ سنوات طويله  ، وكذلك تحديد جدول زمنى لإنهائه ، ووافق الوزير أمام إشاره من رئيس الوزراء تأثرا بتضامن النواب معى ، وتمسكهم بأن يستجيب الوزير للدعوه ، ووافق الوزير على القيام بإفتتاح المشروع بعد تعهده بالقضاء وفورا على معوقاته .

عرضت على الوزير معوقات المشروع والذى وقفت على أبعادها من المهندس المحترم عامر مدير فرع المقاولون العرب بوسط الدلتا الشركه المنفذه للمشروع ، والذى كان من أبرزها ماكشفته من الآثار الناجمه عن تأخر المشروع ماخلفته من برك ومستنقعات عرضت صورا لها ليسجل التاريخ بذلك للحظات تاريخيه لبسيون أبرزها مافعلته بالبرلمان ، بشأن هذا المشروع ، أدركت الدهشه وهى تعلو وجه الوزير من حديثى الذى يحمل قمة التخصص ، حتى أنه بعد الجلسه سألنى عن دراستى الجامعيه وتعجب عندما عرف أننى خريج كلية الآداب ، وحاصل على دورات متخصصه في الصحافه والإعلام ، فعاجلته بأننى أذاكرأى أمر مع أهل التخصص قبل عرضه على أي مسئول سواء تحت القبه أو في لجان البرلمان أو على المسئول بمكتبه . 

حضر الوزير لبسيون وقام بإفتتاحه بعد إرسال أكثر من ثمانى لجان فنيه متعاقبه على أعلى مستوى للوقوف على حالة المشروع ، والقضاء على سلبياته ، كنت بفضل الله مرافقا لهم جميعا .. وقد جاء إفتتاح الوزير للمشروع فى إحتفاليه رائعه ولقاء شهير فى المحطه الرئيسيه للصرف الصحى بالقضابه ، ويومها ألقيت كلمه تحمل معانى نبيله لأنها خرجت من أعماقى ، وجاءت تتويجا لمسيرة جهد ، وعطاء ، تحقق به حلم طويل أصبح حقيقه وواقعا لايمكن أن يطمس معالمه أى أحد كائنا من كان  .

اليوم أذكر للتاريخ لمن أنسته الأيام أننى وأمام كل أبناء بسيون الذين رأوا هذا المشهد فى حينه أننى وقفت أمام سيارة الوزير عند التنظيم ، مصمما على أن يغوص بسيارته فى أعماق شارع 23 يوليو ، وتفقد محطات الرفع الفرعيه المتواجده به ، لاغيا خط السير الذى أعدوه سلفا لسير سيارته التى تتصدر الموكب ، والذى كان مقررا لها السير إلى مكان الإحتفال بالمحطه الرئيسيه بالقضابه عبر الطريق الدائرى خارج بسيون .. أدرك أن أجيالا كثيرة من الشباب لم يعاصروا ذلك لأن المراحل التى مر بها هذا المشروع الذى نقل وبحق مدينة بسيون وقريتى كفر جعفر والقضابه نقله حضاريه ، لأن المراحل التى مر بها المشروع تفوق أعمارهم ، ولكن اليوم آن الأوان أن يعرف الجميع تلك الحقائق التى غابت طويلا عن واقع الحياه . ويأتي المقال العاشر المنشور غدا بإذن الله ليكون ختام سلسلة المقالات التي كتبتها عن بلدتى بسيون فتابعونى .