رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محـمود الشاذلـي يكتب : آلام المواطن ومعاناة الناس والوطن الغالي

دون ضجيج  أو مزايدات مصرنا الحبيبة أم الدنيا ، وتشهد تطورا بحق  بات مذهلا ، وفيها ننعم بالأمان ، لكننى أريد أن ينعكس ذلك معيشيا على مجريات حياتى ، ويؤثر إيجابا فى أحوالى المعيشيه ،  تلك قناعتى وهكذا قال لى بها مواطن بسيط من أهلى الطيبين لكن بأسلوبه ، ومفردات كلماته البسيطه ، والنابعه من قلب طيب ، حيث إلتقيته بالأمس أمام أحد محلات البقاله ببلدتى ، يضرب كفا بكف من هذا الجنون فى الأسعار ،  أصدقكم القول عجزت على الرد لإفتقادى الحجه التى أنطلق منها لإقناعه بعكس ماقال به ، خاصة بعد أن باتت الحياه المعيشيه الٱن وبحق شديدة الصعوبه ، شديدة الوحشه  ، فلاأحد يشعر بالمواطن ، لا حكومه ، ولامسئولين ، ولاحتى شعبيين ، ولاساسه ، جميع المنتمين لتلك الفئات تخلوا عن المواطن وتركوه وحده يصارع إنقطاع الكهرباء ، وذهبوا ينعمون بالمنتجعات التى فاقت منتجعات باريس ، وينظرون إليه بإستغراب من شكواه ،  تلك النظره التى جسدتها منذ أيام الفنانة جوري بكر حين إنتقدت الأسعار المبالغ فيها بمنطقة الساحل الشمالي ، وكتبت عبر خاصية استوري على حسابها منزعجه من أن ساندويتش برجر بـ 375 جنيها بالساحل  فى المقابل سخرت المحامية والناشطة الحقوقية نهاد أبو القمصان من تلك الشكاوى في فيديو جديد لها عبر تطبيق تيك توك في إشاره إلى أن 150 جنيه قيمة طبيعيه لكوب الشاي لأن أصحاب العقارات بالساحل شارينها بـ 50 أو 100 مليون جنيه ، فمش هيفرق معاه 150 جنيها ، وطالبتهم بالكف عن الحديث  عن أسعار المنتجات المبالغ فيها بـ الساحل الشمالي ، ولاتدرك أبوالقمصان أو جورى والمنتمين لطبقتهم الإجتماعيه أن هناك مواطنين أصبحوا لايستطيعون شراء جبنه بالفلفل أكل الغلابه بعد أن إرتفع سعر الكيلو من ثلاثون جنيها إلى مائه وثلاثون جنيها ثمن كيلو لحمه منذ فتره قريبه . 

بلا تزيد أو مزايده أو حتى إسقاط على أى أحد هؤلاء الناس الذين ينتمون للطبقه المتوسطه التي باتت معدمه هم أهلى وأنا منهم أنتمى  لنفس الطبقه  التى تلاشت من واقع الحياه ، وباتوا يئنون من الوجع تأثرا بصعوبة المعيشه ، وشظف العيش ، وغلاء الأسعار . هذا بوضوح ولايزايد عليا أحد ويزعم أن تناولى هذا الصريح محاوله لكسب أصوات الناس من أجل الإنتخابات البرلمانيه التى باتت على الأبواب ، لأننى لن ارشح نفسى ، أو يزعمون أن تناول معاناة الناس هو إهانه للحكومه ، وأن هذا من الخطأ ، دون إدراك منهم أن الخطأ أن نتحدث حديث الخداع ، ولانبصر المسئولين بكارثية مايحدث بالوطن ، ونتعايشه مع الناس ، ليتفاعلوا ، ويواجهوا ، ويصوبوا قبل أن نصل لنقطه تقول أن الحل مستحيل ، وذلك لتعاظم المصائب ، بل إننى أعتبر هؤلاء المخادعين لايحبون الوطن ، بل هم أحد نقاط ضعفه ، وأدوات معاناته بنفاقهم ، وتجاوزهم بحق المخلصين ، لكننى أراهن على من بالوطن من مسئولين محترمين ، ينتبهون لذلك ، وليسوا بالسذاجه أن يخدهم كلام منافق .

إرتفاع الاسعار طال جميع الضرورات الحياتيه خاصة كل ماله علاقه بالأكل والشرب ، حتى سندوتش الفول والطعميه ،  والسلع الغذائيه ، وبات من الطبيعى أن تشهد الأسعار إرتفاعا كل يوم بكل وقاحه ، وكلاحه ، وعلى رؤوس الأشهاد ، والحكومه لاحس ولاخبر ، وأعضائها عاملين نفسهم من بنها ، لارقابه جاده ، ولاحسم ، ولاجزم ، ولاردع لأى متنطع . بل إن المسئولين عن ضبط الأسعار بمديرية التموين بالغربيه على سبيل المثال  أقروا بهذا الجنون فى الأسعار ، فبدل أن يضربوا بيد من حديد على المتلاعبين بقوت الشعب أقروا ذلك وبكل أريحيه بعد نهجهم فى التصدى لرفع الأسعار ليس من خلال منافذ بيع دائمه فى كل ربوع الوطن لتلك السلع ، ثابته ومتحركه ، مع إجراءات قاسيه لضبط الأسعار فى جميع محلات السوبرماركت ، لتكون بنفس أسعار المنافذ ، إنما من خلال نهج يرسخ للهزل لأنه قائم على طرح بعض المواد التموينيه كالأرز بسعر مخفض فى منافذ مؤقته ومحدوده تحت رصد الكاميرات ، وتهليل الحواريين لكن هذا لا يستغرق ساعة زمن ، وينفض المولد ، ويذهب الجميع بعد تدشين الشو الإعلامى .

لله ثم للتاريخ وبلا مجامله كأحد المتمسكين بالعيش في مسقط رأسى حيث بلدتى بسيون الكائنه بقاع الريف المصرى ، والتابعه لمحافظة الغربيه أرصد وبحق أن الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه يبذل جهدا كبيرا فى الأداء ، هذا الجهد أصبح مذهل ، ويتعجب منه الجميع ، وينطلق من أسس عمليه لتحقيق نتائج فاعله ، ومتبوعا بلجان دوريه من التموين لضبط الأسعار ، لكننى  كمواطن أعيش وسط الناس أرصد تخاذلا من لجان التموين لمواجهة جنون الأسعار ، وأن اللجان المنوط بها ذلك لاتتناغم مع الجهد الكبير الذى يبذله المحافظ ، وأنها بتخاذلها رسخت عند عموم الناس أن ارتفاع الأسعار هزم الجميع ، وبدد جهد المحافظ ،  خاصة وأن مصيبه رفع الأسعار تتوحش ، والناس تلطم الخدود ، وكل واحد فى هذا البلد من التجار يفعل ما يشاء في الناس طبقا لقانونه الخاص الذى وضعه لنفسه وعلى هواه وهذا طبيعى لأنه لم يجد من يقول له  عيب إختشى ، أو يضرب على يديه بمطرقه من حديد مؤداها تفعيل صارم للقانون .

أعتقد أن كل ماطرحته ليس فيه إساءه لأحد ، أو تجاوز فى حق أحد ، ولاحتى أسيادنا فى الحكومه ، ويعلم الله أن منطلقه نابعا من أمنيه أن ينعم كل أبناء الوطن مسئولين ومواطنين بالسعاده ، وإعلاء   الحس الوطنى ، وصالح المواطن ، كما تعلمت من أساتذتى الأجلاء  العظماء القامات شردى ، وبدوى ، والطرابيلى ، وعبد الخالق ، وإنطلاقا من القسم الذى أقسمته بنقابة الصحفيين  يوم تشرفت بعضويتها ، قبل مايقرب من أربعين عاما مضت ، أن أكتب الصدق بضمير المواطن ، لذا لست من حملة المباخر ولن أكون بإذن الله ، ولست من الكتاب الذين تم نعتهم بالنفاق ، أو هؤلاء الذين باعوا أقلامهم ليرضى عنهم المسئولين ، بل إننى  أطرح ماأطرحه إنطلاقا من رؤيه وطنيه ككاتب بات في خريف العمر ، ليس لديه طموح في أي شيىء ، ولايعنيه إلا صالح الوطن ، لذا ينبه ماغفل عنه المسئولين ، ويؤكد أن الوضع المجتمعى فيما يتعلق بالمعيشه وغلاء الأسعار  كارثى لذا أصبح التدخل لتصويب الخلل ، وضبط الأداء  حتمى وإلا سنستيقظ  على صراع دامى من أجل البقاء .

الرأي العام