نعــم .. نحن أمام أزمة سياسية ، ومجتمعية خطيرة مرجعها قلة الخبرة ، وهذا التخطيط بالإقصاء والهيمنة
يقينا .. السياسة للبناء ، والتنافس بين الأحزاب لنهضة الدول ، والصراع من أجل تطبيق مايراه المتصارعين أنه السبيل لتقدم الدوله ، هذا يقينى ، وتلك قناعاتى ، وما لمسته فى كل الدنيا وكافة دول العالم التى تشرفت بزيارتها عضوا فى وفود برلمانيه نائبا بالبرلمان ، وصحفيا متخصصا في الشئون السياسيه والبرلمانيه والأحزاب ، حتى البلاد الأفريقيه ، العمل السياسى يقوم على البذل والعطاء لخدمة الوطن فى إطار من التعاون التام فى تنفيذ الخدمات العامه ، لأنها تحتاج إلى جهد جهيد ، ووقت طويل قد يبدأه البعض من الساسه ويكمله آخرون ، وكذلك المنافسه الشريفه فى خدمة الناس ، هكذا تعلمت فى مدرسة الوفد فى زمن الشموخ على أيدى الزعيم فؤاد باشا سراج الدين وجها لوجه وليس عبر وسيط .
الكارثه ، والخيبه ، والمأساه ، أنه عندنا فى مصر السياسه هى متكأ لدمير المتنافسين ، وتحطيم قدراتهم ، وسحق إرادتهم ، وأصبح الصعود لايكون إلا على أشلاء من تم تدميرهم ، وليس صعودا تنافسيا شريفا إستخدم فيه منهج ورؤيه للنهوض ، وآليات للقضاء على المشكلات ، وكذلك أدركت أنها مكائد ، ودسائس ، بل وتدمير إذا إستلزم الأمر ذلك للحفاظ على أن يتصدر المشهد أحد عناصر الصراع ليتلاشى تماما ماكان يقال عنه فى الماضى منافسه شريفه دون إدراك أن هذا النهج بغيضا ومستهجنا ، لأنه صعودا على الأجساد بعد جعلها أشلاء وحطام بشر وهذا لايرضى الله ولارسوله صلى الله عليه وسلم ، وهو نهج لايتعايش معه من يتجردون من أبسط المشاعر الإنسانيه .
مؤلم ، ومحزن ، ومخزى ، وعار أن أقول أيضا أنه منذ وقت ليس بالبعيد إستخدم البعض من حوارى بعض الأحزاب ومنافقيهم بل ومتصدرى مشهدهم ، السياسه والأحزاب للكيد للمتنافسين والوشايه بهم ، وتدميرهم تدميرا ، ليعتلوا المشهد ويكونوا ملىء السمع والبصر ، ويصعدوا للمشهد منفردين بلا منازع دون إدراك منهم أنه صعود للهاويه بإذن الله ، ولو كنت وغيرى نعرف في السابق ذلك أو ندرك لتركنا لهم الساحه يرتعوا فيه كما يحبون دون أن يأذوا البشر ، ويكيدوا لهم ، ويسعدوا بتشويههم لدى الأجهزه ، والتفنن فى أذيتهم فى أرزاقهم ، وأعمالهم تجردا من أبسط قواعد الإنسانيه .
يتعين أن ينتبه جيدا المخلصين من الساسه ، والعقلاء من أصحاب القامات المجتمعيه الرفيعه ، وكذلك الأجهزه لهذا النهج اللعين ، لأن هذا النهج البغيض الذى يتبناه هؤلاء وحوارييهم أكبر وبال على الوطن حتى ولو تصدروا مشهده الحزبى والسياسى من خلال الحزب المرضى عنه ، لأنهم بذلك يضرون الوطن أبلغ الضرر ، عندما لايصدرون إلا صوره سيئه عن الساسه الكرام ، أصحاب التاريخ النضالى ، لذا يجعلون كل من يحترم نفسه أن يبتعد عن مستنقع السياسه العفن ، الأمر الذى معه يحرم الوطن من خبرات وكفاءات ، وعطاء الساسه أصحاب التجارب ، مما يخلق جيلا فاقدا للرؤيه ، عديم الفهم السياسى .
أتصور أنه من الطبيعى أن يكون نتيجة ذلك وطن بلا ثوابت ، ومبادىء ، وعطاء حقيقى ، وهذا مالايتمناه كل مواطن شريف يبتغى نهضة وطننا الغالى ورفعة مصرنا الحبيبه ، والأجهزه التى تصدر كل يوم أمنا وأمانا للمواطن ، وإصرارا على حماية مقدرات الدوله من العابثين الذين أعتبر هؤلاء منهم بما يفعلونه من سخافات بالوطن . نعـــم .. نحن أمام أزمه حقيقيه مرجعها قلة الخبره ، وهذا التخطيط البغيض من البعض الذى ينطلق من العمل على إبعاد كل من له شأن سياسى ، أو مجتمعى ، أو حتى خيرى عن المشهد من خلال آليات بعيده كل البعد عن الإحترام ، كيف ؟ ولماذا ؟ تابعوا مقالى الثانى غدأ بإذن الله .