رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محـمود الشاذلـي يكتب : السياسة كما أراها "2"

هل نستطيع تغيير الموروث البغيض بأن السياسة نجاسة؟

يقينا .. لم تعد السياسة كما قال الوزير المخضرم كمال الشاذلى  نجاسة وفقط ، بل أصبحت في الآونة الأخيرة رجس من عمل الشيطان لذا بات من الطبيعى أن يتجنبها أصحاب النفوس الطيبه ، الذين تربوا على القيم ، والمبادئ ، والأخلاقيات ، وينشدون المحبه بين الناس ، الأمر الذى يصبح معه من الطبيعى أن يكون أسعد الناس من يبتعد عنها ، ولايشارك فيها ، بل ولايقترب من ممارسيها  حفاظا على نفسه ، حتى لايناله مكيده من أحد ، الأمر الذى معه أصبحت مدينا حقا بالإعتذار للوزير كمال الشاذلى رحمه الله ، لأننى إختلفت معه بشده وبقوه خاصة تحت قبة البرلمان  إعتراضا على ماقال به من أن السياسه نجاسه ، الآن أعترف أنه كان على صواب وكنت أنا على خطأ ، لأننى بعد كل هذه السنين في العمل السياسى والتي وصلت لعامها الأربعين ، إكتشفت أنها ليست نجاسه وفقط بل باتت من الموبقات ، ومن المحرمات ، بل ورجس من عمل الشيطان كما سبق وأن قلت يتعين إجتنابه  لذا بات من الأهميه الإبتعاد عنها وتجنبها ، يبقى للتاريخ يتعين التوضيح أنها كانت كذلك في الماضى لكننا لم ندرك ذلك نظرا للدور العظيم الذى أداه الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق في محاوله لكبح جماح هذا التردى الذى إنفرط الآن وبات على رؤوس الأشهاد ، بل إنه يحسب له أنه تمسك بترسيخ الإحترام بين السياسيين ، وأعضاء الأحزاب ، ورفض كافة أساليب الإنحطاط .

قولا واحدا ووحيدا .. السياسه باتت فى تقديرى أشبه بلعب القمار ، ففى غمضة عين نجد من كان فوق أصبح تحت ، ومن كانت تلاحقه الكاميرات يتحاشاه الإعلاميين ، ومن كان تليفونه لايتوقف من الرن إبتغاء مصلحه ، أو طلبا لدعم  ، أو مسانده ، أوعون يقسم من كان يطارده عبر الهاتف  باغلظ الايمان أنه لم يقصده يوما فى مصلحه ، بل وصل الحال أن يهرب من لقياه بعض من كانوا يتمنون رؤيته ، ويبحثون عن معرفه به تعمق معه الصله ، بل إنه يتباهى أنه لم يلتفيه فى حياته .

لاشك أن هذا المشهد الدراماتيكى الواقعى كشف عن تدنى الواقع السياسى فى دول العالم الثالث ، وطبعا فى القلب منهم مصرنا الحبيبه ، وزيف الساسه جميعا بلا إستثناء لأنهم لم يستطيعوا عبر أجيال متعاقبه إحداث تغيير لهذا الواقع المرير بل على العكس من ذلك تماما إجتهدوا بممارساتهم الخاطئه على ترسيخه ، ولماذا بلا استثناء لأن كل سياسى من الطبيعى أن يكون له علاقة برمز سياسى يقدمه للمجتمع ، ويتبناه ، ويدفع به لصدارة المشهد ، ومع ذلك كل منهم يحلفون بأغلظ الأيمان أنهم ولدوا سياسيين ، بل رضعوا السياسه من ثدى أمهاتهم ، لذا كان من الطبيعى أن يتنصل كل سياسى من صانعيه . 

كل ذلك يرسخ فى الوجدان أن ممارس  السياسه أصبح كلاعب القمار فى لحظه يجد نفسه يحقق كل المكاسب ، وفوق كل البشر ، وفى لحظه يخسر كل شيىء ويصبح تحت في أسفل المحيط ،  وهذا طبيعى بعد أن إقترنت الممارسة السياسيه بالمصالح الشخصيه ، لذا وجدنا السياسى وهو فى الصوره يتولى أبناؤه أرفع المناصب ، ويتصدرون المشهد الوظيفى ، والمجتمعيى ، وعندما يتوارى عن المشهد يتعرضون للإضطهاد ، ولايستطيع هو نفسه حمايتهم ، أو أن يدفع بمن تبقى من أبنائه فى اى موقع رفيع وهنا يكون مكمن الخطر .  يبقى اليقين بوجود تداعيات سيئه للسياسة  كيف ؟ وماهى ؟ تابعوا مقالى الثالث غدا بشأن تلك القضيه الخطيرة .