رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محـمود الشاذلـي يكتب : السياسة كما أراها "3"

متى يتعاظم لدينا فضيلة تقديم الخير والإبتعاد عن نهج المكائد والدسائس ؟

لعل من التداعيات السيئة للسياسة أنها تغير أطوار النفوس ، وتجعل السياسى مضطرا للتحلى بأحط الخصال إذا أراد الإستمرار ، وهذا مؤلم حقا ، ولايؤسس لساسه يحترمون أنفسهم ، ولعل من أخطر تداعيات السياسه أنها تسببت فى إحداث تغيير خطير فى مكونات الشخصيه المصريه ، فالشخص الطيب تخلى عن طيبته جبرا ، وبات سلوكه يتسم بالإجرام تأثرا بما تعرض له من طعنات غادره ، رسخت لديه أن يكون مجرما يعلى يقين الإنتقام ، ويحذف من قاموسه نهج التسامح ، وفضيلة العفو ، وإستقر فى وجدانه أن يكون مجرما ليعيش حياه ٱمنه ،  الأخطر من ذلك كله فقدانه الثقه فى كل شيىء ، وأى شيىء ، بعد أن تحيطه المؤامرات من كل جانب .

تنتابنى حاله من الصدمه الشديده من بعض التصرفات الصغيره التى تعكس قصورا شديدا  فى الفهم ،  وقلة الخبره ، مرجعها هذا التخطيط البغيض من البعض الذى ينطلق من العمل على إبعاد كل من له شأن سياسى ، أو مجتمعى ، أو حتى خيرى عن المشهد من خلال آليات بعيده كل البعد عن الإحترام  ، بهدف أن تكون الساحه خاليه تماما لصالح البعض ، إستحضارا لماضى بغيض ، وموروث مؤلم  دفع  بقامات إلى الإبتعاد عن تلك الأجواء جيلا بعد جيل ، وعدم إنشغالهم بأحوال العباد ، أو مايدور بالمجتمع  حتى أصبح المناخ العام على هذا النحو من السوء . 

هذا الإبعاد الذى ينطلق من تشويه للكفاءات وأصحاب الخبرات الذى يرسخه البعض إنطلاقا من سلطه ليس منطلقها بذل المزيد من الجهد فى العطاء الذى يفوق قدرة البعض ، وتقديم المزيد من الخدمات التى يعجز البعض عن تقديمها ، والعمل على دعم الخير بكل قوه ، ورعاية المرضى من أهالينا الطيبين ، إنما قائم على المكائد ، والدسائس ، والتجاوز ، وتشويه وتسفيه أى عطاء يقدم من غيرهم ، بل وصل الأمر لديهم إلى الوشايه بهم للأجهزه ، وتشويه الصوره بشكل بشع يكشف عن نفوس لاوصف لها بحق .

بحثت كثيرا عن المردود النفسى والمعنوى وحتى الحياتى الذى يمكن له أن يعود على هؤلاء من هذا النهج الذى ينطلق من إلحاق الأذى ، والضرر بالناس ، والذى لايمكن له أن يتحقق لأنه  يتنافى مع العدل الذى هو إسم من أسماء الله تعالى ، وماهى السعاده فى بذل الجهد لفرض حصار معنوى على أى أحد كائنا من كان حتى ولو من خلال بذل الجهد الجهيد  لعدم ذكر أسمائهم فى أى محفل ، ولاحتى فى صفحات التواصل الإجتماعى ،  كارثه حقا أن يعتقدون أن هذا سيعطى لهم قدرا وشأنا وتوقيرا . ولننتبه جيدا قبل أن تأخذنا تلك المهاترات إلى طرق معوجه تؤثر سلبا فى تحقيق الأمل للشباب ، كيف ؟ تابعوا مقالى الرابع في هذا الشأن  المنشور غدا بإذن الله .