متى يتعاظم لدينا فضيلة تقديم الخير والإبتعاد عن نهج المكائد والدسائس ؟
لعل من التداعيات السيئة للسياسة أنها تغير أطوار النفوس ، وتجعل السياسى مضطرا للتحلى بأحط الخصال إذا أراد الإستمرار ، وهذا مؤلم حقا ، ولايؤسس لساسه يحترمون أنفسهم ، ولعل من أخطر تداعيات السياسه أنها تسببت فى إحداث تغيير خطير فى مكونات الشخصيه المصريه ، فالشخص الطيب تخلى عن طيبته جبرا ، وبات سلوكه يتسم بالإجرام تأثرا بما تعرض له من طعنات غادره ، رسخت لديه أن يكون مجرما يعلى يقين الإنتقام ، ويحذف من قاموسه نهج التسامح ، وفضيلة العفو ، وإستقر فى وجدانه أن يكون مجرما ليعيش حياه ٱمنه ، الأخطر من ذلك كله فقدانه الثقه فى كل شيىء ، وأى شيىء ، بعد أن تحيطه المؤامرات من كل جانب .
تنتابنى حاله من الصدمه الشديده من بعض التصرفات الصغيره التى تعكس قصورا شديدا فى الفهم ، وقلة الخبره ، مرجعها هذا التخطيط البغيض من البعض الذى ينطلق من العمل على إبعاد كل من له شأن سياسى ، أو مجتمعى ، أو حتى خيرى عن المشهد من خلال آليات بعيده كل البعد عن الإحترام ، بهدف أن تكون الساحه خاليه تماما لصالح البعض ، إستحضارا لماضى بغيض ، وموروث مؤلم دفع بقامات إلى الإبتعاد عن تلك الأجواء جيلا بعد جيل ، وعدم إنشغالهم بأحوال العباد ، أو مايدور بالمجتمع حتى أصبح المناخ العام على هذا النحو من السوء .
هذا الإبعاد الذى ينطلق من تشويه للكفاءات وأصحاب الخبرات الذى يرسخه البعض إنطلاقا من سلطه ليس منطلقها بذل المزيد من الجهد فى العطاء الذى يفوق قدرة البعض ، وتقديم المزيد من الخدمات التى يعجز البعض عن تقديمها ، والعمل على دعم الخير بكل قوه ، ورعاية المرضى من أهالينا الطيبين ، إنما قائم على المكائد ، والدسائس ، والتجاوز ، وتشويه وتسفيه أى عطاء يقدم من غيرهم ، بل وصل الأمر لديهم إلى الوشايه بهم للأجهزه ، وتشويه الصوره بشكل بشع يكشف عن نفوس لاوصف لها بحق .
بحثت كثيرا عن المردود النفسى والمعنوى وحتى الحياتى الذى يمكن له أن يعود على هؤلاء من هذا النهج الذى ينطلق من إلحاق الأذى ، والضرر بالناس ، والذى لايمكن له أن يتحقق لأنه يتنافى مع العدل الذى هو إسم من أسماء الله تعالى ، وماهى السعاده فى بذل الجهد لفرض حصار معنوى على أى أحد كائنا من كان حتى ولو من خلال بذل الجهد الجهيد لعدم ذكر أسمائهم فى أى محفل ، ولاحتى فى صفحات التواصل الإجتماعى ، كارثه حقا أن يعتقدون أن هذا سيعطى لهم قدرا وشأنا وتوقيرا . ولننتبه جيدا قبل أن تأخذنا تلك المهاترات إلى طرق معوجه تؤثر سلبا فى تحقيق الأمل للشباب ، كيف ؟ تابعوا مقالى الرابع في هذا الشأن المنشور غدا بإذن الله .