إنتبهوا .. إلا الصحة .. لأنها منطلق الاستقرار ، ومحور السعادة ، وآليات التقدم والإبداع
صحة الغربية واقعا تسبب في أن يزلزل كيانى آلام المرضى ، ويزعجنى ماألمسه من توحش للمرض حتى بات ينهش في أجساد المصريين ، في الوقت الذى سيطرت الجهاله فيه على أناس كثر ، وهبط مستوى التعليم هبوطا مخيفا ، ولعل مرجع كل هذا القلق أن الصحه والتعليم هما أساس بناء مجتمع قوى حيث يمثلان ثوابت المجتمع ومنطلقاته للبناء ، وآلياته للنهوض والتقدم ، لذا فإن التمسك بهما كيانات وقاده وحتى منتمين لمنظومتهما فاعلين حقيقيين فى المجتمع بات من الواجبات وليس الفضائل ، الأمر الذى معه دائما يطيب لى التأكيد على قناعاتى بأن الأشخاص في العموم ، ومن ينتمون لكيانهما بصفة خاصة ، لهم كل الإحترام حتى الذين أختلف معهم في الرأي ، لذا فإن تناولهما بالنقد لاعلاقة له بشخوصهم ، إنما بٱدائهم ، وسياساتهم ، وكلاهما من الطبيعى أن يكونا محل خلاف وكما قال الامام الشافعى رأى خطأ يحتمل الصواب ورأى غيرى صواب يحتمل الخطأ ، لذا فالتتسع الصدور للنقد القائم على تصويب الخلل ، وضبط الإيقاع ، ويهدف إلى الوصول لمستوى متقدم فى الأداء يساهم فى نهضة الأمه وتقدم الوطن .
بوضوح .. وضع المنظومه الصحيه بالغربيه بعافيه ، ودون المستوى المأمول ، ولولا أطباء كرام يعطون على المستوى الشخصى بإخلاص ، ومستشفى المنشاوى العتيقه والعريقه ومايبذل فيها من جهد طبى محل تقدير دائما وأبدا ، لكان العوار تراه كل الأعين ، ولولا مستشفيات جامعة طنطا منقذا للمرضى لأصبحت منظومة الصحه بالغربيه في خبر كان ، ندرك ذلك شعبيين وسياسيين وحملة أقلام ، وفى محاوله لرفع المعنويات نحاول تصدير صوره طيبه عنهم أمام الناس ، رغم أن المواطن ذكى حتى أن أحدهم قال لى جاء وزير الصحه الدكتور خالد عبدالغفار عندما كان يحمل حقيبة الصحه والتعليم العالى منذ أكثر من عام وأعطى تعليمات بتشغيل مستشفى الصدر ببسيون لوكيل وزارة الصحه بالغربيه ، وأعقبها لجان رايحه ولجان جايه ، وبروباجندا ، إنتهت بأن دفن وكيل وزارة الصحه المستشفى دون أن يصلى عليها ، وهذا قمة الفشل ، الأمر الذى معه أدركت موطن الخلل وأن وكيل وزارة الصحه بالغربيه الدكتور أسامه بلبل الذى أكن لشخصه كل تقدير وإحترام لايمكن له أن يدير تلك المنظومه منفردا اللهم إلا إذا أقنعنا بأنه " شارلوك هولمز " .
أرى أنه من الطبيعى ألا يستطيع الدكتور أسامه بلبل وكيل وزارة الصحه وبصراحه شديده النهوض بقطاع الصحه والإنطلاق بمنظومته للأمام لتحقيق الرساله الإنسانيه النبيله فى علاج المرضى وهو يتولى إدارتها وحيدا بلا سند ، ومنفردا بلا معاونين ، أو مساعدين ، أو حتى مستشارين خاصة بعد القضاء على كل القيادات بالمديرية إما بالضربه القاضيه ، أو بالرحيل ، أو بالسحق ، أوتجميد أداء الشباب وجعل الجميع يعيشون حاله من التوتر الشديد بسبب الضغوطات النفسيه ، والأداء الذى يتسم أحيانا بالعنتريه . لاأعرف كيف يمكن تحقيق إنجاز طبى وحصار المرض الذى ينهش في أجساد أبناء الغربيه بلا ركائز أساسيه ، خاصة وأن المديريه الآن بلا أعمدتها الثلاثه بعد الاصرار على ترك منصب وكيل المديريه شاغرا بعد خروج الدكتوره نزيهة عزالعرب على المعاش العام الماضى ، وبلا مدير طب علاجى بعد رحيل الدكتور خالد الشلقامى طواعية في ظروف دراماتيكيه على أثر خلاف صامت مع وكيل الوزاره رغم أنه شخصيه شديدة الإحترام شديدة المهنيه ، وبلا مدير طب وقائى بعد رحيل الدكتوره سوسن سالم على أثر خلاف محتدم أيضا ومعلن مع وكيل الوزاره كان له صدى واسع ، وبلا قيادات فاعله حقيقيه بعد إلغاء مسابقة تعيين مدير طب علاجى ، وبعد رحيل المبدعه والنشيطه الطاقه الشبابيه الدكتوره جيهان الذهبى عن كل المديريه مبنى ومعنى إيثارا للسلامه .
كان الله فى عون وكيل الوزارة الدكتور أسامه بلبل الذى أمام ضغوط العمل أعاد للاذهان هذا الموروث البغيض المتمثل في اللمبه الحمراء الشهيره التى كانت توضع أعلى باب مكتب وكلاء الوزاره ، إيذانا بأنه لايريد إزعاج لأنه فى إجتماع أون لاين مره مع الوزير ، ومره مع القاده ، ومره مع ناس مهمين ، ومره إجتماع خاص جدا جدا حتى أصبحت أخشى أن ننسى شكل سيادته خاصة وأننا فلاحين وهو قادم إلينا من صعيد مصر الحبيب إلى قلوبنا ، كما أصبحت أخشى أن يتنامى الفساد ويتوحش ويسبب خللا في عمق المنظومه الصحيه وهو لايدرى رغما عنه ، والذى دائما ما ترصده كل يوم بإقتدار الرقابه الإداريه وتعمل على تصويبه ، والذى آخره من التمريض بمستشفى بلدتى بسيون ، وهى أحيانا يفاجىء بها قدرا ، وأحايين كثيره لايعرف عنها شيئا تأثرا بمنحه صلاحيات مطلقه لكل العاملين تحت ولايته حتى مستوى مديرى تمريض المستشفيات ، وهو معذور لاشك في ذلك لأنه بلا معاونين .
بصراحه .. بات مكتب وكيل الوزاره خاصة سكرتاريته موحش للغايه بعد أن أصبح طاردا لكل زائريه ، لذا إبتعد عنه النواب ، والشخصيات العامه ، والقاده الطبيعيين إيثارا للسلامه ، حيث أغلق مكتبه عليه بعضا من الوقت ، وأحيانا كله لكثرة مشاغله ، حتى أن البعض في سكرتاريته دائما يهمس فى الأذن عفوا فى إجتماع هام أون لاين ، أو يقرأ جزء من القرٱن لعل الله تعالى يفتح عليه فتوح العارفين ، وطبعا لا أحد ينكر عليه ذلك ، لاالإجتماعات الأون لاين ، ولا قراءته للقرٱن الكريم ، لكن يتعين عليه أن ينتبه إلى أن أسلوب ونهج وطريقة تعاطيه مع المشكلات التي يعرضها عليه ذوى الحيثيه المجتمعيه من نواب ، وشخصيات عامه ، وصحفيين ، ومنتمين لأحزاب ، والقائمه على عدم الإستجابه وإضفاء ظلال من عدم الموضوعيه عليها في المطلق مبررا لعدم التعاطى معها ، في محاوله منه لإثبات الذات ، أمر لايليق على الإطلاق ولايؤسس لتعاون حقيقى ، بل ودون إدراك أن سيادته وكل هؤلاء الكرام ، والسيد المحافظ ، والسيد وزير الصحه ، والسيد رئيس الحكومه ، خداما لهذا الشعب العظيم ، وماتردد كل هؤلاء على مكتبه إلا لتقديم خدمه لأهالينا هي واجب مستحق عليهم وعليه لايمن بها سيادته على أحد ، الأمر الذى كنت أتمنى معه أن تكون مديرية الصحه بالغربيه مكانا يبزغ منه شعاعا من المحبه ، ويسوده حاله من الطمأنينه والإستقرار ، التي كان الجميع يشعر بها في عهود سابقه لوكلاء وزاره سابقين في القلب منهم الخلوق المحترم إبن بلدتى بسيون الدكتور عبدالقادر كيلانى ، وبعده شيخ العرب النبيل الخلوق المحترم الدكتور عبدالناصر حميده إبن الأصول الذين أحيلا للمعاش .
يبقى أن أهمس في أذن السيد وكيل الوزاره بأن رصيده المجتمعى والإنسانى قبل الوظيفى يتزايد بالعطاء الحقيقى ، ويتعمق بالعمل على تقديم أفضل خدمه صحيه للمواطنين ، ولايمكن على الإطلاق أن يتعاظم بإطلاق العنان لمن هم دونه يعذب بعضهم بعضا ، ويكيد بعضهم لبعض ، كما يحدث بتمريض مستشفى بلدتى بسيون ، وغض الطرف عما يحدث لهم من قادتهم ، وأبدا لايمكن أن يكون هذا أسلوب ناجح في الإداره ، لأن الإداره التي عمق مفاهيمها عمليا الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه هي إدراك ، وإحساس ، وخبره ، وعطاء حقيقى ، وليعى أن التأكيد على العطاء وتحقيق إنجاز والحفاظ على الكرسى لايمكن أن يكون منطلقه الترفع عن مقابلة المواطنين قبل أصحاب الشأن رغم أن تلك المقابلات ليست تفضلا من شخصه الكريم الذى له كل تقدير وإحترام ، بل واجبا على شخصه تجاه أبناء الغربيه الذين من المفترض أنه يشملهم بالرعايه والعنايه إنطلاقا من نهج وسياسة الرئيس والحكومه وكل المسئولين ، اللهم إلا إذا كان لسيادته رؤيه أخرى في هذا النهج الذى طالما أكدت عليه الحكومه إنطلاقا من توجيهات القياده السياسيه ، وأهمس في اذن أولى الأمر إلا الصحه لأنها لاتحتمل هذا النهج على الإطلاق .
الرأي العام