لماذا أشفقت على الحكومة والأجهزة وهل لذلك علاقة بسلوك الناس ؟
إنطلاقا من الكتابة بضمير المواطن ، والإنطلاق في التناول من واقعنا المعاصر ، والتعايش مع هموم الناس بنبض القلب بحثا عن مخرج لما نحن فيه من تردى ، بات من الواجب إقرار الحقيقه اليقينيه التي مؤداها أن هذا الوطن الغالى يحتاج لجهد الجميع بعد أن بات المجتمع المصرى على المحك ، نظرا لتنامى الإجرام ، وتعاظم شأن سيىء الخلق ، وتصدر السفهاء المشهد المجتمعى بصورة بشعه ، وٱليات مؤلمه نظرا ، لأن كثر منهم من الحاصلين على شهادات دراسيه جامعيه ، ويعمل بعضهم فى وظائف دائما كان يشغلها فى السابق الصفوه ، والمثقفين ، والمحترمين ، هذا النمط من البشر غاص فى أعماق البلاد من أقصاها لأدناها ، حتى بلدتى بسيون ، وبات هذا النموذج من البشر يمثلون نقطة ضعف مجتمعى خطيره ، الأمر الذى معه كثيرا ماأشفق على الحكومه قبل المواطنين من تدنى أسلوب هؤلاء ، لأنه لايمكن لهم أن يساهموا فى البناء ، والتنميه ، والنهوض بالوطن الغالى ، كما أشفق على الأجهزة الأمنيه من هؤلاء السفهاء ، الذين يشغلونهم عن أقدس مهمه فى الوجود وهى حماية الوطن ، وترسيخ الأمن والأمان واقعا فى يقين أبناء الشعب ، حيث يعملون على تشويه الشرفاء لدى تلك الأجهزه ، دون إدراك أن القائمين على أمن الوطن شرفاء ، نبلاء ، أصحاب رساله وطنيه حقيقيه ، وأبدا ليس بينهم من هو مثل هؤلاء المجرمين . أو من يتم خداعه بالأباطيل كما يحاولون هم خداع الأجهزه والإدعاء على الشرفاء .
أحدثت سلسلة مقالاتى فى هذا السياق والذى جاء منطلقها تشخيص تلك المصيبه ، والبحث عن حل ، لذا كشفت فيها عن موطن الخلل الجسيم الذى طال المجتمع ، إنطلاقا من بلدتى بسيون ، تعاطيا مع ماطرحته كان ردود الفعل اكبيره ، وغير مسبوقه لدى كل أنماط تركيبة المجتمع من المثقفين ومن ليس لهم علاقه بالثقافه ، وكانت علاقتهم بالمقالات من خلال ماسمعوه من أبنائهم الشباب ، إلى الدرجه التي طالبنى معها أحباب كثر أن أطيل تناول هموم المواطن بلا ملل ، وأغوص في أعماق واقعنا الأليم بعمق لعل وعسى نستطيع إنتشال المجتمع من الجهاله التى غاص فى أعماقها ، لذا شمل التناول كافة النواحى المجتمعيه التي تتعلق بشئونها .
إنطلاقا من ذلك ومحاولة لنقد الذات عبر طرح يتسم بالشفافيه ، والمصداقية أجد من المناسب أن يكون التناول إنطلاقا من التاريخ العظيم لبلدتى بسيون ، الذى يرجع لعصر الفراعنه ، وحتى يومنا هذا ، كجزء مصغر من النمط المجتمعى لهذا الوطن . أصدقكم القول ذات يوم تمنيت أن يصطف كل أبناء بلدتى بسيون ساسه ، ومسئولين ، ونواب ، ورجال أعمال ، وصحفيين ، وشباب صفا واحدا المقيمين بها وهؤلاء المقيمين خارجها للنهوض بها ، ووضعها فى المكانه التى تليق بتاريخها العظيم ، وتتناغم مع الشأن الكبير الذى يتمتع به كثر من أبنائها بداية من تقديم الخير للناس ، ورفع مستوى معيشة أبنائها ، وتوفير فرص عمل لشبابها ، نهاية بإقامة مشروعات كبرى كالسكه الحديد ، وكوبرى يربطها بالبحيره ، ومصنع كبير يستوعب العاطلين بها ، لكننى لم أدرك أن الأمانى غالبا ماتكون مستحيله فى هذا الزمان لتنامى الأحقاد ، والكراهيات ، وعشق الأنا ، وعبادة الذات ، وإفتقاد الإرادة الحقيقيه لترسيخ المحبه ، وتعظيم العطاء ، وتقديم الخير للناس ، وهذا الموروث البغيض القائم على تشويه أي شيىء جميل وكل شيىء نافع .
من أجل ذلك شاء قدرى أن أتحمل منفردا ملف تعيين الخريجين حتى قبل أن أتشرف بعضوية البرلمان ، وذلك إنطلاقا من موقعى الصحفى ، وتخصصى كمحرر متخصص في شئون وزارة البترول ، فحققت فيه مالم يحققه وسيحققه مسئول أو نائب فى تاريخ دائرة بسيون التى أتشرف بالإنتماء إليها ، تعاظم ذلك عندما تشرفت بعضوية البرلمان ، حيث إقترب عدد الذين وفقنى الله تعالى بتعيينهم من الأربعة آلاف خريج جميعهم تم تعيينهم في البترول ، وألفين في قطاعات الكهرباء ، والبيئه ، والإتصالات ، ووزارات العدل ، والرى ، والإداره المحليه ، جميعهم الآن يعيشون وأسرهم حياة كريمه ، ويذكرون بفضل الله بكل خير ماقدمته لهم ، متجاوزا سخافات الإشاعات التى حاول بها منعدمى الضمير من المنافسين إثنائى عن تقديم هذا الخير الذى يعجزون عن تقديمه ، ولإدراكى لمأساة أننا بلده تمكن منها الأحقاد والكراهيات شأن كل المجتمع ، تحقق لهم ماأرادوا وتركت البرلمان بل وزهدت فيه وفى الممارسه السياسيه برمتها بعد هذا التدنى الذى لحق بها ، وجاء بعدى نواب كثر جميعهم أخوه أفاضل كرام ، لكن لم يستطع أحدا منهم تعيين حتى عامل فى مدرسه ، وإنصافا ليس تقصيرا منهم لكن لتغير الزمان ، وإختلاف الظروف .
حلمت ببسيون العظيمه ، كيانا وأشخاص ، وكنت أشدو بذلك تحت قبة البرلمان ، وسجلتها مضابطه على لسانى أكثر من مره ، ولم أنتبه أن الحلم فى هذا الزمان ، مع ساسه ومنافسين يعشقون الصراعات ، ويبتهجون بالسخافات ، التى خلفت بشرا بتلك القناعات ، وأشخاص بهذه الأخلاق ، وأفراد بتلك العقليات فى الفهم والسلوك ، وذاك العبث المتجذر فى العقول بهذه الصوره حتى فى القناعات من المستحيل تحقيقه ، طالما كنا على هذا النحو من السوء سلوكا وطبعا ، حتى أننى لأول مره فى حياتى أتمنى أن لو كنت مواطن بسيط لاعلاقة له بالسياسة ، ولابالبرلمان ، ولاحتى بالصحافة ، لأن ذلك سيعنى ببساطه أننى سأعيش الحياه فى هدوء بلاضجيج ، وأرحل عن هذه الحياة فى هدوء أيضا بلا معاناو.