الوطن هو الكيان ، هو الأمان ، هو الملاذ والإستقرار ، فيه ولدنا ، وعلى أرضه تربينا ، ويوارى ترابه أجسادنا ، لذا لامزايده عليه ، ولاإقتراب من مقدراته ، ومن يفعل ذلك يكون منزوع الوطنيه ، فاقد الأهليه ، لاقيمة لوجوده بالحياه . تلك ثوابتى التى إستقرت فى وجدانى ، وإحتوى مضامينها كيانى ، وإستدعاها الواجب الوطنى تأثرا بما يحدث في المجتمع إنطلاقا من مفاهيم مغلوطة ونفوس خربه .
.
فالنحافظ عليه بكل مانملك ، لأننا المكون الحقيقى للمجتمع ، نحن أبناء الطبقه المتوسطه التى باتت معدمه ، نحن القابعين في أعماق ريفه ، وليس لنا وطنا غيره ، فلسنا من أصحاب الملايين الذين يمكن لهم عند مغادرته أن يعيشوا فى أوروبا ، إنما إذا أردنا الفرار منه ، أو مغادرته هروبا من عبث العابثين ، فليس أمامنا إلا البحر ، نلقى فيه أجسادنا لننال أجلنا المحتوم ، تلك حقيقه يقينيه وليس طرحا على سبيل المجاز ، لأنه أى البلدان المجاوره تصلح لنغادر إليها وطنا بديلا ، السودان التى دمرت عن ٱخرها على أيدى أبنائها الذين عبث بهم العابثون فجعلوا منهم أداه لتدمير وطنهم ، وليبيا التى سحقتها الميليشيات ، ودمرتها الصراعات ، والأهواء ، والتناطحات ، وغزه رمز العزه التى يريد الصهاينه الملاعين أن يجعلوها مقبره لأهلها العظماء .
فالننتبه جيدا .. وطننا غالى وعظيم ، لذا أتمنى أن يعى عقلاء هذا الوطن وهم كثر بفضل الله تعالى تلك الرساله ، وليدركوا أنها فضفضة محب لهذا الوطن ، عاشقا لترابه ، يتمنى له أن يكون فى عليين ، مكانا ، ومكانه ، وشأنا ، أطلقها كونى إنسان بدرجة خادم للناس ليس إنطلاقا من مسئوليات نيابيه سبق وأن تشرفت بتحملها قبل أن أزهد فيها بعد أن طالها الهزل ولم يعد منطلقها الإراده الشعبيه الحقيقيه ، إنما حسبة لله تعالى وإبتغاء مرضاته ونيل رضاه سبحانه أجرا نبتغيه ، ماأعظمه من أجر ، وكسياسيى ينتمى للمعارضة الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، وإعلاءا للإراده الوطنيه ، ورفضا للعبث الذى يدفع فى طريق تسفيه كل شيىء وأى شيىء ، والبحث عن سقطة للحكومه ، لذا أصبحت علاقتى بالسياسه علاقة المتفرج الحزين تأثرا بمشهد عبثى بإمتياز ، بعد أن زاد الخبل ، وتقزم فكر الساسه قبل أن يتجمد الأداء ، وكذلك توقفت عن الممارسة الحزبيه ذاتها بعد أن فقد كثر فيها الحاضنه الشعبيه وبات يحدد معالمها السلطه .
خلاصة القول ياأبناء الوطن نعـم جميعا نعانى فى هذه الحياه ، لكننا لايجب أن نسمح لأى أحد أن يستغل تلك المعاناه لإستخدامنا فيما يضر بالوطن .. إنتبهوا لهذا المخطط الإجرامى الذى يستهدف هذا الوطن الغالى .. ياكل البشر إلا الوطن ، لأن النيل منه خطيئه ولو بالسوء من القول ، وتحقيره خيانه ولو بإطلاق الشائعات .. تلك قناعاتى وماترسخ فى يقينى وضميرى ، من يعتبر ذلك نفاقا فما أعظمه من نفاق ، ومن يراه تطبيلا فماأروع أن يطبل الإنسان لتستقيم الأمور بين أبناء الوطن . يبقى السؤال هل معنى ذلك الصمت أمام مايحدث من هزل وما نتعايشه من تدنى ، بالقطع لا ، شريطة أن تكون المعالجه ممزوجه برؤيه وطنيه وليس عبر التهييج والتسفيه ، وليبقى الأمل قائما فى قدرتنا على أن نلملم شتات أنفسنا ، ونضبط إيقاع هذا الهزل الحادث بالمجتمع ، ونعيد الثقه إلى نفوسنا ، وننتبه لمن يدفعون بالوطن الغالى دفعا فى طريق فرض التقزيم عليه ، ونعته بالسخافات بحسن أو بسوء نيه .. نعـــــم نستطيع ؟ من خلال طرح مواطن الخلل بصدق وصراحه ووضوح وشفافيه ، وكشف العوار الذى أراد البعض فرضه حقائق يقينيه . كيف ؟ .. تابعونى .