فلنفتح صفحة جديدة فى الحياة نكون فيها على موعد مع صديق ونأنس بصحبة حبيب
اليوم الجمعه يوم عيد للمسلمين ، وبركه وسكينه وراحه لكل الناس أجمعين ، أتمنى أن نتجاوز فيه أحزاننا ، ونقفز على ٱلامنا ، ونستحضر السعاده فى أعماقنا ، ونتعايش مع الفرحه فى كل مجريات حياتنا ، ونغوص فى أعماق الحقيقه ، وننتبه إلى أن الحياه بلا أحباب حياه بلاقيمه ولامعنى ، ولابهجه .
اليوم الجمعه تعالوا نجدد الإيمان ، لأنه يزداد بالطاعات ، وينقص بالمعاصى .. تعالوا نفتح صفحه جديده فى الحياه ونجرى إتصالا هاتفيا برفيق عمر فرضت عليه الظروف أن يعيش بعيدا ، ونلتقى على موعد بصديق عزيز ، ونأنس بصحبة حبيب ، نتهامس معا الحديث ، تفضفض بما فى القلب لعلنا ندرك النصيحه عند كلانا ، ونبحث امورنا ، ونناقش أحوالنا ، لعل ذلك يعيد لنا التوازن فى الحياه .
يتعين علينا فى يوم الجمعه المبارك أن ننتبه إلى هؤلاء الكرام الذين يعيشون فى تيه ، حيث قهرتهم هموم الحياه ، وشغلتهم لقمة العيش ، والبحث عن حياه كريمه ، ونبحث كيفية التصدى لما وقع عليهم من ظلم ، تجاوز حدود قهر الإنسان لأخيه الإنسان ، ولعل ماندركه من معاناة أسيادنا من المرضى يرقق القلوب ، ويجبر الخاطر . ونتصدى لكل من تجرد من الإنسانيه ، ولنتعايش مع الإحترام ، إنطلاقا من إنصاف مظلوم .
لحظات نخلد فيها مع أنفسنا عقب صلاة الجمعه تكفى لندرك أن الجميع باتوا يتألمون تأثرا بأحوال المرضى الذين يعيشون فى رحابهم ، ويقهرهم معاناتهم ، مستشفيات حكوميه يعمل من فيها من الأطباء والبعض من التمريض بجد وإجتهاد فى حدود الإمكانات المتاحه ، ولولا هذا الإنحدار فى تعامل التمريض مع المرضى وأهاليهم لكانت الإشاده بمنظومة الصحه واجبه ومستحقه . مستشفيات خاصة هى وبحق فوق طاقة كل الناس ، بعد أن أصبح الجميع ينتمون إلى الطبقه المعدمه ، ومستشفيات جامعة طنطا تلك الصروح الطبيه العظيمه التى تخفف آلام المرضى ، ومعهم مستشفى المنشاوى العام .
أتمنى ونحن نعيش يوم الجمعه فى ظلال هذا الجو الإيمانى العظيم ، أن نجرب ولو لمره واحده أن نكون فى موضع أهل مريض يطرقون أبواب المستشفيات لإنقاذ مريضهم ، وأهل من غادر الحياه وترك صغارا ، وأهل من هم فى محنه يبحثون عن طوق نجاه ومخرج لما هم فيه ، ونبحث ماذا نتمنى أن يقدم لنا أو نحصل عليه من مساعده لو أننا مكانهم ، ونقدمها لأهل مريض ، أو أسرة مكلوم ، ومن هم فى محنه ، ولو نصيحه غاليه ، أو كلمة طيبه .
خلاصة القول .. نحن فى حاجه لإعادة هيكله لحياتنا ، وهذا لن يتأتى بالعزله ، والإبتعاد عن البشر ، والتفكير فيما يؤلم النفس ، إنما بالتعايش مع الأحباب حتى الإنصهار ، واليقين أنهم نبض القلب والأنفاس التى تخرج من الصدور تأكيدا على مواصلة الحياه .