يا كل الأحباب هلموا تقاربوا تراحموا و إفرضوا واقعكم المحترم على كل مجريات الحياة
اليوم الجمعة لنا فيه نفحات ممزوجة برحمات ، ويتعاظم فيه العطاء ، بل إنه دائما ماننفض عن كاهلنا فيه غبار الأيام ، ونستريح من عناء الطريق ، وننعزل عن كل البشر فى محاوله للغوص فى أعماق الوجدان حيث السكينه ، والراحه ، والسعاده فى كنف الأحباب ، أو تناغما مع الصمت الذى يتبعه تفكير فى الأكارم الفضلاء وأحوالهم ، وأمورهم ، والإنشغال بحياتهم ، وإحداث مراجعه لما نمر به فى حياتنا من مواقف ومعارك ومشاحنات يوميه فرضها واقع الحال .
ياكل الأحباب هلموا ، تقاربوا ، توادوا ، تراحموا ، إفرضوا واقعكم المحترم على كل مجريات الحياه ، إستحضروا السعاده رغما عن قهر الأيام ، تعايشوا مع الحب حقيقه وواقعا وليس فى الخيال ، تعالوا ننعم بحياه كريمه هى حق انعم به الله تعالى على بنى البشر لكنهم لايعلمون .
لعلها فرصه في يوم الجمعه نجعل هذا الحب سبيلا للتعايش الحقيقى بين الجميع فى المجتمع ، خاصة بعد أن طغت الكراهيات ، وتعمق سوء الظن فى النفوس ، وبات الأصل فى الأشياء أن الإنسان متهما إلى أن يثبت العكس . ولنجعل الإحساس بحميمية الأسره ، وعمق الصحبه ، وعظمة الألفه ، ويقين الوجدان منطلقا فى الحياه .
وددت لو أننى أمتلك القدره على الإنفصال عن الواقع الأليم الذى فرضته الظروف المعيشيه الصعبه على كل البشر ، وأن أنصهر فى كيان الأحباب الملجأ والملاذ من كل البشر لكنها الحياه الذى كتب علينا فيها الشقاء ، وإفتقاد الإراده الحقيقيه التى ترسيخ المحبه ، وتعمل على الإنصهار فى الوجدان ، وكذلك القدره على إتخاذ القرار ، بل والتصدى للكثير من الأمور التى تأباها النفس ولايقرها العقل الراشد ، والتى تدفع دائما إلى تنامى الصراعات .
فاليكن التسامح نهجا نجعله واقعا فى حياتنا ، إنطلاقا من إحترام خيارات الناس ورغباتهم ، والحرص على ألا نسلبهم سعادتهم ، بل لتكن أنفسنا مصدرا لإسعادهم ، فإن من نعم الله تعالى على من يحبهم أن يكونوا مصدر سعاده ، وإحتضان للفقراء ، والمهمشين ، والضعفاء ، وذوى الحاجه ، ولنكن خداما لأهالينا من المرضى ، ومصدرا لبهجتهم ، ونتاجر مع الله تعالى رب العالمين .