مأساة غزة كشفت عن إنهيار المنظومة الإنسانية والأخلاقية للمجتمع الدولى
إنهزام وجودى وتدنى أخلاقى للبعض من العرب إنطلاقا من غزة
القلب يدميه مايحدث لإخواننا في غزه ، ونحن مسلوبى الإراده لاحراك ، لانملك إلا الدعوات ، رغم وقاحة الغرب في القلب منهم أمريكا ودعمهم للصهاينه المجرمين ، نبهنا إجرام الصهاينه بغزه أننا في غفله ، تعايشا وواقعا وسلوكا ، غفله سيطرت سلبا على مجريات حياتنا ، فأصبح من الطبيعى أن نستمع لوقاحة أمريكا ولانملك إلا الإمتعاض ، ونرى بعض أبناء جلدتنا يتراقصون مع اليهود بلا نخوه أو وازع من ضمير، وهذا الإنهزام النفسى الذى ترسخ لدى الحكام العرب حتى بات حقيقه في الوجدان ، وتبقى مصر قلب العروبه النابض حيث إنتفض كل من فيها من إنسان وحتى الحجر والشجر رفضا لإجرام إسرائيل ، وتمسكا بوحدة الأمه العربيه ، ورفضا لتصفية القضيه الفلسطينيه .
كشفت مأساة أهلنا فى غزه عن إنهيار منظومة المجتمع الدولى ، وبات يتحكم فينا إجرام قادته ، ليست تلك الرؤيه على سبيل المجاز بل إنه واقع حقيقى وليس أدل على ذلك من تصريحات بايدن التي أعلنها في خطاب إلى الأمة التى تخصه مساء الخميس الماضى بعد حوالي 20 ساعة من عودته من رحلة سريعة لإسرائيل لإبداء التضامن الأميركي معها أنّه سيطلب من الكونغرس الجمعة تمويلاً "عاجلاً" لمساعدة إسرائيل وأوكرانيا "شريكتينا الأساسيتين". كما أعلنت فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة على لسان قادتهم عن دعمهم لإسرائيل ، حيث أكد رئيس الجمهورية الفرنسية السيد إيمانويل ماكرون ، والمستشار الاتحادي للجمهورية الاتحادية الألمانية أولاف شولز ، ورئيسة مجلس وزراء إيطاليا ، جيورجيا ميلوني ، ورئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك ، دعمهم الحازم والموحد لإسرائيل .
الغرب يعلن بكل وقاحه دعمهم لإجرام إسرائيل والدول العربيه رؤساء وحكومات ومعهم حوارييهم التابعين لنظام حكمهم في غيبوبه حيال هذا الإجرام البشع ، والمجازر التي إرتكبتها إسرائيل ، ولولا إنتفاضة الشعوب لسقطت ورقة التوت وإنكشفت عوراتهم ، فإلى متى يتملكنا هذا الإنهزام ، ونتعايش مع التبعيه الذليله ، التي يأباها أصحاب النفوس الأبيه .
يقينا .. نحن نعيش واقعا عربيا إتسم بالتدنى ، ونتعايش مع حاله نفسيه باتت مأساويه تأثرا بتلك المتناقضات التي خيمت على المجتمع الدولى ، والذى معه إنهارت منظومة العداله التي يتشدقون بها ، وحقوق الإنسان الذى صدعوا أدمغتنا به ، وهذا التخاذل الذى ظهر عليه كل العرب . يبقى علينا أن نتعايش بصدق مع ماقرره فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في مؤتمر نصرة القدس عام 2018 ، من أنه وإذا كان قد كُتِب علينا في عصرنا هذا أن يعيش بيننا عدو دخيل لا يفهَـم إلَّا لُغـةَ القُـوَّة ، فليس لنـا أي عُذر أمام الله وأمام التاريخ في أن نبقى حوله ضعفاء مستكينين مُتخاذلين ، وفي أيدينا – لو شئنا - كل عوامل القوة ومصادرها الماديَّة والبشَريَّة .