رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محمود الشاذلي يكتب عن: الرائع أحمد الجمال

 إبن بسـيون التاريخ المشرف الذى رسخ لأهمية التمسك بالمبادىء 


كثيرا ما اشتقت لحواره ، وسماع صوته ، ومعرفة نضاله وأبناء جيله ، لأنه المثقف الواعى والدارس الفاهم ، لذا كان من الطبيعى أن يتم ترشيحه قبل ذلك لشغل حقيبة وزارة الثقافه ، تقديرا لثقافته وعمق رؤيته ، لكنه أراد أن يكون حرا طليقا يغوص فى أعماق الحقيقه حول العالم بعيدا عن قيود الوظيفه ، وخنوع شاغليها ، لذا طاف بلدان كثيره حتى بالسياره والقطار مستمتعا ، أكرمنى بالإنصاف عندما أشار لتلك الحمله الصحفيه التى فجرت فيها قبل ثلاثين عاما مضت بجريدة الوفد ينابيع تلوث البحيرات محذرا ومنبها وذلك بتكليف من إبن بسيون القيمه الكبيره الكاتب الصحفى الكبير والمؤرخ العظيم جمال بدوى رحمه الله  ، الأمر الذى أسعد صديقنا المشترك أحد نبلاء بلدتى بسيون الدكتور محمد الحلفاوى مدير الإداره الصحيه ببسيون ، إبن قرية جناج وأحد مثقفيها .

كان من الطبيعى أن أطرح تفاصيل تلك الحمله الصحفيه إنطلاقا من إنصاف أحد أبناء جيل العمالقه بالصحافه المصريه ، الذى تشرفت بعد نشر مقالى تعقيبا على إنصافه بتلقى إتصالا هاتفيا منه ، تتعاظم السعاده لأن هذا الإتصال من أحد القامات الصحفيه الرائعه التى ساهمت فى ترسيخ مبادىء وقيم صحفيه يتناقلها أجيال الصحفيين جيلا بعد جيل ، صحفى بحجم مؤسسه ، صاحب مبدأ ، لايقبل بالتنازلات عبر مسيرة حياته ، حتى أنه ذات يوم كان بين خيارين أن يكون قياده حزبيه بدرجة نائب رئيس وزراء أو نزيل سجن متهم ينام على البرش فى زنزانه بها بركه عفنه من الماء ، وكان الخيار الذى أعلى فيه المبادىء على المناصب فظل مرفوع الرأس حتى وإن طال سجنه إحتياطيا لبعد عام ، لكنه أتى اليوم الذى يجلس فيه رأسا برأس مع سجانه دليل رضاء من رب العالمين سبحانه . 

لى أن أفخر أن من أعنيه بما سبق من كلمات القيمه الصحفيه الكبيره إبن بلدتى بسيون حيث قرية جناج أستاذنا الكاتب الصحفى الكبير أحمد الجمال ، تحدثنا فى أمور عده ، أكرمنى خلالها بما يعرفه عن عائلتى من عطاء مرورا برموزها ، أدركت فى حواره محطات إيمانيه يتعين أن ينتبه إليها أصحاب المبادىء ، لعل أبرزها رحيل كل سجانيه لكنه بقى  شامخا مرفوع الرأس أفخر به كأحد أفراد كتيبة صاحبة الجلاله الذين لى الشرف أن أصطف فى خندقه المعارض لحزب السلطه حيث هو الناصرى الثائر وأنا الوفدى حتى النخاع تلميذا لعظماء الباشا سراج الدين ، وأساتذتى الأجلاء شردى ، وبدوى ، والطرابيلى ، وعبدالخالق رحمهم الله ، أفخر به كإبن من أبناء بسيون العظيمه ، ويفخر به أبناؤه وأحفاده ، ويفخر به من لم يعاصره من شباب بلدتى الذين أحكى لهم اليوم عن شخصه الكريم .

أعاد هذا الإتصال من القيمه الكبيره الأستاذ أحمد الجمال الثقه لنفسى أن المبادىء لاتموت ، والمواقف شاهده على عظمة أصحابها ، وأن التنازلات الوطنيه تهدر من قيمة الأشخاص ، والثبات على المبدأ يعلى من قيمة الرجال ، وإدراك أهمية الثبات إنطلاقا من موقفه المشرف فى السابق ، ولنا أن نتدبر ، لو كان أستاذنا أحمد الجمال قدم تنازلات هل أستطيع اليوم أن أكتب ماأكتبه الآن بالقطع من المستحيل لأن القلم لن يطاوعنى . 

يتعين على أجيال الشباب من الصحفيين ، أن يسعوا للجلوس بين أيدى القامات الشامخه فى بلاط صاحبة الجلاله فى القلب منهم أستاذنا أحمد الجمال ليؤسسوا لأنفسهم شخصيه تنطلق من إحترام للمبادىء ، وإحترام للثوابت ، وإحترام للإراده الوطنيه ، وهذا لاشك يكون له مردود إيجابى على الوطن ، ويعلى من قيمة الأجيال الصحفيه ، ويؤسس لقامات صحفيه قادمه تنطلق من الإحترام سلوكا ووجودا .

الكاتب الكبير أحمد الجمال

 

صور الخبر