رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

محمود الشاذلي يكتب : كلام فى الحب

طوال الأسبوع أغوص في أعماق واقعنا ، ومايتعايشه الناس ، وجميعها يدعو للحسره ، ويجعلنا نتألم كثيرا وطويلا ، والتي آخرها تلك المهازل التي تشهدها بلدتى بسيون ، والتي تفرض علينا أن نفتح ملفات زكمت الأنوف رائحتها العفنه والتي تنبعث من مقلب الزباله بمشال ، وتلك التصرفات الصغيره من مسئولين في دولاب المحليات يشاركهم فيها متناغمين معهم في المصالح ، الأمر الذى بات من الطبيعى أن أمنح نفسى هدنه نهاية الأسبوع أخاطب فيها وجدانى وأستحضر دقات القلب الذى بات يئن من الوجع وذلك قبل الدخول مره أخرى في بداية الأسبوع في التصدي للخلل ، ودك حصون الفساد .

لم أجد غير الغوص فى أعماق الحب منطلقا فى التواصل معكم ، لأنه فى تقديرى لكى نستحضر السعاده عبر الحب لابد وأن نعى جيدا عمق الحب وملابسات التواصل بين المحبين . الحب مفتاح السعاده ، ونهج الذين ينشدون الراحه ، ويتعايشون مع السكينه ،  بهم ومعهم نبحث عن شعاع الضوء الذى ينير لنا الطريق ، ونستشعر الأمل أن الدنيا بخير ، هم يسعدوننا ونحن نبادلهم السعاده بسعاده أشد ، لذا فإنه من الطبيعى أن نسعد بتواجدهم ، وتؤثر فينا نبرة أصواتهم  .

دائما مايقابل الحب الصادق الذى غاص فى أعماق الوجدان ، حبا آخر من نسج الخيال لذا يتحطم على عتبات الواقع عند أول محك ، من هنا يبقى من الطبيعى أن ينتهى لأنه ليس حبا حقيقيا ولا يقينيا ، وماهو إلا شعور مؤقت قد يتلاشى ويتبدل ولعل أبسط دليل على ذلك ، تلاشى الحب بعد زمنٍ معين كإنتهاء زواج المحبين بالطلاق مثلاً ، أو إنعدام الحب بينهما بعد فترة من الزواج والتلاقي ، والتواد والتآلف ، ذلك يُظهر بوضوح أن قرارهما بصناعة الحب إنتهى ، أو أنهما إتخذا قراراً جديداً بإنهاء حالة الحب تلك ، فلم يكن الحب قدراً لحظياً لهما أو تسييراً زمنياً متغيِّراً ، بل إن قرار الحب  لم يتحصَّل على الديمومة والأبديَّة لإقترانه بالإختيار ، وسهولة التغيُّر والتبدُّل .

قولا واحد فى مثل هذا الوضع يتغير الحب بتغيُّر ظروف المحبَّين بعد الانتقال إلى الحياة الواقعيَّة التي تنسلخ منها المثاليات ، وتغزوها المظاهر الإعتياديَّة ليطَّلع كلا الحبيبين على حياة بعضهما النَّمطيَّة دون تزيينٍ ، وترتيبٍ عالِ المستوى والأداء ، فيُظهر كل فرد منهما مساوئه وأخطاءه بطبيعتها دونما حرصٍ على المثاليه والإفراط في تحسين الصورة الخارجيَّة التي لا تظهر عادةً داخل المنزل ، فتتكشف الصفات المخفية التي لم يكن يراها كل حبيبٍ في حبيبه ، فيحل عند بعض المحبِّين قرار جديد ينهى حالة الحب المزعومة التي إتخذها سابقا بقرار حب ظن أنه أبدي . أو يجد الطرفين أنه تتوافر لديهما الإراده الحقيقيه لتجاوز تلك الصفات السلبيه التى أفرزها الإنصهار ، وتحسينها وضبطها ، والبناء عليها محبه حقيقيه صادقه وفاعله ، هنا نستطيع الحكم بعمق الحب ومدى قوته بين المحبين .