نعــم .. الشعب المصرى قادر على المشاركة الفعالة في أي إنتخابات عندما يستشعر الخطر
ياأيها العقلاء .. الحياة السياسية والممارسة الحزبية ليست تشويه وتدمير إنما منافسة شريفة وبناءة
انتهت الإنتخابات الرئاسية، وأعلن رسميا السيسى رئيسا لمصر لفترة ولاية جديدة ، وأثبت الشعب المصرى أنه قادر على المشاركة الفعالة في أي عملية إنتخابية رغم كافة الصعاب وذلك عندما يستشعر الخطر ، لأنه ليس هناك أصعب من أن يفقد الإنسان هويته بالسلبيه ، الأمر الذى معه أجد من المناسب أن يكون التعبير عن السعاده بهذا الفوز الذى أراح نفوس كل المصريين المزيد من مناقشة قضاياهم ، وبث الطمأنينه لنفوسهم ، ونكتفى بهذا القدرمن المسيرات المعبره عن السعاده ، ونبدأ العمل الجاد في تقديم الخير لهذا الشعب ، كل بطريقته وأسلوبه ، مع طرح المزيد من القضايا والموضوعات التي تصب يقينا في صالح الوطن ، وكذلك المواطن ، لتكون الإنتخابات الرئاسيه ملهمة لما نتمنى أن يكون عليه ماهو قادم من الأيام ، وتلك رغبة نبيله ، وهدف يتسم بالوطنيه .
إنطلاقا من ذلك يبقى من الأهمية ، الإنتباه لماتتعرض له الحياه السياسيه برمتها من تدمير حينا ، وتقزيم أحيانا ، وتفعيل الأداء الحزبى بحق ، وإعادة الروح للحياه السياسيه بصدق ، إنطلاقا من أن الحياه السياسيه والممارسه الحزبيه ليست تطاحن ، وتطاول ، وتشويه ، وتدمير ، إنما منافسه شريفه وقويه يقدم فيها كل حزب رؤيته للنهوض بالوطن ، وإقناع الشعب به ، لذا فإن الوصول إلى عمق الجماهير فيما يتعلق بالأحزاب ، أو الأشخاص الذين ينتمون إليها ، ويقدمون أنفسهم لأى إستحقاق إنتخابى برلماني كان أو مجالس محليه ، يجب ألا يكون منطلقه شعارات ، إنما يجب أن يكون قائما على طرح تصورات لتجاوز الأزمات ، وخطط للنهوض بالوطن ، وتقديم الخدمات ، وملامسة هموم الناس ، وتوفير إحتياجاتهم ، وليس التفرغ لتشويه ماضى كل مرشح منافس ، والتقول عليه ، للحط من قدره ، وإحباطه ، ووضعه فى علامة إستفهام أمام جموع الناس ، وتشويه الحزب الذى ينتمى إليه ، كما يفعل بعض قصيرى النظر بالأحزاب خاصة تلك التى تتأثر بالحضن الدافىء لدى السلطه ، كل ذلك يقينا يتم لجهاله لديهم أن المواقف السياسيه ليست قرآنا يحمل قداسه إنما هى متغيره بتغير الزمان حتى الآراء ، لذا لايضير أى ممارس للعمل الحزبى والسياسى أن يراجع مواقفه ، ويصوب آرائه ، للوصول لرؤيه محترمه ، هذا هو الصواب حتى وإن كان فى نظر البعض نفاقا ،
ليتحرك الجميع ومن الآن خاصة من يملكون إحداث حراك حقيقى لواقعنا السياسى ، لمواجهة تلك الحاله من الإحباط التي باتت ملازمه لكثر من أصحاب الرأي والفكر الذين لديهم رجاحة عقل جعلتهم يبتعدون عن المشهد برمته سياسى كان أو برلماني أو حزبى ، أداءا وتفاعلا وحتى ولو مشاركه بالرأى ، لينئوا بأنفسهم من الهزل والقيل والقال ، الذى خيم على مجريات الأداء السياسى بكامله ، حتى تقدم المشهد السياسى والبرلمانى والحزبى من أهانوا تاريخ هذا الوطن بضعف ممارساتهم السياسيه وتدنيها ، لأن هناك من توهموا ، وحاولوا إيهام غيرهم عن جهاله منهم أن هؤلاء هم الرموز والقامات ، الأمر الذى معه يتعين تدارك ذلك بإفساح المجال لكل أصحاب الفكر أن يساهموا في الحياه السياسيه وذلك عبر حوار محترم لإقناعهم ، والعمل على دفعهم دفعا للتفاعل مع قضايا المجتمع حتى يستفيد الوطن من خبراتهم ، وهذا لن يتأتى إلا بالضرب بيد من حديد على أيدى العابثين الذين يريدون إحتكار الحياة السياسيه رغم ضحالتهم ، إنطلاقا من باب محاربة الشرفاء .
يتواكب مع هذا النهج أهمية منح كافة الأحزاب الشرعيه بالقطع التى لها مظلة قانونيه ، فرصة التفاعل مع الجماهير سواء بسواء مع الأحزاب التي تنال الدعم والرعايه ، وبصدق ، بعيدا عن المنظره والشو الإعلامى ، حتى يتم إضفاء نوعا من المنافسه الحقيقيه ، والتنافس الشريف ، لأن مانلمسه الآن وبصدق حاله من الرتابه ، وإندفاع للبحث عن دور فى حضن الحزب الدافىء ، حتى إمتلىء بمن هم عبأ على هذا الحزب وغيره من الأحزاب التي يقال أنها أحزاب وصيفه لهذا الحزب ، خشية أن يكونوا ذات يوم منطلقا لطعنه في واقعنا السياسى ، وتاريخنا البرلماني ، وهذا مالانريده ولانتمناه لأى حزب من الأحزاب .
أطرح تلك الرؤيه وسأطرحها عن قناعه مرارا وتكرارا حبا في هذا الوطن الغالى ، وإنطلاقا من قناعة زاهد حتى في المشاركه السياسيه إحتراما لتاريخى البرلماني ، والسياسى ، والحزبى ، والوظيفى الرفيع ، وليس بحثا عن لعب دور سياسى ، فهل سيجد ماطرحه صدى عند العقلاء بالأحزاب والسلطه والأجهزه ، وتكون مضامينه محل دراسه ، أو ستتحقق نبوءة البعض من الأصدقاء أننى أحلم وأنفخ في قربه مخرومه ، ولايمكن أن يسمع أحدا لما قلت ، لكننى لاينتابنى الإحباط ، بل إن اليقين راسخ أن بهذا الوطن وطنيين كثر ، يتعاظم لديهم الحس الوطنى ، ويدركون كما أدرك أن الهزل الذى يخيم على الحياه السياسيه والممارسه الحزبيه لاشك سيكون هناك من يصوب المسلك ويكون ماطرحت أحد منطلقاته . بالمجمل واقعنا الحزبى متردى فهل من مخرج ؟
تابعوا مقالى المنشور غدا بإذن الله