الواقع العربى تعاظم إلتباسه بعد أحداث سوريا وسقوط بشار ، وتاه الناس كل الناس فى أوطاننا العربيه نظرا لضبابية المشهد وعدم وجود رؤيه تنطلق من شفافيه تهدف تعظيم الحقيقه ، وعرض مايصب فى إتجاه الوحده العربيه ، ولولا حرائق أمريكا لتعرض هذا الواقع لضغوط تدمى القلب ، خاصة ونحن الآن بين مفترق طرق ، مهمومين بما يحدث فى غزه ، ومانلمسه من مزايدات من بعض المغيبين بالداخل ، هؤلاء الذين لايدركون ثوابتنا التى ورثناها عن قادتنا الأجلاء ، وتربينا عليها فى كنف عائلاتنا الكريمه ، والتى أهمها نختلف فى كافة القضايا وفق منهج محترم يقوم على الموضوعيه والإحترام والحجه والبيان ، طبقا لغايه نبيله تهدف إلى تحقيق المصلحه الوطنيه والمجتمعيه ، لكننا لايمكن أن نختلف على وطننا الغالى لأن الخلاف عليه خيانه ، الأمر الذى معه يتعين تضافر الجهود والإبتعاد عن المزايدات ، ووقف الهزل المجتمعى والحزبى ، وتأجيج الفتنه التى يزرعها بغباء وإستعلاء ، وعنجهيه إعلام فقد القيمه وفشل متصدرى مشهده فى طرح هموم المواطن ، وإدراك قيمة الحفاظ على الوطن ، وضرورة أن يلتف الجميع حول غايه واحده هى مصرنا الحبيبه ، وكيف نزود عنها كل مكروه وسوء ، وتلك ليست مسئولية القياده السياسيه وحدها ، أو الأجهزه فقط ، إنما هى مسئوليه مجتمعيه تقع على عاتق كل أبناء الوطن ، الذين بات عليهم واجب التوضيح للبسطاء من أهالينا الطيبين حتى لايكونوا عرضه لمزايدات المغرضين وخداع المضللين .
جميعا جميعا يجب أن نتصدى بكل قوه لأى حديث أو حتى طرح يتسم بالمزايدات الرخيصه ، وإستغلال ثورة 25 يناير التى عظم قدرها الدستور وجعلها أحد بنوده للمزايده وتأجيج الفتنه ، خاصة بعد أن ثبت بالدليل والبرهان أننا جميعا ومعنا شبابنا الطاهر النقى كنا ضحايا لأصحاب شعارات كاذبه ، تسببوا فى تأجيج نار الفتنه ، وإلقاء الغيوم على أى طرح وطنى ، أو رؤيه تهدف صالح الوطن ، هؤلاء الذين أججوا عاطفة الفقراء البسطاء من أبناء شعبنا العظيم إنطلاقا من بعد إجتماعى ، ثم مالبث الجميع أن أدركوا أنهم ليس لهم علاقة بمن دغدغوا مشاعرهم بالشعارات لأنهم ليسوا من نسيجهم إنما من نسيج الباحثين عن مغنم ولو على حساب الوطن .
لعل مانشهده الٱن من زخم سياسى وعطاء حزبى فرصه ننطلق منها لتحقيق تلك الغايه النبيله ، المتمثله فى حتمية الحفاظ على الوطن ، والإنتباه لأكاذيب المغرضين ، وذلك بطرح الحقائق بصدق ، وليس عبر النفاق الذى قهر نفوس الناس ، لعدم معقوليته ، لذا أتصور أنه لتحقيق ذلك حقيقة فى واقعنا ، يتعين وجود قنوات إتصال ليس بين قادة الأحزاب ، وكل المنتمين إلى طبقة البهوات بالمجتمع ، داخل المكاتب المكيفه ، ونمط الحديث بالشعارات والكلام المعسول ، إنما عبر تواصل مباشر وحقيقى مع كل فئات المجتمع إنطلاقا من الشارع وعبر معايشه حقيقيه لهموم المواطن فى القلب منهم أسيادنا المرضى وأسرهم ، وإعلام مسئول ومنضبط يوضح الأمور ، ويطرح الحقائق ، ويناقش القضايا بصدق ، ويقول الحقيقه بلا زيف ، هذا النهج أراه من الضرورات بعد تلك الحاله من العزوف الجماعى عن المشاركه فى أى إستحقاق إنتخابى لعدم شفافيته ، أو التفاعل مع أى فاعليه حزبيه ، أو حتى سماع مايقال بشأن السياسه وكل الحياه خاصة همومها ، ومايطرح بالبرامج التليفزيونيه ، بعد فشل مقدموها من طرح رؤيتهم إنطلاقا من إحساس وطنى وليس نفاق مفضوح .
لننتبه أنه بات من الخطأ أن يتم قصر الممارسة السياسيه على فئات بعينها ، وأحزاب بذاتها ، لأن هذا لايتناسب مع مايمر به الوطن العربى من منعطفات ، وماندركه بوطننا الغالى من مزايدات ، ولايليق بعظمة وشموخ شعبنا العظيم ، والتاريخ المشرف لبلدنا ، ولايؤسس لعطاء حقيقى ، كما يقضى على الإبداع فى كل أمور حياتنا ، لذا أتصور أنه من الخلل أن يتم الدفع بالأحزاب للعمل الحزبى على أرضية أنهم سنيده لحزب أو حزبين يتم منحهم كل الدعم وكافة الصلاحيات فى التحرك وسط ضجيج لايؤثر فى المخلصين ، لذا بات من الأهميه أيضا إفساح المجال لجميع الأحزاب للتحرك فى الشارع والتواصل مع الجماهير ، وعرض رؤاهم وتصوراتهم حيال القضايا الحياتيه لاأن يكونوا سنيده . وأن يتوقف الدعم اللامحدود من الأجهزه والدوله لأى حزب لأنهم جميعا وطنيين فى القلب منهم تلك الأحزاب التى تنتمى للمعارضه .
أتصور أن مايحدث فى واقعنا الحزبى والسياسى الآن من حراك مجتمعى على خلفية تدشين حزب الجبهة الوطنيه فرصة ذهبيه لتحقيق تلك الغايات النبيله ، وظاهره طيبه جاءت فى وقت صعب ، حتى وإن كان هذا الحراك ينطلق من نقاشات موسعه إلا أن جميعها محاوله للفهم ، لذا فالنجعلها فرصه ننطلق منها إلى تحقيق تلك الغايات النبيله ، وأملا فى بزوغ فجر جديد لواقعنا المجتمعى يقوم على تعظيم اللحمه الوطنيه لمواجهة الأخطار التى تحيط بنا ، وبعث بعد ممات لواقعنا الحزبى وهذا كله يجعلنى أنحاز بكل كيانى لأى خطوه إيجابيه تدفع بنا خطوات للأمام لتحقيق تلك الغايه النبيله ، يتعاظم الإنحياز عندما يكون منطلق ذلك أداء حزبى محترم ، وإنتخابات حره نزيهة تفرز نوابا عن شعبنا العظيم بإراده حره منزهة ، لذا فاليتسع الصدر لأى رأى وطنى صادق إذا أردنا بحق تعظيم اللحمه الوطنيه وترسيخها ، وأن نلملم شتات واقعنا السياسى والحزبى وقبله المجتمعى ، ويتوقف فورا نهج كله تمام الذى أضعف كل الممارسات السياسية .