اجتهد الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية السابق خلال الفترة التي قضاها في مهمته محافظا للغربية، و غادر الرجل موقعه في عملية تغيير طبيعية ، لأن سنة الحياة التداول بين الناس و التغيير في مواقع المسئولية
بذل رحمي جهودا كبيرة أتعب خلالها الجهاز المعاون لأقصى حد، و هم يتابعون تحركاته من بعد الفجر وحتى الليل.
تداخل في كل تفصيلات العمل في مختلف الأماكن بالمحافظة ، و كان يتابع المشروعات أثناء التنفيذ بشكل تفصيلي من خلال زيارات يومية كنت اندهش منها و اتسأل بيني و بين نفسي كيف يجد لنفسه و اراحته وقتا ؟
لكنه كان محبا للعمل جدا و أمن بالشباب و قدراتهم، و قدم العديد من القيادات الشابة و الجديدة و التي أثبتت وجودها في قيادة الوحدات المحلية.
اتفقنا معه و اختلفنا و ايدنا و عارضنا و دافعنا عنه و هاجمناه، لكننا لم نختلف على وطنيته و صدق انتماءه و إخلاصه
و لأننا بشر نخطيء و نصيب و هو كذلك ، من الطبيعي أن يصيب و يخطيء في خلال مسيرة استمرت حوالي خمس سنوات، لكنه كان ينطلق من منطلقات وطنية و رغبة حقيقية في الإنجاز
و لن يرضى كل الناس عن المسئول مهما بذل من جهد و قدم من تضحيات
و أتذكر اننا كنا عائدين من عزاء والدة الدكتور طارق رحمي بالقاهرة، و كنت بصحبة الزميلين محمود الشاذلي و هاني حسين، و دار بيننا حوار حول الموعد الذي سيعود فيه المحافظ للعمل بعد انتهاء أيام العزاء، وقلت لهم نصا : " تراهنوني أن المحافظ سيتواجد على رأس العمل في الصباح "
و بالفعل في الصباح التالي ليوم العزاء وجدت الدكتور طارق في قلب صوامع شركة المطاحن يتابع عملية توريد القمح من الفلاحين!
و تفاصيل كثيرة قد لا يكون هنا المجال للحديث فيها ، لكنني أردت أن أثير أمرا أخر لكي نرسي قواعد جديدة
و أنا هنا أقترح على اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية الذي تواى المسئولية وسط أمال عريضة من اهالي المحافظة فيه و في نقلة جديدة للمحافظة معه
و أقترح أن تقيم المحافظة حفلا لتكريم الدكتور طارق رحمي، وأن يتم إطلاق إسمه على أحد المشروعات بالمحافظة وهي كثيرة و معظمها من بنات أفكاره و رؤيته
و هنا سنكون في محل تكريم لقيم العطاء و العمل الوطني الجاد قبل أن نكون في معرض تكريم شخص أو أشخاص
و بذلك نرسي قواعد لمثل هذه القيم مستقبلا ، و ستكون سنة حسنة يضعها اللواء أشرف الجندي في بداية توليه مسئولياته
فكلنا زائلون لكن الوطن باقي بتضحيات أبناءه المخلصين