لم يكن يوم 26 يوليو يوما مجيدا في تاريخ الشعب المصرى فحسب، بل كان يوما فاصلا و حاسما في تاريخ العالم كله . بل أصبح يؤرخ به كنهاية مرحلة و بداية أخرى، بعد أن نجحت مصر في مسعاها و هزمت العدوان الثلاثي و خرجت منتصرة و في يدها القناة، صحيح أن الحرب أثخنت الجسد بالجراح، لكن النصر كان كبيرا و وضع مصر في حجمها الطبيعي كدولة قائدة و نموذج يحتذى في التحرر الوطني..
لم يكن تأميم القناة قرارا انفعاليا لحظيا مرتبطا بالبنك الدولى و موقفه من بناء السد العالى، بل كان قرارا مستندا لدراسات و متابعات علمية كبيرة قام بها متخصصون كلٌ فى مجاله، أذكر هنا الدكتور مصطفى الحفناوي عليه رحمة الله، ذلك العالم الوطنى الذى نطر حياته لقضية القناة
و كان القرار فى جزء منه مرتبطا باستكمال التحرر الكامل و قطع ذيل الإستعمار
و كان فى جزء اخر منه مرتبطا بدم عشرات الآلاف من المصريين الذين قدمتهم الأسرة العلوية قربانا على مذبح الخيانة ليموتوا فى حفر القناة
بقى أن أشير إلى أن تأميم القناة كان قرارا جريئا ، احتاج لعزم الشباب و قوة الإرادة، و استند على العلم و الدراسة، فكان النجاح الذى أذهل الإستعمار المجرم فحاول العودة من جديد ، و لكن إرادة الصمود لدى الشعب المصرى كانت أقوى ، و انتصر الحق، و عادت القناة لأصحابها بالأرض و الدم .
قناة السويس كانت قرحة ملتهبة فى جسد مصر قبل 26 يوليو 1956
و جاء قرار التأميم ليزيل القرحة و يطبب الجسد و يفتح أبواب المستقبل لمصر و للعالم أجمع
وتبدأ حقبة التحرر الوطنى فى العالم بعد هزيمة فلول الاستعمار فى بورسعيد
تحية لأرواح 120 الف شهيد قضوا فى حفر القناة
تحية لكل من ساهم فى إعداد و تجهيز قرار التأميم
تحية لكل من شارك فى تنفيذ عملية التأميم بكفاءة و نجاح
تحية للقائد الفذ الذى أصدر قرار التأميم