عاش مجاهدًا في دروب الحياة، لتلبية متطلبات أسرته، بارًا بوالدته، بشوشًا، يهدي ابتسامته لمن يلقاه، هاديء الطباع، يعطي العمل حقه، حريصًا على السفر كل أول شهر إلى قريته ببني سويف، لزيارة عائلته لأبيه رحمه الله، وفي زيارة تالية لمحافظة كفر الشيخ، لبر والدته والاستعانة بدعواتها على تحديات الحياة.
مساء الخميس كعادته انهى عمله، وبدء رحلته الشهرية إلى بني سويف، لم يكن يدري أنها رحلة الوداع، باغتته أزمة قلبية، غادر دار الفناء إلى دار البقاء، كعادته بهدوء تام، لنستيقظ اليوم السبت على المفاجئة الصادمة المؤلمة.
"ضياء حرفوش".. تغمده الله برحمته واسكنه فسيح جناته، أبى أن يغادر الحياة دون اكمال رحلته الشهرية بين المحافظتين، التي شهدت أولاهما ميلاده وعائلته، والثانية التي استقرت فيها والدته بعد رحيل والده لتكون بجوار اشقائها وشقيقاتها، فلفظ انفاسه الأخيرة لدى اعمامه، قبل أن يصحبهم إلى كفر الشيخ حيث يوارى جثمانه الثرى إلى جوار أخواله لتودعه أمه رحم الله شيخوختها وربط على قلبها وألهمها الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون تغمدك الله برحمته واسكنك فسيح جناته صديقي وزميلي العزيز ضياء حرفوش ابن روزاليوسف البار.. وألهم أسرتك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان.