لى أن أفخر أننى من بلدة تصنع الإبداع نعم بلدتى بسيون البندر والمركز والقرى والكفور والعزب تصنع الإبداع هذا الإبداع الذى دفع بوزيرة الهجره لتفقد تلك الصناعات ، هذا الإبداع الذى بات علامة مميزه رغم مالحق بها من موروث مؤلم وصم كل من فيها بالنقائص ، وخلق حولهم حاله من الريبه ، وماطالها من هزل بفعل السفهاء الذين يجب أن تتطهر منهم كل بسيون عبر إراده مجتمعيه ، وجهد مخلص من كل الناس ، متبوعه بتعاون من الأجهزه ، لأن بسيون تستحق أن تكون في مكانه أحسن ، وأهلها يستحقون أن يكونوا في وضع مجتمعى أحسن ، ولماذا أفخر لأن بها أقيمت صناعات مختلفه وصلت للعالميه بجهد وعطاء وإبداع أبنائها .
لعل مايجعل للصناعات التي نشأت في بلدتى بسيون خصوصيه هي تركيز كل قريه على صناعه واحده والإبداع فيها ، وهذا النهج لايتوفر كثيرا في وطننا الغالى ، لكنه نهج معمول به في أوروبا ، ففي إحدى سفرياتى في مهمات صحفيه بأوروبا توقفت كثيرا أمام نماذج للصناعات تستحق الدراسه ، وليس أدل على ذلك من صناعة الأحذيه بإيطاليا ، فنجد مثلا بلده بكاملها تصنع نعل الحذاء فقط ، وهكذا قرى كثيره تتخصص كل منها في جزئيه معينه من مكونات الحذاء لذا كان الإبداع والمتانه حتى أننى إشتريت أحذيه ظلت حتى تركتها وهى متينه .
كل ماطرحته أرى من الأهمية الدلاله عليه ، إنطلاقا من قرية كتامه مسقط رأس الزعيم الوطنى مصطفى كامل ، والتي تُعد من أكبر قلاع صناعة الآثاث بمصر والتى تنافس مدينة دمياط فى تصنيع الأثاث بكافة أنواعه وتصديره للخارج أيضا ، كما يعمل أكثر من 15 ألف عامل وعاملة فى مجال صناعات الأثاث والموبيليا الخشبية ، من خلال إنتشار ما يقرب من 1200 ورشة ومعرض لبيع الأثاث فى أجود أنواعه حسب الأذواق العالمية والمحلية ، ويتم توزيعها وعرض للبيع فى معارض مختلفة بكل القريه .
إستطاعت قرية الحداد مركز بسيون أن تكون قلعة صناعة الشنطة الحريمي في مصر، بل وتنافس الأسواق العالمية ، حيث يعمل 10 آلاف شاب من أبناء القريه والقرى المجاوره في هذا المجال ليكون اشهر مكان لتصنيع الشنط الحريمى على مستوى الجمهوريه بإستخدام الجلود الطبيعيه المصريه والمستورده . كما إستطاعت قرية كفر سالم التاريخيه أن تكون من أهم البلدان في تصنيع الرنجة ، ومزارع الدواجن ، وانتاج البيض والتفريخ .
قرية شبراتنا الحبيبه واحدة من قرى محافظة الغربية ، أدخل سكانها صناعة المخللات فيها منذ ثلاثة عقود من الزمان ، وأبدع فى صناعتها رمضان الشرقاوى أحد أبنائها الكرام وإخوته لتصبح من أكبر منتجي المخللات سواء المحلية أو المصدرة ، وهي قرية عرفت وسائل الإعلام طريقها منذ سنوات كونها مسقط رأس بطل حرب أكتوبر المجيده الفريق سعد الدين الشاذلي ، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973، صاحب خطة العبور في حرب أكتوبر.
قرية الفرستق قلعة صناعة الفخار والخزف بمصر فهى من أكبر القرى التي تشتهر بصناعة الخزف والتحف بمصر كما تشتهر بصناعة الانترلوك والبويات ، وتتميز بالحرفية العالية في هذه الصناعات وتقوم بتوريدها داخل السوق المصرية وتصديرها لبعض الدول حيث تقوم هذه المصانع بتسويق منتجاتها في السوق المحلي والخارجي ، وتضم تضم 200مصنع فخار وخزف ، ومايقرب من 150مصنع دهانات ، و20ورشة طوب سن ، و20مصنع إنترلوك ، والصناعات التكميلية لصناعة الفخار.
هذا التوجه الصناعى الرائع والمذهل أثبت باليقين أن أبناء بسيون البندر والمركز والقرى والكفور والعزب قادرين على صنع المستحيل ، وتحقيق النجاحات ، وإثبات الوجود ، وتحدى الصعاب ليعوض ذلك الفشل السياسى الذى حولها لصراعات تتوارثها الأجيال إنطلاقا من الانتخابات البرلمانيه ، والذى من أهم سلبياته أن نصل إلى هذا المستوى المجتمعى الذى تعاظم معه الجهاله ، وإختفت الخدمات ، وتلاشى العطاء السياسى المحترم . على أية حال مازال الأمل قائما في تغيير هذا الموروث البغيض خاصة وأن لنا أن نفخر بالأكارم الفضلاء من القامات الوطنيه الرفيعه من أبناء بلدتنا بسيون ، قاده وأبطال وعلماء ورواد ومن سطروا بوجدانهم وعطائهم مايجعلنا نفخر بهم . من هم تابعوا مقالى المنشور غدا بإذن الله .
الكاتب
نائب رئيس تحرير الجمهورية
عضو مجلس الشعب السابق
مستشار التحرير لمؤسسة الرأي العام