انفلات أعصاب وزير صهيوني و دعوته لضرب غزة بقنبلة نووية هو بمثابة إعلان عجز عن تحقيق الأهداف و تأكيد على هزيمة الآلة العسكرية الجهنمية أمام بسالة المقاومة و ثبات الشعب الصابر و إيمانه بحقه في الحياة على أرضه و رفض كل محاولات انتزاعه منها
لقد كان ملفتا تصريح وزير التراث في حكومة الكيان الصهيوني باستخدام السلاح النووي لتدمير غزة بالكامل، الذي يكشف حالة العجز في الجيش الذي سعى لصنع أسطورة أنه لا يقهر
فبعد شهر من القصف الجوي و المدفعي بكل أنواع الذخيرة لازالت المقاومة صامدة و تواجه بشجاعة و بسالة محاولات الصهاينة لدخول القطاع
لذلك كان التهديد بالقنبلة النووية و هو نفس ما فعلته أمريكا في قصف اليابان بعد ضربة بيرل هاربور
و لازال الغرب الاستعماري بقيادة أمريكا يقدم الدعم و الغطاء السياسي و العسكري و الاعلامي للكيان الصهيوني المجرم لاستكمال جربمته
لذلك لابد لنا بداية أن نضع الأحداث السـياسية والعسـكرية الحاصلة والتحالفات القائمة والصــراعات المستمرة في سياقها التاريخي قبل قراءتها من بوابتها السـياسية المحضة.
فلا يصح لنا أن نتهم الغرب وأمريكا بالتعامل على أساس المعايير المزدوجة لأنه اتهام غير دقيق، والصحيح أن الغرب وأمريكا ينتهجون معياراً واحداً في سـياستهم وهو الانحياز الدائم لمصالحهم الخاصة على حساب مصالح الشعوب والدول الأخرى، ولعل ذلك أحد أبرز الأسباب التي تشعل الصـراعات في مناطق كثيرة في العالم ومن بينها منطقتنا التي تشهد الآن حـرباً على غـزة تمثل نموذجاً صارخاً لهذا الانحياز.
ان جوهر السياسة الأمريكية طوال عقود ماضية حتى الآن هو التصعيد العسـكري وخلق الفوضى وتتبعها في هذه السـياسة أوروبا التي تعيش حالة انحطاط ليس فقط على المستوى الأخلاقي وإنما حتى على المستوى الفكري بدليل التصريحات التي نسمعها يومياً من السـياسيين الأوروبيين والمشهد الذي تصدره دول أوروبا عبر وسائلها الإعلامية عما يجري في غـزة والذي يفيض بالسطحية والعنـصرية من جهة والادعاءات والأكـاذيب من جهة أخرى،
لقد هرع الغرب لتقديم الدعم المالي والعسـكري واللوجيستي لإسـرائيل التي تمثل حجر الأساس في المشروع الاسـتعماري في المنطقة.
لكن المؤكد أن كل مشاريع الاستعمار ستتكسر على حجر المقاومة الباسلة للشعب العربي في كل الأقطار، و أنا هنا أعني بالمقاومة الشعب العربي الرافض لكل محاولات الاستسلام و التطبيع مع الصهاينة و الذي يصر على وضعهم باعتبارهم العدو الإستراتيجي الأول و الوحيد.