عقب انتهاء العملية الانتخابية بنجاح و أمان و انتهاء أعمال الفرز و تجميع النتائج عند الليل، كان تصوري أن معظم قيادات الجهاز الإداري ستنطلق إلى اجازة ليومين او أكثر بعد مجهود شاق استمر لاسابيع..
و كانت المفاجأة في الصباح الباكر لليوم التالي لليوم الأخير من العملية الانتخابية، الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية في الشارع في جولاته المعهودة من مكان إلى آخر!
و الحقيقة أنني توقفت كثيرا أمام هذا الموقف، لأنني أتابع أداءه و تحركاته بإشفاق عليه أكثر من كونه إعجاب، و اتسأل بيني و بين نفسي ،من أين يأتي هذا الرجل بالوقت و الجهد الذي ينفقه طوال الوقت و على مدار الساعة ؟
إنه يجهد مرؤوسيه لكي يواكبوا حركته و سرعته و نشاطه، و لولا إنهم قيادات شابة و يملؤهم الحماس لما استطاعوا مجاراته و ملاحقة جولاته
و الواقع أنني اشفق على أطقم العمل مع محافظ الغربية، فهم في عمل دائم على مدار الساعة، في ظل أن اعدادهم تظل محدودة بالقياس لما كانت عليه قبل ذلك.
الرجل من بعد الفجر ما بين الشارع و المكتب، و من مدينة لأخرى،و لقاء يسلمه لاجتماع ، بما يجعله في حاجة إلى أن يضاعف ساعات اليوم حتى يجد لنفسه بعض الوقت!
لقد تابعت بالتفصيل كيف نجحت المحافظة في تأدية أدوارها و مهامها في العملية الإنتخابية
و كيف أدي المحافظ دوره في تجهيز المحافظة للعملية الانتخابية من حيث تجهيز مقار اللجان و توفير كافة الخدمات و المساعدات اللوجستية لتسهيل عملية التصويت و توفير كل سبل الراحة للجان الانتخابات و كذلك للناخبين
و تقريبا طاف الرجل على مئات اللجان ليتأكد بنفسه من كل تفصيلة في كل مكان
لكنه لم ينقطع عن اعمال المحافظة الروتينية و اليومية المعتادة بالنسبة له، بما جعله يقدم مجهودا مضاعفا طوال فترة الانتخابات و ما سبقها، و هذا ما جعلني اتوقع قيامه بإجازة أو راحة قصيرة
غير أن ذلك لم يحدث و فاجأني بالتواجد في الشارع بعد انتهاء الانتخابات بساعات لمتابعة مشروعات المحافظة المختلفة في مختلف المواقع
و هو أمر قد يراه البعض سهلا او معتادا، لكنه غير ذلك، فانت تشعر أن المحافظ متداخل في كل طوبة يتم بناءها في كل مشروع على أرض المحافظة، فهو يتمم يوميا على ما يتم عمله، بما يجعله في قلب تفاصيل التفاصيل في كل مشروع أو مبنى أو طريق
ثم ما لبث أن فتح ملف التفتيش الدقيق على جميع معدات و الات جميع مراكز و مدن المحافظة ، ليتم تدقيق الحالة الفنية لكل المعدات و التأكد من الصيانة و الجاهزية لمواجهة الأزمات خصوصا مع دخول فصل الشتاء و احتمالات حدوث موجات أمطار كثيفة
ثم كانت الخاتمة بإجراء عملية الاصطفاف الكامل المعدات و الآلات و السيارات في مشهد رائع لم يأخذ حقه كما يجب من التغطية الإعلامية
لقد مثلت عملية الاصطفاف مجهودا كبيرا لأجهزة المحافظة و العاملين و القيادات المحلية الشابة يستحقون عليه التحية و الإشادة ، و كان يستحق دعما و زخما إعلاميا كبيرا
لقد أردت أن أسلط الضوء في هذه الزاوية على مجهود هذا الرجل و مساعديه و نشد على يديه و أياديهم، فهي الحقيقة التي نراها ، و لا خير فينا إن لم نقلها...