فى مثل هذا اليوم 7 مارس سطرت المخابرات المصرية بالمشاركة مع البحرية المصرية واحدة من أهم العمليات فى تاريخ المواجهات مع العدو الصهيونى بتدمير الحفار "كينتينج"
وكان العدو الصهيونى قد خطط لشراء حفار للتنقيب عن البترول على شواطىء سيناء عقب هزيمة يونيو 1967 مستغلا الفراغ فى سيناء بعد انسحاب الجيش المصرى
وقام جهاز المخابرات المصري التقدم بتقديم اقتراح إلى الرئيس جمال عبد الناصر يقضي بضرب الحفار خارج حدود مصر بواسطة عملية سرية مع عدم ترك أية أدلة تثبت مسئولية المصريين عن هذه العملية.
أو يتم الاستعانة بسفينتين مصريتين كانتا تعملان في خدمة حقول البترول و عندما بدأت إسرائيل عدوانها عام 1967 تلقت السفينتان الأمر بالتوجه إلى السودان (ميناء بورسودان ) و البقاء في حالة استعداد لنقل الضفادع المصرية ومهاجمة الحفار من ميناء (مصوع) في حالة إفلاته من المحاولات الأخرى.
و أما إذا فشلت تلك العملية , يتم الاستعانة بالقوات الجوية كحل أخير.
وقد أوكل الرئيس عبد الناصر للمخابرات العامة ( وكان يرأسها في ذلك الوقت السيد أمين هويدي ) التخطيط لهذه العملية وتنفيذها على أن تقوم أجهزة الدولة في الجيش و البحرية بمساعدتها . و تم تشكيل مجموعة عمل من 3 أعضاء في الجهاز , كان من ضمنهم السيد محمد نسيم (قلب الأسد)..و تم تعيينه كقائد ميداني للعملية و من خلال متابعة دقيقة قامت بها المخابرات المصرية أمكن الحصول على معلومات كاملة عن تصميم الحفار وخط سيره و محطات توقفه.
وقد أدخل العدو الصهيونى عدة دول فى الحفار ليزيد الأمر تعقيداً على الدولة المصرية فى حالة تعرضها للحفار .
وكان الحفار مملوكاً لشركة امريكية وجرى تصنيعه فى كندا وتسحبه قاطرة هولندية
يعنى مواجهة متعددة الاطراف
ولذلك كان التخطيط ان يتم تدمير الحفار بطريقة مخابراتية سرية بعيداً عن انتظاره وتدميره فى البحر الأحمر
وبالفعل جرى تعقب الحفار منذ تحركه من كندا وحتى دخوله على السواحل الإفريقية، وكان التخطيط أن يتم تدميره فى أحد موانىء إفريقيا عند دخوله للتزود بالوقود
وسافرت مجموعة مخابراتية بقيادة البطل المصرى محمد نديم وتضم عددا من رجال الضفادع البحرية إلى دكار فى السنغال ، ولكن بعد إتمام الاستعداد للعملية أفلت الحفار فى أخر لحظة، فجرى ملاحقته بنفس السرية إلى كوت ديفوار حيث تمكن رجال الضفادع البشرية من رصده فى الميناء والنزول تحت الماء وتلغيمه بلغمين فى "البريمة" ليتم تدمير الحفار . وتعود الضفادع البشرية إلى مصر بطريقة سرية . وقد جنب رجال المخابرات مصر عناء المواجهة التى لم تكن استعدت لها بعد.
وكان مخططا أن تنفذ العملية مجموعتان ، ولكن بعد وصول المجموعة الأولى استغل نديم انشغال كوت ديفوار بمهرجان يتعلق باستقبال رودا فضاء أمريكان وقرر التنفيذ على الفور بعد أن تجمعت الدفعة الأولى من الضفادع والمكونة من 3 أفراد هم الملازم أول حسني الشراكي والملازم أول محمود سعد وضابط الصف أحمد المصري بالإضافة إلى قائدهم الرائد خليفة جودت وقبل أن يصل باقي المجموعة حيث كان مخططا أن يقوم بالعملية 8 أفراد وهنا بدأت المشاورات بين جودت ونسيم واتفقا على انتهاز الفرصة وتنفيذ العملية دون انتظار وصول باقي الرجال خاصة أنهم لم يكونوا متأكدين من وجود الحفار في الميناء لليلة ثانية، ونزلت الضفادع المصرية من منطقة الغابات وقاموا بتلغيم الحفار وسمع دوي الإنفجار بينما كان أبطال الضفادع في طريق عودتهم إلى القاهرة.
تحية لرجال المخابرات المصرية
تحية لرجال البحرية المصرية
فى ذكرى تدمير الحفار "كينتينج"