رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

ناصر أبو طاحون يكتب: ذبح الأبقار المقدسة

في لحظة مصيرية فارقة بين تاريخين اضطر الغرب الاستعماري المجرم أن يكسر القشرة الناعمة الملساء التي تحيط بالقلب الأسود الصلب
غلب الطبع على التطبع فأظهرت الأزمة  ما نعرفه بالضرورة عن امبراطوريات النهب و الاستعمار و الاستعباد و الاستكبار. و ما كان يخفيه خلف قشرة وهمية من النعومة كنعومة ثعاببن بينما داخلها سم زعاف
و انهارت  في تلك اللحظة كل أصنام الغرب و نظرياته و اتفاقياته التي لطالما خرب العالم ،و نهب ثرواته و استعبد شعوبه في ظلالها

اضطر الغرب أن يضرب في القوائم التي تمثل دعائم امبراطورياته الاستعمارية أمام ما رأه خطرا على بقاءه
و ما تلك الدعائم سوى الأصنام التي صنعها و أجبر البعض ، و أغوى البعض الأخر  بالسجود لها و تقديم القرابين، و لم تكن تلك القرابين سوى نقل عوائد اقتصادات العالم لدول الغرب لكي تعيش شعوبه في بلهنية من العيش و الرغد، بينما شعوب العالم تئن تحت وطأة الجوع و الفقر و المرض و الحروب 
و كلما كان تقديم القرابين منتظما و سريعا كانت الحماية مفروضة على انظمة الحكم تلك في دولها من قبل الغرب الاستعماري المجرم
و الويل كل الويا لمن يحاول ان يخرج عن الصف او يرفض ان يكون جزءا من تلك الجريمة، حيث تدبر له المكائد و الحصار و ربما الحرب المباشرة و المواجهة العسكرية

و لم تكن تلك الأصنام  سوى "شوية اتفاقيات" و نظريات و أحاديث عن "المجتمع الدولي" و "القانون الدولي" و "الشرعية الدولية" و  التحرر الاقتصادي " و " حرية انتقال رؤوس الأموال" و "عدم ربط اي حاجة في الدنيا بالسياسة طالما كانت تلك السياسة من صنعهم"
و كذا " اتفاقية الجات"  و  "اتفاقيات المناخ" و غيرهما من الاتفاقيات و النظريات و الأكاذيب التي يلكونها للسيطرة على العالم و اقتصادياته و نهب موارده بتراب الفلوس و جعله مجرد سوق لمنتجاتهم

و في لحظة واحدة من التاريخ تنهار كل تلك الأحاديث و الاتفاقيات و النظريات وذلك بغرض فرض كل ما هو ممكن و متاح من العقوبات على دولة مثل روسيا بسبب حربها مع أوكرانيا. 

و بغض النظر عن رأيي أو رأيك في الحرب و مسبباتها، إلا أنها ليست أول حرب في الدنيا و لن تكون الأخيرة
و ليس أول غزو لدولة صغرى من جارة كبرى و لن يكون الأخير

فكيف يتسنى للغرب ان يكفر بألهته فجأة و يلتهمها إلها وراء إله، و كيف له ان يتنكر لكل ما أجبرنا و غيرنا على الخضوع له و التسليم به كأنه نهاية الدنيا

لقد اتسق الغرب مع نفسه و مع تاريخه في لحظة تاريخية فارقة لن يكون ما بعدها مثلما كان قبلها ، و كشف عن وجهه الحقيقي و قلبه الأسود و كوامن نفسه الشريرة ، ليس تجاه روسيا وحدها و لكن تجاه العالم كله
و تلك لحظة خالدة و مهمة في تاريخ البشرية لكي يدرك الجميع اوهام التسليم للغرب بكل طلباته،  و انه حانت لحظة الخلاص و تغيير  قواعد العالم الظالم و قيام عالم جديد يقوم على المساوة الحقيقية و التعاون الحقيقي بين دول العالم 
لقد وضع العالم الفقير أمواله و أرصدته لدى الغرب منذ عقود، و هي اموال تعتبر في حكم الضائعة بشكل نهائي و لن تعود

و من نهب اموال روسيا و اغلق عليها الهواء لن يكون عادلا معنا او مع غيرنا لو احتكمنا لما يسمى القانون لامؤخذة الدولي و هو قانون لا يحمي إلا  الاقوياء، و لا يضع سيفه سوى على رقبة الضعفاء

أفيقوا و اعلموا انها فرصة حقيقية لكي تعلموا حقيقة العدو  الكامن خلف قشرة الحضارة الزائفة و التي تسقط عنه في لحظة لو شعر بأدنى خطر