أتي شهر الخير والبركات أتي الشهر الذي ننتظره كل عام ونتشوق لصيامه وقيامه والتعرض لنفحاته ولكن في هذا العام يطاردنا رمضان صعب حزين فكيف سنفطر ونأكل ونحن نفكر بإخواننا في غزة؟، فبطبيعة الحال مثل ما ينتظرون المسلمين بشغف شديد شهر رمضان الكريم الذي تتنزل فيه الرحمات والبركات وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر فأنه كذلك الفلسطينيين وخاصة أهل غزة من حقهم أن يستقبلون هذا الشهر وأن ينعمون بالامن والاستقرار والاطمئنان ليتسنى لهم صيامه وقيامه على أكمل وجه ومن حقهم ان تكون لهم الأولوية في تزويدهم بكل مقومات الحياة من خلال تضافر الجهود الدولية والانسانية عبر تسهيل ايصال كميات كبيرة من المساعدات خلال الأيام المقبلة لم نطلب شيء سوي أقل الحقوق وأندرها في ظل أحداث مؤسفة يتعرض أشقاؤنا في فلسطين وغزة على وجه الخصوص لحصار خانق وقصف مجنون يقتل الأطفال، ويُشرد النساء، ويجوع الرُضع من قبل كيان مُحتل مُختل لا ضمير له ولا أخلاق ولا دين تجاه شعب صامد على الحق متمسك بالأرض صابر في وجه الطغيان وكأن ظُلم الدنيا برمته يتجلى فى "غزة"، لكن لا نملك إلا أن نقول لك الله يا غزة لك الله يا فلسطين.
فيستقبل الأشقاء الفلسطينيون شهر رمضان الكريم هذا العام وسط أهوال الحرب وما فرضته من معاناة واسعة غير مسبوقة وتسبب التصعيد في غزة في تعريض حياة نحو 2.2 مليون فلسطيني لمخاطر المجاعة والأمراض ويتزامن قدوم شهر رمضان هذا العام مع مرور خمسة أشهر من الحرب المتواصلة منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي خلفت خلالها تأثيرات اقتصادية واسعة على الاقتصاد الفلسطيني على رأسها انعدام مقومات الحياة لدى المواطنين وانقطاع المواد الغذائية في قطاع غزة فمظاهر الفرح والبهجة التي كانت تستقبل بها غزة شهر الغفران والرحمات والخيرات كل عام اغتصبها العدو الصهيوني المغتصب والمتغطرس وترك مكانها جثث الشهداء وظلت مشاهد الدمار للمباني والمساكن والمنشئات والمساجد والمدارس والجامعات شاهدة على غطرسة العدو الصهيوني بل وحلت مكان مظاهر الفرح بقايا أحلامهم التي مزقتها ودمرتها وسلبتها آلة الموت الصهيونية تحت رعاية كبار الدول التي أسأل الله أن يذيقها من نفس الكأس ونري الدمار في مساكنهم وشعوبهم.
نعم أشعر بالضعف الشديد بل والذنب لما يعانيه أهل غزة من ظروف صعبة ومأساوية الحرب والحصار الذي يفرض على غزة قد تسبب في تدهور كبير في الظروف المعيشية والاقتصادية للسكان كما تسبب النقص في الموارد الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء ما يزيد من معاناة الناس ويزيد من صعوبة الحياة اليومية وخلال شهر رمضان يزداد التحدي بالنسبة لأهل غزة الذين يعيشون تحت الحرب والحصار قد يكون من الصعب عليهم الحصول على الطعام والمشروبات اللازمة لصيامهم وأداء العبادات إن الظروف القاسية تجعل من الصعب عليهم الاستمتاع بروحانية الشهر الكريم والقيام بالأعمال الخيرية المعتادة في هذا الشهر ومع ذلك تجد شعب غزة يظهر في قوة وصمود كبيرين في مواجهة هذه الصعوبات يستمرون في مواجهة التحديات اليومية والتعاون المتبادل لمساعدة بعضهم البعض، ولكن ليعلم اهلنا في غزة أن ثباتهم هو ثبات للأمة كلها فما تفعلونه وتقدمونه من دم وحياة هو في رقبة كل مسلم على وجه هذه الأرض ومهما كانت الظروف فوعد الله آتٍ لا محال ونصره قريب لا مفر
إن الصمت الدولي المخزي بحق لابد ان يتوقف وعدم اتخاذ إجراءات فعالة لحماية سكان غزة يعد أمرًا مؤسفًا سيذكر التاريخ وستوصم تلك الكيانات الحكومية المؤيدة لهذا القتل والظلم والقهر بما يليق بها ولكن أين الشعوب وأين حقوق الإنسان المزعومة التي طالما اسمعونا عنها فلما طلبناها منهم كانت سرابًا أما آن الآون أن يتحرك المجتمع الدولي وتبذل الدول الكبري والصغري قصارى جهدها للتدخل ووقف هذه الأزمة الإنسانية الكارثية وتقديم المساعدة اللازمة للسكان العزل المحاصرين أما أصبح لزامًا على المجتمع الدولي الضغط على الأطراف المعنية للعمل على إنهاء الحرب ورفع الحصار عن غزة أما جاء الوقت ليكون هناك التزام دولي قوي بحماية حقوق الإنسان والحفاظ على حياة وكرامة السكان المدنيين في غزة لذا علي الشعوب ان تنتفض في وجه حكوماتها إنتفضة تُثبت أن الضمير الإنساني لا يفرق بين لون أو عرق أو ديانة أوحتي وعلي أقل تقدير يجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم الإنساني والإغاثي العاجل لسكان غزة يجب أن توفر الموارد الضرورية لتلبية احتياجاتهم الأساسية وتخفيف معاناتهم.
أما نحن المسلمين والعرب فدعوني أذكركم إن إغاثة الملهوف وإنعاش المكروب وإعانة أهل الحاجات ونصرة المستضعفين سلوك إسلامي أصيل وخلق نبوي قويم تقتضيه الأخوة الصادقة وتدفع إليه المروءة ومكارم الأخلاق ونحن في شهر الغفران والرحمات والنفحات والبركات من الضروري ان يلتفت المسلمين إلى أخوانهم المنكوبين والمحتاجين والمعسرين والمضطهدين المستضعفين في قطاع غزة واذا لم تتحرك الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي الذي اراه وقد تخلي عن ضميره واغمض عيناه لاغاثة غزة والتأكيد علي ان وقف هذه الحرب العبثيه بات أمرًا ضروريًا باتًا حتى تتوقف آلة القتل الممنهجه التي راح ضحيتها أكثر من 100ألف فلسطيني بين قتيل وجريح ومفقود حتى الان غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ فإن الضمير الإنساني قد راح في سبات عميق ولن يفيق إلا علي كارثة أو إنتقام من القوي العزيز المتكبر الجبار.
لم يبقى لشعب غزة الا سلاح الإيمان والصبر والثبات والرباط والصلاة فاللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلنى إلى بعيد يتجهمنى أم إلى عدو ملكته أمرى إن لم يكن بك غضب على فلا أبالي اللهم أرنا عجائب قدرتك فى حماية أهل غزة وسدد رميهم وانصرهم على الأعداء، لاشك أن دعاء لأهل غزة بالنصر يعد أقل واجب على كل مسلم تجاههم وأبسط حق من حقوقهم في رقابنا جميعًا لذا فمن منطلق المسؤلية والإنسانية والرحمة وكل المفاهيم الإنسانية والإسلامية التي يبحث المسلمون في شتى بقاع الأرض عن أفضل دعاء لأهل غزة بالنصر في إطار تلك المحنة التي يتعرض لها شعبها وحيث إنه لا يصارع البلاء ويغلبه إلا الدعاء من هنا تأتي أهمية دعاء لأهل غزة بالنصر فربما يكون النصر حليفهم به ويعوضهم كل خير بل إن دعاء لأهل غزة بالنصر من الضعفاء من امثالنا هو خير اتباع لهدي نبينا محمد والذي أوصانا بالوقوف مع إخواننا المسلمين ومؤازرتهم وقت الشدة فاللهم نستودعك أهالي غزّة وفلسطين فانصرهم واحفظهم بعينك التي لا تنام واربط على قلوبهم وأمدهم بجُندك وأنزل عليهم سكينتك وسخر لهم الأرض ومن عليها واجعل شهر رمضان، رمضان نصر ونصرة لهم اللهم آمين.
بكل أسف رمضان هذا العام بطعم معاناة أهل غزة فحتي في رمضان مازالت غزة تحت الحصار … لنا الله.