رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

الشيخ أبو بكر الجندي يكتب: أوجه الشبه بين الخليلين محمد وإبراهيم عليهما السلام(1)

رحب الخليل بمحمد صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج, وقال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح، ورغم البعد الزماني والمكاني بين الخليلين إلا أن أوجه الشبه الكبيرة بينهما تجعل القرابة وكأنها قرابة مباشرة وملاصقة, وهذه بعض أوجه الشبه بين النبيين الكريمين:
ـ الصلة المصرية, فقد تَسَّرى الخليل بهاجر المصرية وولدت له إسماعيل، وتسرّى محمد صلّى الله عليه وسلّم بمارية القبطية، وولدت ولدا سماه إبراهيم, على اسم الخليل, حباً له وتعلقاً به؛ لأن دعوة إبراهيم هي أصل النبي صلى الله عليه وسلم التي قال عنها: "أنا دعوة أبي إبراهيم, وبشرى أخي عيسى".
ـ تشابه الهيئة والخِلْقة: قال صلّى الله عليه وسلّم: "وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ بِهِ". 
ـ تفكر الخليلين في ملكوت الله, قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}[الأنعام: 75], وكان صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء ويتفكر في آيات الله الكونية.
ـ عدم تلوث أحد الخليلين بالشركيات, أو عبادة الوثنيات, قال تعالى: {إٍنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[النحل: 120], ولم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة أنه سجد لصنم أو عبد وثناً من دون الله. 
ـ عداوة الأقارب لهما بسبب دعوتهما لتوحيد الله, ونبذ ما يعبد من دون الله, فقال آزر لإبراهيم: {أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا}[مريم: 46], وتوعد أبو لهب النبي صلى الله عليه وسلم , ونزلت فيه سورة المسد.
ـ تفويض أمرهما إلى الله في مواجهة المعتدين, فلما ألقي الخليل في النار قال: حسبنا الله ونعم الوكيل, فنجاه الله منها, وكانت: {بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}[الأنبياء: 69], ولما عَلم صلى الله عليه وسلم بتجمع الناس لمحاربته فقال أيضاً: حسبنا الله ونعم الوكيل, فنجاه الله منهم, قال تعالى:{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}[آل عمران: 174]. 
ـ هجرة الخليلين إلى الله بسبب الأذى والضرر الذي لحق بهما, فقد هاجر الخليل إلى الشام وتوفي بها, وقال: {إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، وهاجر صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة, وتوفي بها.
ـ استغفار إبراهيم لأبيه, حتى نُهي عن ذلك, قال تعالى {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ}, واستغفار النبي صلى الله عليه وسلم لبعض  المنافقين حتى نُهي عن ذلك, فقال تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80].
ـ رحمة الخليلين للناس أجمعين حتى للآثمين المعتدين, فلما جاءت الملائكة لتدمير قوم لوط, بسبب فعلتهم المنكرة استدفع عنهم العذاب, وجعل يجادل الملائكة في قوم لوط, والنبي صلى الله عليه وسلم لما عرَض عليه ملك الجبال أن يطبق الأخشبين والجبلين على المعتدين, استدفع عنهم العذاب وقال: "بل أرجو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبدُ اللَّهَ، لا يشرِكُ بِهِ شيئًا".....(يتابع)