رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
الأخبار العاجلة :
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

الشيخ أبو بكر الجندي يكتب: أوجه الشبه بين الخليلين محمد وإبراهيم عليهما السلام (2)

ـ بناء الكعبة، فالكعبة نسب بينهما كنسب الأبوة، فقد بنى إبراهيم عليه السلام الكعبة ورفع قواعد البيت، وكذلك الرسول صلّى الله عليه وسلّم شارك في بناء الكعبة حينما بنتها قريش، ثم طهرها من أرجاس الجاهلية وشعائر الوثنية، بعد أن بَدَّل المشركون الحج الإبراهيمي، وغيروا وبَدَّلوا أشهر الحج والأشهر الحرم، فأعاد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحج على قواعده الإبراهيمية، وبعث منادياً في الناس: "ألا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان"، بل أعاد صلى الله عليه وسلم الملَّة الإبراهيميّة كلَّها إلى صفائها ونقاءها، وطهّرها من التحريفات التي طرأت عليها، قال تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
وتكريما لإبراهيم عليه السلام حرم الله تعالى مكة، وتكريما لمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حرم الله تعالى المدينة، فلا يُعتدى فيهما على إنسان أو شجر أو طير أو حيوان .
ـ الدعاء بالبركة لمكة والمدينة: فقد دعا إبراهيم عليه السلام لأهل مكة بالبركة، في قوله تعالى: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}، ودعا صلّى الله عليه وسلّم بالبركة للمدينة، فقال: "اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ ‌أَوْ ‌أَشَدَّ، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا".
ـ منزلة الخلة، فقد وهب الله الخليلين هذه المنزلة والتي هي فوق منزلة المحبة، فالخليل مَن تخللت محبة الله في قلبه، فإبراهيم عليه السلام قَدَّم محبته لله على محبة أبيه وزوجه وابنه، حتى امتحنت هذه المحبة بذبح ابنه فما تراجع ولا تردد، حتى جعله {أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[النحل: 120]، وجعله الله قدوة وأسوة للناس:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ}[الممتحنة: 4]، وأبقى الله ذكره وجعل له {لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}[الشعراء: 84]، ومحمد صلى الله عليه وسلم، من شدة تعلقه بربه تنام عينه، ولا ينام قلبه؛ لانشغاله بمحبة الله تعالى، حتى جعله الله قدوة وأسوة كإبراهيم عليه السلام، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب: 21]، وأبقى الله ذكره وجعل له لسان صدق كإبراهيم عليه السلام.
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه … إذا قال المؤذن ‌في ‌الخمس ‌أشهد 
وبهذه المحبة والخلة تأهل الخليلان لقيادة البشرية إلى يوم القيامة، كما قال تعالى لإبراهيم:{إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}[البقرة: 124]، وقال تعالى لمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف: 158]، حتى أن الصلاة الإبراهيمية دعاء وطلب من الله تعالى بالصلاة والبركة على الخليلين وآلهما وأتباعهما ومَن أحبهما واقتدى بهما، وأن نقول في كل صلاة: "اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".