يتردد اسم النجم العالمي محمد صلاح في سوق الانتقالات صيفا و شتاءا ارتباطا برحلات الشتاء و الصيف لأشقاءنا في الخليج.
في الصيف يسافرون لندن هربا من حر الخليج فتكتب الصحافة العربية عن ذهابهم للتعاقد مع صلاح و إعادته من أوربا .
و يسافر صلاح لدبي أو للعمرة في السعودية فتطارده أخبار عن اقتراب التعاقد هنا و هناك .
بينما الحقيقة أن محمد صلاح لا يفكر في ترك المجد الذي صنعه، و لازال يرتقي على سلمه مع ليفربول
و منذ سنوات يرتبط اسم محمد صلاح بالانتقال لأندية اوربية خارج ليفربول، و الأمر كله ليس سوى اجتهادات صحفيةْ ربطت بينه و بين الانتقال لأحد عملاقي الدوري الأسباني ريال مدريد و برشلونة، و كلها محض فبركات إعلامية لاستغلال اسم محمد صلاح و متابعيه في كل العالم
و حتى اللقاء الذي تم بين محمد صلاح و ناصر الخليفي لم يتطرق لأي محادثات تتعلق بالانتقال ، إنما كان لقاء عشاء جمع بين صديقين لا أكثر
و قد يغيب عن البعض أن محمد صلاح بحكم تكوينه يرتبط بصداقات عديدة مع شخصيات عربية من كل الأقطار، و على حسب ظروفه يستقبلهم أحيانا ،و يوفر لهم تذاكر و دعوات مباريات غي أحيان أخرى ْ، و يقوم مع بعضهم بواجب الضيافة و الكرم الطبيعي الذي يتناسب مع بيئته التي جاء منها
و بالطبع كل هذه اللقاءات لا تتطرق إلى الكرة او التعاقدات أو ما شابه ذلك
و قد لا يعلم البعض أن محمد صلاح تخطى مرحلة تلقى النصائح من أحد منذ زمن، فضلا عن تجاوزه لفكرة الإغراءات المادية تماما، بحسب الصحافة الإنجليزية
و بالتالي فمن الطبيعي جدا أن يلتقي صلاح بالصدفة، أو بترتيب، مع شخصيات عربية في أوربا او في الخليج و حتى في مصر. و كلها لقاءات لا تتعلق بمفاوضات أو انتقالات
و المتابع بدقة يكتشف أن كل الأخبار التي راجت عن انتقاله للدوري السعودي، والأرقام و العقود و التفاصيل كان مصدرها الأول صحيفة سعودية، و كل العالم ينقل عنها
و لا يخفى على أحد ان تسريب هذه الأخبار الوهمية كان يحقق أمرين
الأول أنها تغطي على سفريات لندن للمفاوضات المزعومة!
الثاني إحداث أكبر قدر من الدعاية المجانية للدوري السعودي من خلال ربطه بمحمد صلاح ، و اثناء البروبجندا يتم اجتذاب بعض لاعبين لا يجدون فرصا حقيقية في انديتهم مثل محرز و ساديو مانييه و بنزبمة و قبلهم كريستيانو رونالدو
لكن الحقيقة التي مسحت كل التكهنات أن محمد صلاح أو وكيله أو مسئولي ليفربول لم يتحدثوا مع أحد بشأن خروج صلاح من ليفربول ، و الأسباب كثيرة
أقلها أن محمد صلاح لازال أمامه ثلاث مواسم مع ليفربول.
و يليه أن النجم المصري لا يفكر في الفلوس و الأموال بنفس الدرجة التي يفكر بها غيره.
و يبقى السبب الأهم و الأضخم و المتعلق بكتابة التاريخ في ليفربول، فالمتابع يدرك أن محمد صلاح صار احد أهم أساطير ليفربول، و أمامه متسع من الوقت و لديه الكثير من قوة الدفع لكي يكون أهم اساطير ليفربول، و حامل أرقام قياسية تبقى باسمه لمدد طويلة
و هذا ما يعنيني بشكل شخصي أن تظل جملة "المصري محمد صلاح" تتردد على ألسنة الإعلاميين و المحللين و تجري على أقلام الصحفيين و الكتاب كلما أرادوا استحضار رقم أو هدف أو بطولة
و أعتقد أن هذا ما يشغل بال محمد صلاح و عقله حاليا
اما الأحاديث الصغيرة و الفبركات الاعلامية في سوق الانتقالات فتبقي مجرد كلام للتسلية لا أكثر ولا أقل
و اذا كان من العيب أن يردد احدهم ان احمد حجازي يضغط على صلاح و يقنعه بعرض اتحاد جدة، يكون من الهطل أن يصدق أحد ذلك ، لأن شخصية محمد صلاح و عقليته و طريقة تفكيره أكبر من ذلك بكثير
ربما يدرك محمد صلاح أن بعض أصدقاءه في الخليج يستغلون اسمه للترويج الإعلامي ، و يتغاضى عن ذلك باعتباره لا يسبب مشكلة، لكنه يُبقِى الأمر عند هذا الحد
و تبقى الحقيقة أن كل زيارات التفاوض و التعاقد تمت إلى لندن بينما صلاح و وكيله رامي عباس و مسئولي الليفر كانوا خارج إنجلترا في نفس التوقيت!
ملحوظة
أعتقد أن البعض يتذكر أنني اشرت من قبل في مواضع عدة أن صلاح رفض عروضا كبيرة جدا لكي يسمح لمسئول بأن يلتفط معه صورة، بل أن العرض تدني لكي يكون مقابل لايك من صلاح على منشور لنفس المسئول